حصر الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي

تمكن الباحث والمؤرخ الدكتور عبدالعزيز كعكي الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية من حصر جميع الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي في المدينة المنورة على أرض الواقع، وهي متجاورة في منطقة العوالي في منازل بني قريظة

تمكن الباحث والمؤرخ الدكتور عبدالعزيز كعكي الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية من حصر جميع الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي في المدينة المنورة على أرض الواقع، وهي متجاورة في منطقة العوالي في منازل بني قريظة

السبت - 19 سبتمبر 2015

Sat - 19 Sep 2015



تمكن الباحث والمؤرخ الدكتور عبدالعزيز كعكي الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية من حصر جميع الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي في المدينة المنورة على أرض الواقع، وهي متجاورة في منطقة العوالي في منازل بني قريظة.

وقد كانت تلك الصدقات ترتوي من مياه وادي مهزور، الذي يهبط إليها من الحرة حتى ينتهي بوادي بطحان في الجهة الجنوبية الغربية من الصدقات.



ضياع هوية الصدقات



أكد مدير متحف دار المدينة للتراث العمراني والحضاري الباحث حسان طاهر في دراسة شارك في إعدادها حصلت «مكة» على نسخة منها، على أن سبب ضياع هوية هذه الصدقات ونسبتها وعائديتها، هو أن كثيرا من المؤرخين أخذوا برأي الواقدي والذي أشار إلى أن مخيريق من بني النضير ورواها عنه السمهودي أيضا ونقلوه في كتبهم دون تمحيص أو تدقيق مما سبب الكثير من البلبلة والتناقض بين المؤرخين.



اختلاف الأصل



وينقل طاهر رأي كعكي في هذه المسألة بقوله «إن المؤرخين قد اختلفوا في أصل مخيريق، فمنهم من قال إنه من بني قينقاع كما رواه ابن شبه، ومنهم من قال إنه من بني النضير كما رواه السمهودي عن الواقدي، وفي هذا رأي.

فإن كان من بني النضير فلماذا لم يتم إجلاؤه معهم بعد مقتل كعب بن الأشرف بستة شهور، وأما إذا قلنا أن مخيريق هذا كان من بقايا بني قينقاع فلماذا لم يجل معهم حين غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر في شوال وهو في شركه في اليهودية!».

وأضاف كعكي «لم نر فيما بين أيدينا من كتب ومصادر تفيد أن مخيريق قد وادع النبي حتى يبقى في المدينة دون غيره، وعلى هذا نؤكد هنا ما ذهب إليه ابن إسحاق فيما قاله في مخيريق بأنه كان أحد بني ثعلبة بن الفطيون، أي من أصحاب مشربة أم إبراهيم من بني قريظة، وفيهم يقول السمهودي عن ابن زبالة «وثعلبة وأهل زهرة بزهرة وهم رهط الفطيون»، وقال السيد السمهودي «إنه من بني عمرو بن قريظة».

وأوضح أنه بناء على ذلك فإن أموال مخيريق كانت في بني قريظة ويسقيها وادي مهزور، ويتابع كعكي بقوله «وقد لوحظ وجود بعض التداخلات في أصل هذه الأموال، فمن المؤرخين من نسبها إلى بني قريظة ومنهم من نسبها إلى بني النضير، وهنا تناقض كبير فلم نر أو نجد أو نسمع أحدا منهم قد أشار إلى أن أموال بني قريظة يسقيها مذينب، ولا أن أموال بني النضير يسقيها مهزور، فكلهم على علم أن أموال بني قريظة لا يسقيها إلا وادي مهزور بشعابه، وأموال بني النضير لا يسقيها إلا مذينب ولكل مساره وطريقه في الحرة حتى يهبط إلى الصدقات من الشرق في اتجاه الغرب».



مسارات الأودية



ويشير طاهر إلى أن مسارات هذه الأودية ما زالت قائمة على الطبيعة، وبالتحديد وادي مهزور والذي ينحدر من الحرة بجوار مستشفى الولادة الجديد، ثم ينحدر من طريق الحزام في اتجاه مزرعة قصر الرحاب المملوكة لابن سلامة، ثم ينحدر داخل بستان أبوسلامة حيث يتفرع بعد المزرعة إلى فرعين فرع ينطلق شمالا ليمر إلى جوار مشربة أم إبراهيم وما جاورها من صدقات كصدقة دلال وحسنى والصافية، أما الفرعة الأساسية فتستمر في داخل المزارع لتسقي كل من صدقة الميثب وبرقة والأعواف وجنوب الدلال، وقد تم توثيقها بالكامل ضمن أعمال متحف دار المدينة، ويمكن الرجوع إلى كتاب معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ «المعالم الطبيعية»، وهو أحد إصدارات المتحف.



أموال النبي بالمدينة



وما جاء في أموال النبي صلى الله عليه وسلم من أموال مخيريق قال ابن إسحاق «وكان من حديث مخيريق، وكان حبرا عالما، وكان رجلا غنيا كثير الأموال من النخل وكان يعرف رسول الله بصفته وما يجد في علمه وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق.

قالوا: إن اليوم يوم السبت قال لا سبت لكم.

ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله بأحد وعهد إلى من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فأموالي لمحمد يصنع فيها ما أراه الله.

فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل.

فكان رسول الله فيما بلغني، يقول مخيريق خير اليهود وقبض رسول الله أمواله فهي عامة صدقات رسول الله بالمدينة منها».



مصورات جوية



وتشير الدراسة إلى أنه قد تم الاستعانة بالمصورات الجوية القديمة بمقياس 1/250.000 والمنتجة لمصلحة القوات المسلحة السعودية للتعرف على مسارات الفروع والشعاب المتفرعة من وادي مهزور، وتم إسقاطها على المصورات الجوية والمصورات الفضائية للمدينة المنورة عام 1427 مع تحديد حدود الصدقات النبوية.

فيما ينتظر أن يصدر قريبا مؤلف باسم «أموال النبي، صلى الله عليه وسلم، وصدقاته المباركة بالمدينة المنورة» عن متحف دار المدينة للتراث العمراني والحضاري، وذلك ضمن موسوعة معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، يتم فيه استعراض جميع هذه الصدقات النبوية وشرح تفاصيلها وحدودها بالكامل ومساحاتها والشواهد والمعالم التي تم الاعتماد عليها لتحديد موقع كل صدقة من هذه الصدقات.



أقسام الصدقات :




  • 1 - صدقة الصافية


  • 2 - حسنى


  • 3 - المشربة


  • 4 - الدلال


  • 5 - برقة


  • 6 - الأعواف


  • 7 - الميثب