الحميري: المعاصرون من خبراء الخطوط لم يميزوا بين المكي والمدني

أكد خبير المخطوطات في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الدكتور بشير الحميري أن الخطوط المنسوبة إلى أزمنة بأسماء الأماكن تمثل أوائل الخطوط المصحفية المعروفة، موضحا أن من خبراء الخطوط المعاصرين من لم يميزوا بين المكي والمدني في جوانب عديدة، كما كشف عن إشكالية ترتبط بالخط المدني ومراحل تطوره، وطرق تقليده في حوار أثارته «مكة» عطفا على مبادرة ثقافية طرحها أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان عبر معرض مخطوطات المدينة المنورة أخيرا

أكد خبير المخطوطات في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الدكتور بشير الحميري أن الخطوط المنسوبة إلى أزمنة بأسماء الأماكن تمثل أوائل الخطوط المصحفية المعروفة، موضحا أن من خبراء الخطوط المعاصرين من لم يميزوا بين المكي والمدني في جوانب عديدة، كما كشف عن إشكالية ترتبط بالخط المدني ومراحل تطوره، وطرق تقليده في حوار أثارته «مكة» عطفا على مبادرة ثقافية طرحها أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان عبر معرض مخطوطات المدينة المنورة أخيرا

الأحد - 13 سبتمبر 2015

Sun - 13 Sep 2015



أكد خبير المخطوطات في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الدكتور بشير الحميري أن الخطوط المنسوبة إلى أزمنة بأسماء الأماكن تمثل أوائل الخطوط المصحفية المعروفة، موضحا أن من خبراء الخطوط المعاصرين من لم يميزوا بين المكي والمدني في جوانب عديدة، كما كشف عن إشكالية ترتبط بالخط المدني ومراحل تطوره، وطرق تقليده في حوار أثارته «مكة» عطفا على مبادرة ثقافية طرحها أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان عبر معرض مخطوطات المدينة المنورة أخيرا.



1 - نريد تحريرا لمفهوم الخط المدني، متى بدأ هذا الخط؟



كي نجيب على هذا السؤال نحتاج أن نتكلم عن ظهور مصطلحات تسمية الخطوط، فالذي نجده في المصادر أن هناك خطوطا تنسب إلى أزمنة بأسماء الأماكن، ومنها:



الخط المكي وبعده المدني ثم البصري ثم الكوفي على ما قاله ابن النديم في الفهرست.

وهناك مصطلحات لأسماء الخطوط – وخاصة القديمة - تذكر في المصادر غير مرتبطة بنماذج معروفة، خذ مثلا ما ذكره ابن النديم بقوله «السطواطي، المصنوع، المنابذ، المراصف، الأصبهاني...» وغيرها، فنحن نعرف هذه الأسماء لكنه يصعب علينا تحديد كيف نكتب بأحدها.

الخطوط المنسوبة إلى أزمنة بأسماء الأماكن هي تمثل أوائل الخطوط المصحفية المعروفة، فقد ذكر في المصادر:



المكي ثم المدني، ولكن هل نستطيع أن نميز الخط المكي عن الخط المدني؟



للإجابة على هذا السؤال نحتاج أن نملك نماذج محددة أنها بالخط المكي أو المدني؟ ونحن لا نملكها.

والمعاصرون ـ من عرب وأعاجم - ممن لهم اهتمام بالخطوط المصحفية القديمة لما لم يستطيعوا التفريق بينهما أتوا بمصطلح يضم النوعين، وهو الخط الحجازي، وهو الذي تجد الكلام عنه في بحوث المتخصصين في الخطوط العربية القديمة.

فهل نستطيع أن نطلق على خط ما أنه الخط المدني؟ وللجواب على هذا السؤال سننطلق من المسلمات التالية:




  • - كمية ما كتب في مكة من القرآن أقل بكثير مما كتب في المدينة.


  • - قد يعرض النسخ في أزمنة متأخرة على ما كتب قديما، فيمحى ويكتب ما استجد منه.


  • - دائما القديم يتعرض للزوال أكثر مما يأتي بعده.


  • - الزمن الذي كتبت به المصاحف في مكة أقل بكثير من الزمن الذي كتبت به المصاحف في المدينة.



ومن هذه النقاط البدهية نستطيع أن نقول: إن المصاحف التي توجد في هذه الأزمنة من المصاحف القديمة تعود إلى مصحف عثمان بن عفان، وما دام الأمر كذلك فإن مقر عثمان كان المدينة، فمن هذه الحيثية لا يمنع أن نقول الخط المدني.

فيكون بداية للخط المدني مع هجرة النبي من مكة إلى المدينة، وهو استمرار للخط قبله مع بعض التحسينات التي تأتي مع إتقان الكتابة والتمرس فيها.



2 - لماذا يسمى الخط الكوفي المدني؟



وما هي مراحل تطور الخط المدني؟بعض المتأخرين قد يسبق إليه تسمية الخط القديم بالكوفي، وهذا خطأ لأن الكوفة كما هو معلوم أنشئت بعد ذلك في عام 17هـ على يد سعد بن أبي وقاص، والبصرة أنشئت قبلها عام: 14هـ على يد عتبة بن غزوان، فلأنهم لم يعرفوا مصطلحات أخرى أطلقوا على جميع الخطوط القديمة (الخط الكوفي) وهذا في كتابات العرب في أول الجيل السابق، أما في هذا الجيل فإن الغالبية العظمى ممن درسوا الكتابة القديمة يكادون يتفقون على مصطلح الخط الحجازي.

ثم تطورت التسمية في المصطلحات بأن يقال (الخط المدني) لما سبق ذكره في الإجابة السابقة، ولما كان الأمر كذلك فإن منشأ الخط المدني هو الخط المكي بل هو تابع له ويحمل نفس خصائصه الكتابية لأن التقارب الزمني بينهما يمنع من وجود الاختلاف الذي قد يتوهمه البعض، فصفات الحروف في الخط المكي هي نفسها في الخط المدني، مع اختلاف بسيط في بعض حركات القلم تطورا نحو اكتمال الحروف على ما نعرفه الآن.



3 - ما هو الخط الحجازي؟ وما هي المصادر التي تحدثت عنه؟



هذا الخط هو الذي تجده في غالب الدراسات الحديثة عن الخطوط العربية بين كتاب عرب وأجانب، وهذا هو المصطلح السائد الذي يذكرونه، وقد يقسم الخط الحجازي إلى مراحل لا ترتبط بسنوات بل بتطور كتابة الأحرف، وأكثر من نوع في التقسيم للخط الحجازي هو: فرانسوا ديروش باحث فرنسي، فإنه حين فهرس المصاحف الموجودة في المكتبة الوطنية في باريس قسم الخط الحجازي إلى أربعة أنواع: الحجازي 1 و2 و3 و4.

وهذا التقسيم ناشئ من خلال رؤيته للموجودات من قطع المصاحف القديمة، فإذا وجدنا نحن مصاحف بالخط الحجازي لا تقترب من الأنواع التي جعلها يحق لنا أن نستحدث تقسيما جديدا، بأن يقال:




  • - الخط الحجازي القديم


  • المتوسط


  • المتأخر



4 ما هو مقترحك لتطوير الخط؟



نحن لا نحتاج إلى تطوير الخط وإنما نحتاج إلى المحافظة عليه من خلال وضع قواعد لهذا الخط توضع من قبل الخبراء في خطوط المصاحف مع خطاطين محترفين، ثم يذكر فيها أشكال الحروف التي يكتب بها ومميزاتها، وينظر إلى أهم تلك الميزات، وهي: الميلان للخطوط القائمة إلى جهة اليمين قليلا، جعل الخط لينا وبسيطا، ولا يجعل محددا يابسا، لتقبله العين بسهولة ويسر.

وهناك تقليد رأيته لبعض الخطوط القديمة لكنه غير منضبط، وهذا هو الذي يجعل تميز الدخيل على الأصيل من الرقوق القديمة ممكنا، فهناك مخطوطات بخط غير أصلي بل هو خط مقلد لإكمال النقص الذي كان في المصحف، وهذا يؤخذ من خلال النظر إلى تردد اليد أثناء الكتابة وعدم انطلاقها، ويؤخذ أيضا من اختلاف رسم الحرف الواحد حين يتكرر في أسطر متفرقة فإنه حين ينقل ليقلد الأصل ينسى كيف كتبه في الموضع السابق، وكذلك نكتشف أنه صفحة مقلدة بعدم التزامه برسم المصحف في الكلمات التي كتبها فإنه في السطر 2 و4 كتب كلمات بإثبات الألف فيها هي بالحذف في المصاحف القديمة وكذا المعاصرة.

بينما تأمل معي بعض المخطوطات تجدها مما يبهج النفس ويسر النظر بتناسق الكتابة على جهة واحدة، فحركات القلم متماثلة ومتحدة ومنسجمة، والخطاط حافظ، وخط هذا المصحف قريب الشبه جدا بمصحف طوب قابي الذي نشره أ.د.طيار آلتي قولاج، ولكنه أقدم منه قليلا.