تغريدات الكبار
إذا استغربت تغريدات الإيمان والتوحيد عند بشار وأبي نواس فسيخف استغرابك عندما تجد متهمين بالإلحاد وغير مسلمين يغردون بوجود الله وبعضهم يعتنق الإسلام
إذا استغربت تغريدات الإيمان والتوحيد عند بشار وأبي نواس فسيخف استغرابك عندما تجد متهمين بالإلحاد وغير مسلمين يغردون بوجود الله وبعضهم يعتنق الإسلام
الجمعة - 07 فبراير 2014
Fri - 07 Feb 2014
إذا استغربت تغريدات الإيمان والتوحيد عند بشار وأبي نواس فسيخف استغرابك عندما تجد متهمين بالإلحاد وغير مسلمين يغردون بوجود الله وبعضهم يعتنق الإسلام
من هؤلاء الحبر الأعظم «إسرائيل بن شموئيل الأورشليمي» صاحب الرسالة السبعية
توصل بعد بحث في التوراة وكلام أنبياء بني إسرائيل إلى صحة رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونبوته، وإلى بطلان اليهودية من منطلق سبع قضايا
وصدر رسالته بكلمة قال فيها: (إني فحصت الفحص البليغ وتركت الغرض والعناد القبيح، فوجدت كلام الأنبياء عليهم السلام وإشاراتهم عن هذا النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم الذي اتبعته هي منطبقة عليه من كل الجهات)
وقال في القضية الثانية من رسالته: (إن أنبياء بني إسرائيل أنبؤوا عن أشياء كثيرة كلية وجزئية والإشارة عن هذا النبي هي من الأشياء الكلية اللازمة)
ومن اليهود موسى بن ميمون الإسرائيلي المعروف وقد اختلف في إسلامه
كتب كتابه المشهور (دلالة الحائرين) وضمنه جزءاً من خمس وعشرين مقدمة في إثبات وجود الله عز وجل متبعاً فيه وسائل الإثبات وطرقها على قدم الفلاسفة أرسطو ومن بعده
وكثير منا يعرف المعلم الشهير (أوشو) العالم النفسي والفيلسوف والصوفي الهندي
هو ليس مسلماً ولكنه يؤمن بوجود الله وبجميع الأديان على طريقته، ويؤمن بالأنبياء وبوحدة الأديان ومن أمثال هذه المعتقدات
ويغرد بوجود الله ووحدانيته وهو برغم عدم إسلامه أقرب إلى تقصي الحقيقة وموافاة الصواب من أي شاك أو ملحد
يقول عن الله: (إننا لم نخسر شيئاً
الله لم يُفقد، وبالتالي ليس علينا العثور عليه، لا يجب أن ننساه بل يجب أن نذكره دائماً
إنه موجود في الركن الأعمق من كياننا) وفي تغريدة أخرى يقول: (انظر إلى الداخل إلى نفسك، سترى ملكوت الله دائماً معك
نحن لم نفقده أبداً ولو للحظة حتى)
وظهر في الفكر العربي المعاصر رجل من عمالقة الفكر والثقافة وهو الدكتور زكي نجيب محمود رحمه الله، وقد قرأت في منظار بعض المتشنجين بأنه من دعاة التغريب والانسلاخ من الهوية
وعندما قرأت أواخر ما كتب عن نفسه ومسيرته ونتائج تجربته الطويلة، وجدت رجلاً مسلماً معتقداً في الله ودينه وعروبته، وإليك بعض ما قال في تغريدات كثيرة:في كتابه (عربي بين ثقافتين) وهو يصف الإنسان العربي الذي يعيش في الصحراء اللامحدودة للنظر وتحت السماء الصافية اللامتناهية يقول رحمه الله: (مع هذه اللامتناهيات تحت قدميه وفوق رأسه، نزلت ديانات وحياً من الله سبحانه وتعالى على أنبياء ورسل تعاقبوا دهراً بعد دهر على مدى قرون تنادي الإنسان أن آمن بإله واحد أحد خلق السماوات والأرض وما بينهما)
ويتحدث عن معايير الأخلاق فينتقد كتاب الأخلاق لمسكويه الذي أغفل عنصر الدين عن جملة عناصر الأخلاق، فكان مما قال: (ها هنا نجد تفصيلات المعايير المطلوبة في الدين، نزلت على الناس وحياً لتضع لهم الحدود والمعايير، ولنتذكر أن العدل اسم من أسماء الله الحسنى)
وأعجز في هذا المقام أن آتي بعشرات النماذج من الشرق والغرب ممن آمنوا بوجود الله، ولكن إليك أحد أروع وأهم النماذج العربية في وقتنا الراهن وهو الأستاذ الراحل (أنيس منصور) وهو في نظري من أعظم كتاب التاريخ
كتب كتاب (طلع البدر علينا) على خطى المنقذ من الضلال للغزالي
كان هذا الكاتب مر بمرحلة طويلة من عمره شاكاً متحيراً
وصل به الأمر إلى الإلحاد تقريباً، وقاوم هذا العذاب سنين طويلة وقرأ جميع المذاهب واعتنق الوجودية بخيرها وشرها حتى بلغ به الأمر إلى التفكير في الانتحار، وقد وصف حالته النفسية وصفاً مؤلماً طويلاً في كتابه المذكور
ثم يدوي بتلك التغريدة الإيمانية ليقول: (وفجأة كان كل ما في نفسي وعقلي قد تعب
أو قد أضيء فجأة، ورأيت ما لم أر وسمعت ما لم أسمع
شيء رطب مضيء مريح منعش في داخلي، انفتح شيء، أطل شيء، امتلأت بشيء
تسرب من داخلي شيء
لا أعرف ما هذا الشيء ولا أعرف كيف أسميه، ولكنه هناك
أو هنا
وعدت أقرأ القرآن وعدت أقرأ الحديث) يقول بعد أن قرأ سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للعقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ومحمد حسين هيكل: (ولا أقول إن هذه القراءات كانت عملاً واعياً وإنما وجدت نفسي مأخوذا مسحوباً منجذباً أو مجذوباً)
وقال أيضاً: ( واهتديت إلى الإسلام أبسط الأديان وأكثرها تجريداً وأعمقها فهماً للإنسان والعلاقات الإنسانية وأن تشريعه شامل)
وقال كلاماً طويلاً عذباً أخاذاً في عظة وعبرة لكل متحير شاك
وكثير على هذه الشاكلة ومن أعظم رجال الإيمان في هذا العصر الدكتور مصطفى محمود رحمه الله وهو رمز من رموز اليقين القادم من الشك
يقول أعظم علماء القرن العشرين وأشهرهم العالم الكبير ألبرت آينشتاين: العقل الإنساني صغير يعجز عن فهم هذا الكون فكيف يفهم خالق الكون؟ إنها قضية أكبر من العقل
أي عقل
لم أذكر إلا العدد القليل من الذين آمنوا بوجود الله سبحانه على شتى أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم، والعالم كله سياسيين وأدباء وعلماء طبيعة وفلاسفة وفنانين ولاعبي كرة، مسلمين وغير مسلمين يؤمنون بوجود إله لهذا الكون ويكرهون شيئاً اسمه الشك أو الإلحاد
والذين يشكون في الله قليل في هذا العالم والملحدون أقل، وليس لهم في عالم العقل ولا عالم الإنسان ولا عالم الروح مكان
إنهم يبتعدون كل البعد