5 أخطاء سقط فيها البريطانيون في تحليل مخطوطة برمنجهام
أكد أستاذ التفسير والقراءات بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحربي أن ما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية قبل أيام في تحليلها لمخطوط القرآن الذي أعلنت عنها جامعة برمنجهام أخيرا، تحليل خاطئ
أكد أستاذ التفسير والقراءات بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحربي أن ما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية قبل أيام في تحليلها لمخطوط القرآن الذي أعلنت عنها جامعة برمنجهام أخيرا، تحليل خاطئ
السبت - 05 سبتمبر 2015
Sat - 05 Sep 2015
أكد أستاذ التفسير والقراءات بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحربي أن ما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية قبل أيام في تحليلها لمخطوط القرآن الذي أعلنت عنها جامعة برمنجهام أخيرا، تحليل خاطئ.
موضحا بأن ما قامت به الصحيفة من مقارنة التاريخ الذي حددته برمنجهام للمخطوط بالفترة التي عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، مدعية أن المخطوطة كانت مكتوبة من قبل خلق الرسول، مما جعلها تشكك في صحة نزول الوحي ليه مقارنة تفتقد للصحة.
مبرهنا على ذلك بالرد على الخبر يقول: هناك خمس أخطاء وردت في الخبر المنشور في الديلي ميل، إضافة إلى أن أكثر تقديراتهم كانت مبنية على الظن الذي رأى أنه لا يغني عنه الحق شيئا.
أخطاء الديلي ميل:
1
الخطأ: عمر المخطوطة التقديري ما بين 1448هـ و1371هـ.
الصواب: الرسول نبئ قبل 1449هـ، بمعنى أن القرآن في دائرة بعثته ونزول الوحي عليه.
2
الخطأ: القرآن لم يكتب في عهد الرسول.
الصواب: القرآن كتب في عهده.
3
الخطأ: المخطوطة جاءت قبل بعثة الرسول.
الصواب: إذا كانت كذلك، فمن أين أخذها؟ ولم يعلم عنها أحد! وكيف اهتدى إليه دون سواه وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.
4
الخطأ: عهد النبوة يبدأ من 570 – 632م.
الصواب: عهد النبوة بدأ من 609 وأشهر إلى 631م.
5
الخطأ: القرآن لم يسجل كتابيا في فترة الوحي.
الصواب: كان القرآن يكتب منذ نزوله، ولكن الصحيفة خلطت بين كتابة القرآن وجمعه، حيث أن كتابته كانت مزامنة للوحي، وجمعه كان بعد موت الرسول.
أدلتهم مفترية
ومن جهته قال مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة سابقا الدكتور أحمد الغامدي: إن ما اشتمل عليه الخبر الذي نشرته صحيفة daily mail من أن بعض المؤرخين يرى أن مخطوطة مصحف برمنجهام تعود إلى زمن يسبق عهد النبي محمد، حيث إنها كتبت في الفترة بين 568 و645 ميلادية وأن العهد النبوي يبدأ من 570 إلى 632 ميلادية، وأن "كيث سمول" علقت على ذلك قائلة: إن المخطوطة تزيد من قوة الاختلاف حول نزول القرآن واستخدام محمد وأتباعه لنصوص كانت موجودة بالفعل وشكلوها لتناسب سياسيتهم.
كل هذا افتراء لا صحة له، حيث لم يقدم القائلون له دليلا صحيحا عليه ولا يستطيعون ذلك، إنما هو تشكيك في نزول الوحي يكذبه ما جاء في نتيجة الفحص الكربوني المشع C14 الذي ذكر فيه أنه من المرجح بـ94.
5% أن تكون المخطوطة قد نشأت في الفترة من 568م إلى 645م= 56 قبل الهجرة إلى 24 هجرية.
ومعلوم أن بعثة النبي كانت في عام 610م ووفاته في عام 632م، فعلى هذا تكون المخطوطة من العهد النبوي أو على أقصى تقدير من فترة الخليفة الثالث عثمان بن عفان فنتيجة الفحص الكربوني تشير إلى ما يلي:
1: أن هذه النتيجة ليست قطعية وإنما هي بـ95.
4.
% فالفحص عامل مساعد لا أكثر.
2: أن هذه النتيجة مع كونها غير قطعيه فإنها تشير إلى أن المخطوطة قد نشأت في الفترة من عام 568 إلى عام 645م = 56 ق.
هـ إلى 24 هـ تقريبا هذا فيما يتعلق بتاريخ الرق.
3: أن نتيجة الاختبار الكربوني غير متعلقة بتاريخ الحبر، لأن قياس عمر الحبر صعب للغاية، فيحتمل أن تاريخ الرق سابق بكثير للكتابة عليه، مما يعني تأخر الكتابة على التاريخ التقريبي للرق وعلى افتراض أن الفترة بين إعداد الرق والكتابة عليه كانت قصيرة، فيلاحظ أن المخطوطة كتبت بعد وفاة رسول بعقد أو عقدين مع أن احتمال تأخرها بعد ذلك وارد أيضا.
وبهذا يعلم أن هذه المخطوطة ونتيجة فحصها المنشور تؤكد صحة نزول القرآن على رسول الله وتؤكد بطلان مزاعم من يقول إن تاريخ تلك المخطوطة كان قبل بعثته.
وقد علق نادر دينشاو على ذلك بقوله: إن الاختبارات التي أجريت في برمنجهام على مخطوطة كتبت على جلد حيوان، وجدت أن هذا الحيوان كان على قيد الحياة خلال فترة حياة النبي محمد أو بعد وفاته بوقت قصير.
وفي هذه الشهادة ما يرد تلك المزاعم المفتراة.
نزول الوحي مؤكد
فيما أوضح أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى - الدكتور محمد السعيدي أن ما ذكرته الصحيفة البريطانية من كون المخطوط يعود إلى ما قبل عصر الرسول لا يمكن القبول به تاريخيا ولذلك فمن المستحيل أن يكون هناك أي حقائق علمية تدل عليه ، وأن الصحيفة أنزلتها منزلة الحقائق لأغراض مشبوهة.
وقد عرضت صحيفة مكة في أعداد سابقة آراء المختصين في المخطوطات العربية الذين اتفقت آراؤهم بعد رؤيتهم صور المخطوط المنسوب لعصر الرسول بأن الدليل الوحيد الذي اعتمد عليه المتحف البريطاني هو نسبة كربون 14 وهذا الدليل يفيد في معرفة تاريخ الجلد الذي كتبت عليه تلك الصفحات من القرآن ولا يفيد في معرفة تاريخ الخط نفسه، فالجلد قد يكون موجودا في عهد النبي أو قبله أيضا وتمت دباغته والاحتفاظ به كفراش أو غطاء فترة من الزمن، ثم تم إعداده كرق يكتب عليه في عصر متأخر.
أما الخط نفسه فقد اتفق المختصون على عدم انتمائه للعصر النبوي بل ولا للعصر الراشدي أيضا فهو من الخط الحجازي المطور الذي لم تكن الكتابة تتم به إذ ذاك،.
كما أن ما هو مجمع عليه بين المسلمين أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة بل نزل مفرقا بحسب الأحداث، فكيف يمكن القبول عقلا بأن يكون قد كُتِب قبل البعثة، فهل كان الكاتب في نظر الصحيفة يعلم الغيب وبهذه الدقة المتناهية، فيتكلم عن غزوة بدر والأحزاب وحنين بالتفصيل الذي جاءت به الآيات الكريمات؟! أم كان كاتبه يعلم الأحداث الدقيقة كزواج النبي من زينب وتطليق زيد إياها وهي حادثة منصوص عليها في القرآن وتمت بعد بعثته بما يقترب من العشرين سنة.
ثم من سيكتبها يا ترى قبل بعثة النبي؟ هل هو النبي نفسه وهو رجل أي لا يقرأ ولا يكتب.