مجتمع نجران يقهر مؤامرات الحوثيين

الثلاثاء - 17 أبريل 2018

Tue - 17 Apr 2018

تعارف الناس على مر العصور على أن من النتائج السالبة للحروب والمواجهات العسكرية تعثر حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المناطق التي تشهد تلك المواجهات، كنتيجة فعلية لعدم استتباب الأمن، وتوجيه الطاقات والمقدرات الاقتصادية والبشرية للعمليات العسكرية. إلا أن ما يحدث في المناطق الحدودية في المملكة، التي تشهد مواجهات مع فلول الحوثيين الانقلابية، كسر هذه القاعدة، وأثبت قدرة القيادة الرشيدة على مواصلة مسيرة النماء، وحماية المواطنين، وتوفير الأمن في كافة ربوع بلادنا الحبيبة.

في نجران التي أتشرف بالانتماء لها، تسير الحياة بطريقة عادية، رغم الأحداث الأمنية، والزائر للمدينة لا يكاد يلمح أي تغير فيها، فالناس يمارسون حياتهم كما تعارفوا عليها منذ قديم الزمان، وحركة التنمية تتواصل بلا انقطاع، ولا يكاد يمر شهر دون أن يتم الانتهاء من مشروع خدمي، أو إقامة فعالية ثقافية، أو تنظيم معرض تجاري. ولتأكيد ذلك فإنه مع تواصل إنجاز المشاريع المرتبطة بتسريع الحركة المرورية وفك الاختناقات، وقرب الانتهاء تماما من أعمال مشروع درء أخطار السيول بحي الشرفة، أقيمت فعاليات ثقافية واقتصادية واجتماعية، خلال فترة أقل من شهر، مثل مهرجان نجران الوطني للحمضيات والاستثمار الزراعي، ومعرض نجرانيات 18 الذي نظمته الغرفة التجارية في مركز الأمير مشعل للفعاليات والمؤتمرات، وتم تخصيصه لعرض إسهامات الأسر المنتجة ومشاركة المرأة النجرانية في دعم الأسر والعائلات وتحسين دخلها، ولم تكد تمر أيام قلائل على اختتام ذلك المعرض، حتى سارعت جامعة نجران إلى إقامة يوم المهنة الذي تستمر فعالياته هذه الأيام، لمساعدة الشباب السعودي في الحصول على فرص العمل المناسبة التي تمكنهم من العيش الكريم.

هذه الفعاليات تتم بصورة سلسة في الوقت الذي تواصل فيه قواتنا الباسلة التصدي بنجاح لمحاولات الانقلابيين إطلاق صواريخهم الباليستية العبثية على المدينة، التي يسمع المواطنون أخبار إسقاطها، فلا يزيدون على التبسم بسخرية من أوهام من يتصورون أن بإمكانهم تهديد أمن بلاد الحرمين الشريفين، وتتزاحم على رؤوسهم الكثير من علامات الاستفهام حول تلك الجماعة الإرهابية التي ارتضت لنفسها أن تكون معول هدم لبلادها، وأداة عمالة لأعداء الأمة، وخدمة لمخططات طائفية بغيضة، لا تغني ولا تسمن من جوع.

ويحرص الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، على تواصل الحركة الطبيعية للمواطنين، وألا تتسبب الأحداث الأمنية في إعاقة حركة النهضة والتنمية المتسارعة، والتقليل من الآثار الجانبية السالبة لها، لذلك يواصل عقد الاجتماعات التنسيقية مع الجهات المعنية، ويحرص على عدم تأجيل أي فعالية، ويسارع للمشاركة فيها، ما سمحت ظروفه لذلك، إضافة إلى حرصه على زيارة عائلات الشهداء والمصابين، ووقوفه خلف عائلاتهم، وتذليل أي صعوبات أو عوائق قد تواجه طريقهم. وهذه المشاركات الوجدانية كان لها أكبر الأثر في شحذ الهمم، وأصبحت دليلا واضحا على تلاحم القيادة والشعب والقوات المسلحة.

حقائق الواقع ودلائله تؤكد أن إنسان نجران سيمضي في حياته بصورة طبيعية، لن يتوقف أبناؤه عن الذهاب للمدارس، ولن يكف المزارعون عن فلاحة أرضهم، وسيواصل العمال والصناع التوجه إلى أعمالهم، إيمانا بربهم، وثقة في ولاة أمورهم وحماة ديارهم، ووفاء لأرضهم، مقدرين تضحيات أبنائهم المرابطين على ثغور الوطن، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وقد اختلطت أجسادهم برائحة الأرض الطاهرة، وسالت عليها دماؤهم الزكية. وستروي الأجيال المقبلة قصص التضحيات الجسام التي سطرها أسلافهم، فداء لبلادهم، لأجل أن تبقى راية التوحيد عالية خفاقة، وتستمر هذه البلاد المباركة آمنة مطمئنة، مصداقا لوعد الله تعالى الذي آمن أهلها من خوف.