نجران تودع المكرمي
ودعت نجران شيخ شمل قبائل المكارمة بنجران عبدالله بن محمد المكرمي الذي انتقل إلى جوار ربه فجر أمس بعد صراع مع المرض، وتقدم الجموع الغفيرة أمير المنطقة جلوي بن عبدالعزيز
ودعت نجران شيخ شمل قبائل المكارمة بنجران عبدالله بن محمد المكرمي الذي انتقل إلى جوار ربه فجر أمس بعد صراع مع المرض، وتقدم الجموع الغفيرة أمير المنطقة جلوي بن عبدالعزيز
الأربعاء - 08 أبريل 2015
Wed - 08 Apr 2015
نجران تودع رجل التسامح عبدالله المكرمي.. والجمالي يخلفه
علي اليامي، مسفر آل جريب - نجران
ودعت جموع غفيرة شيخ شمل قبائل المكارمة بنجران عبدالله بن محمد المكرمي الذي انتقل إلى جوار ربه فجر أمس بعد صراع مع المرض، إذ تقدم المعزين أمير المنطقة جلوي بن عبدالعزيز، داعيا للفقيد بالمغفرة وأن يسكنه المولى عز وجل فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
ونقل أمير المنطقة لذوي الفقيد تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، مشيرا إلى أن الفقيد كان مثالا للمواطن الصالح خدم وطنه وسخر إمكاناته له.
تلقي التعازي
وتلقى تعازي الأمير جلوي، خليفة الراحل الشيخ أحمد الجمالي، ومساعده الشيخ علي حاسن المكرمي، وعدد من أبناء وأقرباء الفقيد، حيث أعرب الجمالي عن بالغ شكره وتقديره للقيادة الحكيمة وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، وأمير منطقة نجران للرعاية والاهتمام التي أولوها للفقيد أثناء علاجه بالمستشفيات المتخصصة، قائلا: إن هذا الاهتمام والتواصل ليس مستغربا على القيادة الحكيمة في مثل هذه المواقف.
خليفة للراحل
منذ رحيل المكرمي فجر أمس، عن 97 عاما قضاها في خدمة الخير والوطن تداعت أفواج المعزين إلى نجران التي تحولت إلى سرادق عزاء كبير وسيطر الحزن العميق على أهلها، معبرين عن حزنهم الكبير لرحيل المرجع الأعلى للطائفة الإسماعيلية بنجران، معددين مآثره وإخلاصه لقيادته وحرصه على أداء الأمانة التي ألقيت على عاتقه، مشيدين بمواقفه الإنسانية التي أصبحت سجلا حافلا بالعطاء.
وتزامنت مراسم تشييع الجنازة مع تنصيب الشيخ أحمد الجمالي خليفة له، والشيخ علي بن حاسن المكرمي مساعدا.
رجل بقامة الوطن
وقال أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة، إن تقديم العزاء في الراحل شكل مظهرا مهيبا يعبر بصدق عن فقده ويعكس بجلاء تلاحم الشعب عند الشدائد، مضيفا أن الفقيد كان رجلا بقامة الوطن ومثالا نادرا للحب والصدق والإخلاص والتفاني في خدمة الآخرين، وكان بوتقة انصهرت فيها المعاني الدينية والمثل الاجتماعية والغايات الوطنية.
وتابع «الأمل معقود في أبنائه وأحفاده وجميع أفراد أسرته التي ظلت تقدم الرجال المخلصين الأوفياء كما أوفى الشيخ عبدالله للجميع خدمة وتواضعا وتواصلا واهتماما بالصغير قبل الكبير، وبحرصه الدائم على مصالحهم ووحدتهم وتكاتفهم في كل الظروف»، ومضى قائلا: إن الراحل كان وسيظل أنموذجا ومرجعا صادقا للقرار الواعي بقيم ومصالح مجتمعه، متمنيا أن يكون الشيخ أحمد الجمالي المكرمي خير خلف لخير سلف، وأن يوفقه الله تعالى لمواصلة النهج الحكيم الذي سار عليه الراحل، مؤكدا على قدرة مجتمع قبائل يام وهمدان والمكارمة النبيل على حمل الرسالة السامية خدمة للدين والقيادة والوطن كما كان حال شيوخهم دائما مصدر ثقة وفخر لدى قيادة المملكة.
مدرسة ومعان
وعبر رجل الأعمال علي عسيري، عن بالغ حزنه لرحيل المكرمي، مبينا أن الفقيد ظل طوال حياته يعمل من أجل لم الشمل والدعوة للخير والعمل الصالح وكان مثالا للتسامح والقبول دون أن يضع أهمية لاختلاف المذاهب والأفكار وحريصا على جمع الكلمة بين أهل نجران، مشيرا إلى أن أعمال الفقيد تشهد له بالخير والصلاح والوطنية الحقة وسيحفظ له التاريخ مواقفه العظيمة مع الفقراء وأصحاب الحاجات، متمنيا للشيخ أحمد الجمالي التوفيق في مهمته الجديدة التي وصفها بالكبيرة والحساسة.
أحبه الجميع
وبين الدكتور إبراهيم آل سوار، أن الراحل كان رجل دولة ودين محبا لقيادته مرابطا عند الظروف الصعبة مع الجميع لذلك أحبه الجميع في نجران بل كان مدرسة تعلم فيها الكل معاني الإخلاص والتفاني والأخوة الصادقة والعمل الجاد.
فيما أشار الدكتور محمد آل عسكر، إلى أن حياة الراحل كانت عامرة بالورع والتقوى وكان محبا للسلام، راعيا للتواصل، حريصا على التزام جانب القانون قريبا من الجميع، لافتا إلى أنه كان مصلحا لكثير من القضايا التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية ومنذ توليه المرجعية الطائفية الإسماعيلية في 26 ربيع الثاني 1426، وعرف بدعوته المستمرة للتسامح والتعايش والحوار مع مختلف المذاهب بعيدا عن التعصب والنعرات القبلية والمذهبية، وكان حريصا على التزام حدود النظام، وخطبه وعظاته في كل جمعة دعوة مفتوحة لاحترام النظام والعمل المخلص وتربية الشباب على حسن السلوك وكريم الأخلاق، وظل طوال تسع سنوات قضاها في خلافة مرجعية الطائفة يحرص على مد حبال الود مع الجميع دون استثناء مواصلا لهم في أفراحهم وأتراحهم.
وقال علي آل نصيب، إن الفقيد كان مدرسة علم نهل منها كثيرون وسيظل كذلك رغم رحيله ولا نقول إلا ما يرضى ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وذكر رئيس الغرفة التجارية في نجران مسعود آل حيدر، أن العزاء للجميع في فقيد الوطن، داعيا إلى لم الشمل وترك الشأن لأهله والتزام جانب التسامح والمحبة كما كان نهج الفقيد.