كرم الضيافة.. موروث أصيل أخفى ملامحه عمال الضيافة
كرم الضيافة، عنوان عريض بدأت تنسحب من تحته قيمته الحقيقية، بعد أن انتقلت مسؤوليته من الأسر إلى عمال الضيافة، وبات المجتمع يركن إلى الاستعانة بعمال متخصصين للقيام بواجبات الضيافة التي كانت حتى وقت قريب من العادات الموروثة، التي يباشرها رب الأسرة وأهله بأنفسهم
كرم الضيافة، عنوان عريض بدأت تنسحب من تحته قيمته الحقيقية، بعد أن انتقلت مسؤوليته من الأسر إلى عمال الضيافة، وبات المجتمع يركن إلى الاستعانة بعمال متخصصين للقيام بواجبات الضيافة التي كانت حتى وقت قريب من العادات الموروثة، التي يباشرها رب الأسرة وأهله بأنفسهم
الاثنين - 06 أبريل 2015
Mon - 06 Apr 2015
كرم الضيافة، عنوان عريض بدأت تنسحب من تحته قيمته الحقيقية، بعد أن انتقلت مسؤوليته من الأسر إلى عمال الضيافة، وبات المجتمع يركن إلى الاستعانة بعمال متخصصين للقيام بواجبات الضيافة التي كانت حتى وقت قريب من العادات الموروثة، التي يباشرها رب الأسرة وأهله بأنفسهم.
خلل اجتماعي
عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي أكدوا لـ»مكة» أن هذه الظاهرة أكسبت الأسرة سلبيات كانت محصنة ضدها، رغم أنها حققت إيجابيات محدودة، مشددين على ضرورة تعويد الأبناء والبنات على خدمة الضيوف بأنفسهم، بعد أن تراجعت هذه الحالة إلى الحد الذي يقترب بها من حد الاندثار.
تقول الأخصائية الاجتماعية والمستشارة الأسرية والنفسية عقيلة آل حريز إن وفرة العمالة زادت من تكاسل عدد من الأسر عن القيام بأدوار بسيطة واعتيادية ومباشرة.
وأشارت آل حريز خلال حديثها لـ»مكة» إلى أن تراخي الأسر عن القيام بذلك أصاب بنيتها بخلل، مما يفسر كثافة استقدامها للعمالة على اختلاف أنواعها، ليس فقط على مستوى الخدم والسائقين، بل أصبحت تستعين بدرجة ملحوظة بمضيفين في المناسبات ليؤدوا واجب الضيافة ويهتموا بالضيوف.
وقالت إن عمال الضيافة أصبحوا اليوم يقومون بأدوار كان يقوم بها رب الأسرة وبعض أفرادها، وتراجع في المقابل ما اعتاده العرب من كرم الضيافة، وخدمة المضيف لضيوفه بنفسه، داعية إلى احتواء هذه الحالة لتقليل الضرر المترتب عليها.
خلق الفرص
من جهته، أفاد المستشار الأسري الدكتور خالد الحليبي إلى أن الاستعانة بمؤسسات الضيافة لا تتفق مع العادات الاجتماعية بالنسبة للأسر السعودية، إذ تعود المجتمع على أن يخدم المضيف ضيوفه بنفسه، حتى وإن كان ذا منصب ومكانة.
وأشار الدكتور الحليبي إلى وجود سلبيات ترتبط بتلك الاستعانة تتمثل في ضياع العادات والتقاليد الموروثة في الأجيال الناشئة، واعتياد الشباب على الانعزال عن الضيوف، وزيادة التكاليف المالية على كاهل الأسرة، إضافة إلى القيام بأعمال الضيافة بطرق معيبة مثل تقديم المشروبات باليسار، وعدم تدريب الأجيال الناشئة على واجب الضيافة.
لكنه رأى أن فيها بعض الإيجابيات، منها توافر فرص وظيفية مقبولة داخل مؤسسات الضيافة للشباب السعودي، والتزامهم بالزي السعودي والعادات المتعارف عليها، والارتقاء بخدمات الضيافة في المناسبات الاجتماعية الكبرى.
مظاهر الترف
بدوره، أكد خبير العلاقات العامة خالد الجناحي أن الاستعانة بعمالة الضيافة في المناسبات أصبحت من مظاهر الترف.
وقال لـ»مكة» إن المبالغة في مظاهر الترف زادت من انتشار عمال الضيافة بالسوق السعودية، وكلما ارتفع الطلب زاد العرض، فيما تندثر أهمية تنشئة الأجيال على العادات والتقاليد المتوارثة، مبينا أن تلك الخدمات الدخيلة تتركز على المدن الكبيرة، بينما نرى في المدن الصغيرة تمسكا بالعادات والتقاليد في مختلف الأوساط الاجتماعية.
سلبيات عمال الضيافة:
• زيادة الاتكالية
• فقدان الشعور بالمسؤولية
• تراجع دور رب الأسرة في تعليم أبنائه عادات الضيافة
• تدني الاهتمام بأمور الضيف
• انتهاك خصوصية الأسرة
• إدخال ثقافات غريبة قد تكون رديئة على ثقافة المجتمع
• زيادة العبء المادي على الأسرة