ارتباط القهوة بالأدب.. زواج عرفي

كلاسيكية هي الصورة التي تجمع بين الأديب والمقهى، جعلت من القهوة أداة يلعب بها كل من يهوى الأدب، وأيا كانت الأسباب التي أعطت للقهوة هذا الحضور الطاغي في عالم الفكر والأدب والفلسفة يبدو أنها بنكهاتها المتعددة؛ في عالمنا اليوم، وجدت لها أدباء صغارا بمذاق العصر المتغير

كلاسيكية هي الصورة التي تجمع بين الأديب والمقهى، جعلت من القهوة أداة يلعب بها كل من يهوى الأدب، وأيا كانت الأسباب التي أعطت للقهوة هذا الحضور الطاغي في عالم الفكر والأدب والفلسفة يبدو أنها بنكهاتها المتعددة؛ في عالمنا اليوم، وجدت لها أدباء صغارا بمذاق العصر المتغير

الخميس - 06 فبراير 2014

Thu - 06 Feb 2014



كلاسيكية هي الصورة التي تجمع بين الأديب والمقهى، جعلت من القهوة أداة يلعب بها كل من يهوى الأدب، وأيا كانت الأسباب التي أعطت للقهوة هذا الحضور الطاغي في عالم الفكر والأدب والفلسفة يبدو أنها بنكهاتها المتعددة؛ في عالمنا اليوم، وجدت لها أدباء صغارا بمذاق العصر المتغير

مواقع التواصل الاجتماعي فتحت الباب واسعا لخلق مدونات يحمل كلٌّ منها طعما خاصا به يبدو واضحا في كثير من المدونات التي تحمل عناوين تختلف في نكهاتها وتجتمع على وجود القهوة، سواء كانت «سادة» أم «سكر زيادة»، إلا أن بشرى عنونت مدونتها بـسؤال قارئها «أتريد قهوة؟» وعلى الرغم مما يحمله السؤال، من احتمالات الرفض والقبول؛ يبدو أن ارتباط القهوة بالأدب ما هو إلا زواج عرفي قائم على فكرة وصورة نمطيتين، أسهم في ترسيخهما الإعلام وأفلام السينما

«لماذا القهوة؟»، عنوان ابتدأت به بشرى فكرة مدوّنتها التي أرفقتها بصورة تعبيرية لذوي الألباب، فيما كانت الكتابة كفيلة بالتفسير: القهوة تفرغ ما في رأسك من حديث، صياحٌ أم مديح، أم حريقٌ في الجوفُ يستغيث، ويبدو أن أمر القهوة عند بشرى، لا يقف عند هذا الحد فتقول «لستُ من مدمني القهوة، لكنني أدمن وجودها، لديَّ من الأكواب ما يزيد على العشرة»

وفيما تَعد بشرى القهوة رفيقا ثالثا، يجمع بين الكتاب وقارئه؛ كونها تزيد من «شغف القراءة» يبدو أن للقهوة ذاكرة لا يمحوها حبر الكتابة؛ الأمر الذي يعطيك سببا آخر، لالتصاق الكتّاب بفناجين القهوة، وهو ما أوضحَتْه في مدوّنتها «القهوة ستعلقك دوما، وستضع ملصقا فاخرا على ذكرياتك، لن تجرؤ على نزعه، وإن كرهت ذكرى ذلك اليوم، مع ذلك الفنجان العتيق أو الكوب الأنيق فصدّقني ستحبّ كونك معلّقا في اللامكان واللازمان؛ حتى تنتهي رشفاتُك لها»

حضور القهوة مع الورقة البيضاء والقلم، لم يقف عند زمن الأبيض والأسود، بل تجاوزهما، ليحل قريبا من لوحة المفاتيح، هذه المرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولتسجّل القهوة حضورا أنيقا على الرغم من بعض شعبويتها، كما هو الحال في صفحة «مدوّنة قهوة نام يا مصري»، التي تحاول أن تبرز يوميات المواطن المصري من خلال مفردات بسيطة، تعبر عن الحـال «الشعـب يريد طعم البرتقال»، من دكان «قهـوة وفاكهاني الثورة»

القهوة باعتبارها متعة على الرغم من مرارة طعمها، إلا أنها الوحيدة التي تمكنت من لمّ شمل المختلفين، تحت سقفها، ذلك ما حمل نايف زُريق لافتتاح مقهى بوكتشينو، الذي حاول فيه ترسيخ العلاقة بين الورقة والقلم، المعتق بنكهة القهوة، حرصا على تجديد العهد بين القارئ والكتاب، في حضور سيدة الصباحات والمساءات القهوة