5 قصائد من أدب السجون
يقول الشاعر الساخر محمد الماغوط: في السجن تعرفت على أدونيس وعملت مسرحا هناك، ديكورا وإكسسوارا وحوارا، حتى الشرطة جعلتهم يشاركون بالتمثيل، في السجن أحسست أن بداخلي شيئا تحطم، ولم تنفع كتاباتي في المسرح والشعر والسينما والصحافة لترميم هذا الكسر
يقول الشاعر الساخر محمد الماغوط: في السجن تعرفت على أدونيس وعملت مسرحا هناك، ديكورا وإكسسوارا وحوارا، حتى الشرطة جعلتهم يشاركون بالتمثيل، في السجن أحسست أن بداخلي شيئا تحطم، ولم تنفع كتاباتي في المسرح والشعر والسينما والصحافة لترميم هذا الكسر
الجمعة - 20 مارس 2015
Fri - 20 Mar 2015
يقول الشاعر الساخر محمد الماغوط: في السجن تعرفت على أدونيس وعملت مسرحا هناك، ديكورا وإكسسوارا وحوارا، حتى الشرطة جعلتهم يشاركون بالتمثيل، في السجن أحسست أن بداخلي شيئا تحطم، ولم تنفع كتاباتي في المسرح والشعر والسينما والصحافة لترميم هذا الكسر.
وتاريخنا العربي والإنساني حافل بقصائد لشعراء قيلت خلف القضبان، في وسط تلك العتمة الباهرة كما أسماها الأديب المغاربي الطاهر بن جلون من خلال تجربته المريرة في المعتقل، لتعبر عن مقدار الأسى والوجع الذي يعانيه السجين تحت وطأة الظلم والقهر، ولعل أدب السجون على مدى التاريخ أفرز كثيرا من الأشعار والمرويات التي خلدتها الإرادة الصلبة ووثقتها الذاكرة الجمعية.
قعر المظلمة
الحطيئة بعد أن سجنه عمر بن الخطاب:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخ
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
فاغفر عليك سلام الله يا عمر!
خلاخيل الرجال
علي بن الجهم الذي حبسه الخليفة العباسي المتوكل:
خليلي ما للحب يزداد جده
على الدهر والأيام يبلى جديدها
وما لعهود الغانيات ذميمة
وليلى حرام أن تذم عهودها
ألمت وجنح الليل مرخٍ سدوله
وللسجن أحراس قليل هجودها
فلا تجزعي إما رأيت قيوده
فإن خلاخيل الرجال قيودها
جوع الأسود
أبوالطيب المتنبي بعد أن ادعى النبوءة مخاطبا سجانه أبا دلف:
أهون بطول الثواء والتلف
والسجن والقيد يا أبا دلف
غير اختيار قبلت برك بي
والجوع يرضي الأسود بالجيف
كن أيها السجن كيف شئت فقد
وطنت للموت نفس معترف
لو كان سكناي فيك منقصة
لم يكن الدر ساكن الصدف
إضواء الليل
أبوفراس الحمداني في سجن الروم:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تَكادُ تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوصل والموت دونه
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
لإنسانة في الحيِ شيمتها الغدر
تسائلني من أنت وهي عليمة
وهل بفتى مثلي على حاله نكر؟
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
أساور الأشعار
محمود درويش يبعث «برقية من السجن»:
من آخر السجن، طارت كف أشعاري
تشد أيديكم ريحا.. على نار
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:
هذي أساور أشعاري وإصراري
في حجم مجدكم نعلي، وقيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار
أقول للناس، للأحباب: نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار!