السنونة يتحدى الغربة بالشعر

 

 

الخميس - 12 مارس 2015

Thu - 12 Mar 2015



شكل الابتعاث للمبتعث الشاعر مهدي السنونة فرصة لتجربة مختلفة ألقت بأثرها على أحاسيسه وإعادة تشكيلة بوصلة الشعر لديه لتتحول قصائده الشعرية لحكاية غربة يعيشها كل مبتعث منذ أول لحظة لوصوله لبلد الابتعاث وحتى عودته لوطنه.

ويرى السنونة الذي يدرس الهندسة الطبية في أمريكا، بأن الغربة كان لها أثر كبير على شخصيته وعلى توجهه الكتابي، إذ إن الأحاسيس التي ولدت لديه بمجرد خروجه عن وطنه خلقت منه شاعرا يعيش بكتابة الشعر ليتمكن من مواصلة مشوار غربته، مضيفا بأن ما يعايشه بشكل يومي ينعكس على قصائده، فالغربة كفيلة بصقل القريحة ورفع حيوية الشاعر، مضيفا بأنه كتب عددا من القصائد تصف حالته في الغربة، فكتب قصيدة مشردون في بداية وصوله مع شعور الضياع الذي اجتاحه، وأخرى بعنوان أشباهنا مع بداية شعوره بالوحدة واشتياقه لعائلته، معتبرا بأن الحياة في أمريكا شاملة لكل شيء من سرعة الحياة وتنوع الطبيعة واختلاف المشاعر التي يعيشها المبتعث بين إحباط وإنجاز وأمل، والتي تمنحه مزيدا من المشاعر تخلق لديه إلهام دائم في كل وقت، وفي كل لحظة يعيشها هي لحظة لكتابة الشعر ولوصف الإحساس الذي هو إحساس عام لكل طالب مغترب.

ويرى السنونة بأن كتابة الشعر التي مارسها بشغف بمجرد وصوله لأمريكا خففت من مشاعر الغربة التي يعيشها وكونت لديه مجموعة من المشاعر المدونة في قصائد والتي تذكره بكل أحاسيسه منذ وصوله لبلد الابتعاث، وسيستمر به حتى انتهائه من الدراسة ليجمعها في ديوان شعري يحكي مشاعر الغربة والأحلام والآمال التي يعايشها المبتعث.

بدأ السنونة دراسته وهو يحاول التوفيق بين دراسته وبين ما يكتسبه من معارف جديدة تؤهله لفهم المجتمع الذي انتقل للعيش فيه، فتمكن خلال أشهر قليلة من تحديد الطريقة المثالية التي تجعله يؤدي دوره كطالب وكمسلم يوصل صورة الإسلام الجميلة للغرب.

ولم تغب عنه مصاعب الغربة والشوق للأهل التي كان يقاومها بصعوبة ليكمل مشواره الدراسي، ليواجهه من مشواره العديد من الصدمات والمصاعب حيث تعايش معها 10 أشهر مع الخوف من الغربة وسعيه للحصول للانضمام لبرنامج الابتعاث، بعد أن قرر أن يأتي للدراسة على حسابه الخاص وفي جعبته كثير من المخاوف وترقب الإحباطات، إلا أن روح الأمل التي كان يمنحها له حس الشاعر الذي كان هواية لديه قبل أن يبدأ رحلة الاغتراب ليصبح متنفسا ووسيلة للتأقلم مع الغربة، والتخفيف من صعوبة المشاعر التي تنتابه فيها، فكان حسه الشاعري حاضرا دائما معه ليكتب قصيدة ويسجل إحساسا.