البحث عن ملاك عمائر مهجورة في بغدادية جدة
بينما يتوجس أهالي حي البغدادية بجدة خيفة من البنايات المهجورة التي تتوسط الحي بوصفها أوكارا للجريمة، تبذل جهات متعددة جهودا مضنية في البحث عن أصحاب تلك العمائر التي تركوها واختفوا في ظروف غامضة وتعذر الوصول إلى ورثة هؤلاء الملاك بحسب عمدة الحي
بينما يتوجس أهالي حي البغدادية بجدة خيفة من البنايات المهجورة التي تتوسط الحي بوصفها أوكارا للجريمة، تبذل جهات متعددة جهودا مضنية في البحث عن أصحاب تلك العمائر التي تركوها واختفوا في ظروف غامضة وتعذر الوصول إلى ورثة هؤلاء الملاك بحسب عمدة الحي
الأربعاء - 11 مارس 2015
Wed - 11 Mar 2015
بينما يتوجس أهالي حي البغدادية بجدة خيفة من البنايات المهجورة التي تتوسط الحي بوصفها أوكارا للجريمة، تبذل جهات متعددة جهودا مضنية في البحث عن أصحاب تلك العمائر التي تركوها واختفوا في ظروف غامضة وتعذر الوصول إلى ورثة هؤلاء الملاك بحسب عمدة الحي.
إزالة وتسوية
وأكد عمدة حي البغدادية الشرقية فواز سلامة أنهم لا يزالون يبحثون بالتنسيق مع الجهات المعنية عن ملاك عمائر قديمة وتاريخية في الحي تركها أهلها وانقطعت وسائل الاتصال مع ورثتهم، مشيرا إلى أن بعضها أصبح آيلا للسقوط، وأخرى انهارت فعلا جراء الإهمال وتعرضها لعوامل الزمن التي تسببت في انهيارها، الأمر الذي فرض على إمارة منطقة مكة المكرمة إصدار أمر بإزالة العمائر القديمة وتسوية مواقعها إذا ما انهارت بهذا الشكل، مضيفا في معرض حديثه عن واقع الحي الشهير بجدة أن المشكلة الرئيسة تتمثل في أننا نعرف الملاك وأسماءهم، ونعلم أن لديهم حججا وصكوكا ووثائق تثبت تملكهم لتلك العمائر والدور السكنية القديمة، لكنهم اختفوا فجأة منذ نحو 30 عاما ولم يعد لهم عنوان أو موقع محدد يمكننا من التواصل معهم.
وقال “نحن لا نتحدث عن المباني التاريخية هنا، فتلك محمية بالنظام ولها وضعها الخاص، كما أن ورثتهم ربما بعضهم لا يعلم بوجود ملك له في الحي، إذ يصعب التواصل مع هؤلاء الورثة لأن العناوين التي يعرفها الشيوخ القدامى في الحي عند رحيل جيرانهم قد تغيرت، فالكثير من السكان انتقلوا إلى أحياء شمال جدة، وآخرون تركوا جدة وتوجهوا إلى مكة أو غيرها من المناطق، ومنهم من مات ومن لا يزال على قيد الحياة، لكنهم أهملوا أملاكهم في الحي، وأصبح التواصل معهم أو مع أحد ورثتهم أمرا محالا، وقد رفعنا إلى إمارة منطقة مكة والأمانة والجهات المختصة بهذا الأمر بعد أن انهارت أجزاء كبيرة من بعض المنازل وشوهت الحي وأصبحت مرتعا للمخالفات والمخالفين وتشكل معضلة أمنية حقيقية لسكان الحي، فصدر أمر بتسوية تلك العمائر بالأرض”.
تاريخ عريق
ولفت أحد مؤرخي الحي، الدكتور عبدالصمد علي، إلى أن التاريخ العريق للحي جعله يشكل محورا أساسيا لنشأة بقية أحياء جدة الحالية مما شجع الناس على التوسع وساهم في التطوير الكبير الذي سجل خلال أقل من 40 سنة حتى امتدت جدة الآن حتى حدود رابغ بعد أن كانت محصورة في سورها قبل العهد السعودي، مشيرا إلى أن الحي كان متصلا ولم يجزأ إلى منطقتين إلا بعد أن شقه طريق المدينة الحالي فتم تسميته حي البغدادية الشرقي والغربي، إذ إن الأخير هو الجزء المطل على البحر ويتواجد فيه أغلب العمائر والقصور المعاصرة كقصر الملك سعود.
الحاجة للتطوير
وأكد المهندس أسامة آل طالب، صاحب مكتب هندسي، أن الحي كانت ستشمله خطة تطويرية قبل خمس سنوات لكنها توقفت في حي الرويس المجاور له، وهي خطة كانت ستزيل أجزاء كبيرة منه ويتم تعويض الأهالي بناء على نظام التقديرات العامة إلا أن المشروع توقف ولا نعرف الأسباب، مشيرا إلى أن الحي يحتاج فعلا إلى تطوير ولكن دون الإزالة الكاملة بل توسعة شوارعه الداخلية والخارجية وتجميل ميادينه حتى يعكس الوجه الحقيقي كأحد أحياء جدة التاريخية.
لا يدخل ضمن العشوائيات
بدوره، أوضح رئيس المجلس البلدي بجدة الدكتور عبدالملك الجنيدي، أن حي البغدادية لا يعد من الأحياء العشوائية في كل أجزائه، إلا أنه يحتاج إلى تطوير فيما يتعلق بتوسعة الشوارع الداخلية وإزالة العمائر السكنية المعرضة لانهيار وفقا للإجراءات المتبعة، فنحن دائما ما نقول إن من أفضل الطرق المناسبة لتطوير الأحياء في محافظة جدة وخاصة تلك العشوائية والمناطق التي تشهد إنشاءات مخالفة هو شقها بطرق وشوارع رئيسة تسهم في تفكيك الفوضى التي تعاني منها في كثير من أجزائها، منبها إلى أن ذلك ليس أماني بقدر ما هو متقرحات ودراسة رفعت إلى أمانة جدة، وأن التنسيق مستمر مع الأهالي من خلال ممثل المجلس البلدي للاستماع إلى شكاواهم ونقل مطالبهم وتحقيقها بالتنسيق مع الأمانة.
تاريخ الحي
أنشأ الحي محمد صادق بيك أحد أثرياء الأشراف الذين حكموا المنطقة قبل العهد السعودي وباع كافة المنطقة التي تعرف الآن بالبغدادية لأهالي جدة حينها، إذ كان لا يتوجه إلى تلك المنطقة إلا الأغنياء والميسورون كما احتضن الحي حتى وقت قريب عوائل جداوية شهيرة كعائلة كيال وسلامة إضافة إلى عائلة الجمجوم، وغيرها من العوائل التي اشتهرت بالتجارة بالمحافظة، كما يعد الحي مسقط رأس عشرات التجار واللاعبين والفنانين الكبار في العديد من المجالات، كما يعد أول الأحياء الشمالية التي نشأت خارج السور الشهير الذي كان يحيط بالمحافظة حتى بداية العهد السعودي الحديث وهو السور الذي اشتهر بسبع بوابات، أشهرها باب شريف وباب مكة والمغاربة.