الشخصية الضعيفة

كثيرا ما يحاول البعض إبراز شخصياتهم في المجتمع كشخصيات فاعلة لها دورها، فيما نرى الواقع مختلفا ومخالفا لكل هذا وذاك، فهدفهم منحصر في الوصول إلى مقعد مجلس الإدارة والبروز في المجتمع كشخصية لها مكانتها، وإن سألته ما هي الشخصية في مفهومك، رد قائلا: العناية بالهندام!

كثيرا ما يحاول البعض إبراز شخصياتهم في المجتمع كشخصيات فاعلة لها دورها، فيما نرى الواقع مختلفا ومخالفا لكل هذا وذاك، فهدفهم منحصر في الوصول إلى مقعد مجلس الإدارة والبروز في المجتمع كشخصية لها مكانتها، وإن سألته ما هي الشخصية في مفهومك، رد قائلا: العناية بالهندام!

الجمعة - 06 مارس 2015

Fri - 06 Mar 2015



كثيرا ما يحاول البعض إبراز شخصياتهم في المجتمع كشخصيات فاعلة لها دورها، فيما نرى الواقع مختلفا ومخالفا لكل هذا وذاك، فهدفهم منحصر في الوصول إلى مقعد مجلس الإدارة والبروز في المجتمع كشخصية لها مكانتها، وإن سألته ما هي الشخصية في مفهومك، رد قائلا: العناية بالهندام!

ومن هنا نعرف أن شخصيته ليست ضعيفة فقط، بل بليدة لا تعرف مفهوما صحيحا ولا عملا جيدا، ولهذا وغيره أقول إن الشخصية عرفت على أنها «مأخوذة من كلمة شخص وتدل على صاحبها وهي عبارة عن مجموعة أفكار موجودة في الذهن يترجمها الإنسان إلى أفعال وانفعالات». بعض هذه الأفعال تكون حميدة فترتقي بشخصية صاحبها وبعضها تشكل انفعالات خارجة عن العرف والمألوف فتؤدي بصاحبها إلى اختلال في الميزان الفكري وتشتت في الآراء وتلعثم في الكلمات فلا يعرف الصواب من الخطأ.

وهنا تظهر شخصيته الضعيفة التي يرى المتخصصون أنها متمثلة في عدة خطوات لعل أولها السعي للتقليد الأعمى للآخرين، واللهث خلف كل جديد سواء كان مناسبا أم لا، إضافة إلى التشدق في الحديث والتباهي أمام أفراد المجتمع بما أنجزه وما تحدث عنه حتى وإن كان مخالفا للقيم والمبادئ.

ويذهب المتخصصون في علم النفس إلى القول بأن صاحب الشخصية الضعيفة هو من يلجأ إلى كثرة الصراخ والنعيق ليظهر نفسه أمام الآخرين متسترا خلف أقنعة زائفة منها العلم بالأدب والأخلاق والخبرة الواسعة في المجالات كافة ومثل هؤلاء الأشخاص يصورون أنفسهم على أنهم خبراء.

وان خاطبتهم بأسلوب الفاهم الواعي المدرك لمجريات الأحداث ثارت ثائرتهم وغضبوا ونالوا منك، مصورين أنفسهم على أنهم الوحيدون المدركون وأنهم بغضبهم هذا سينالون ما يريدون منك ومن الآخرين.

ولمثل هؤلاء طرق وأساليب تعامل خاصة أوضحها المحللون النفسيون، وحفظ كتاب (حقك الكامل... دليلك إلى الحياة بحسم) لمؤلفيه روبرت البيرتي ومايكل إيمونز، جزء منها، إذ يروي الكتاب عدة خطوات للتعامل مع الشخصيات المتشدقة الغاضبة، ومنها «اسمح للشخص الغاضب بالتنفيس عن مشاعره القوية، استجب بالقبول فقط في البداية، «أرى أنك غاضب بحق بشأن هذا الأمر»، خذ نفسا عميقا، وحاول أن تظل هادئا بقدر الإمكان، اعرض مناقشة الحل لاحقا، وامنح الشخص الآخر بعض الوقت ليهدأ «أعتقد أن كلينا بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير في هذا الأمر. أود أن أتحدث في هذا.. في غضون ساعة .. غدا ... الأسبوع المقبل».

ومثل هذه الخطوات وإن كانت توصل إلى هجر الغاضب وضعفه فإنها تبرز شخصيته الضعيفة التي تملك أسلوب الخذلان وعدم القدرة على التعامل بصدق ووضوح والاختباء خلف أقنعة الكلمات البعيدة عن محور القضية المطروحة.

لذلك لا بد من أن ندرك أن هناك أفرادا يصورون أنفسهم كشخصيات عالية المقام عبر كلمات لا يفهم من مضمونها ما يوحي بأنهم يقولون جملة مفيدة، وآخرون يمتازون بصفات فريدة تميزهم عن غيرهم داخل المجتمع فيشكلون بسلوكهم قدوة يحتذي بها كثيرون وتزداد مكانة هؤلاء الأفراد بصفات القدرة على الهدوء للاستماع للآراء على عكس المتشدقين الذين يؤكدون بأساليبهم الملتوية حقدهم الدفين.

وإن كانت هناك شخصيات هادئة الطباع أنيقة الكلمات تحظى بمكانة مرموقة داخل المجتمع وأخرى متشدقة بكلماتها متغطرسة بمالها، فبينهما شخصيات أخرى ملونة الأهواء والأساليب مختلفة المواقف تستخدم في كل موقف لونا وكلمة، وفي كل حدث أسلوبا يتوافق ومتطلبات الموقف والحدث، وهؤلاء هم من يطلق عليهم المنافقون بألوان «قوز قدح».