.. وتضاعف الضحايا في شوارع جدة
أبدى سكان جدة امتعاضهم من أمانة جدة والجهات المسؤولة إزاء إلغاء عدد من الإشارات الضوئية في تصاميم الطرق، وغياب جسور المشاة، ما تسبب بارتفاع نسب حوادث الدهس في الطرقات، بعد تحويل معظم الطرق إلى سريعة دون مراعاة حقوق المشاة، وعدم تخصيص أماكن خاصة لعبورهم مما جعل عبورهم لبعض الشوارع أشبه بالمستحيل
أبدى سكان جدة امتعاضهم من أمانة جدة والجهات المسؤولة إزاء إلغاء عدد من الإشارات الضوئية في تصاميم الطرق، وغياب جسور المشاة، ما تسبب بارتفاع نسب حوادث الدهس في الطرقات، بعد تحويل معظم الطرق إلى سريعة دون مراعاة حقوق المشاة، وعدم تخصيص أماكن خاصة لعبورهم مما جعل عبورهم لبعض الشوارع أشبه بالمستحيل
السبت - 03 يناير 2015
Sat - 03 Jan 2015
أبدى سكان جدة امتعاضهم من أمانة جدة والجهات المسؤولة إزاء إلغاء عدد من الإشارات الضوئية في تصاميم الطرق، وغياب جسور المشاة، ما تسبب بارتفاع نسب حوادث الدهس في الطرقات، بعد تحويل معظم الطرق إلى سريعة دون مراعاة حقوق المشاة، وعدم تخصيص أماكن خاصة لعبورهم مما جعل عبورهم لبعض الشوارع أشبه بالمستحيل.
«مكة» وقفت ميدانيا على عدد من الشوارع والطرق في جدة ورصدت عددا من العابرين لحظة مجازفتهم بأرواحهم، وقطع طرق أشبه ما تكون بالسريعة إلى الطرف الآخر، في ذات الوقت الذي سجلت فيه جدة عددا من حوادث الدهس لطلاب مدارس خلال الفترة الأخيرة، منهم الطفلة ريم السلمي والتي ترقد في المستشفى، والطفلة ربى الشريف التي لقيت حتفها أمام مدرستها بعد انتهاء يومها الدراسي أثناء عبور الشارع.
توقيت سيئسكان حي الفيحاء بجدة أكدوا أن إغلاق أمانة جدة جسر المشاة الوحيد الذي يربط شرق الحي بغربه غير منطقي، حيث درج سكان الحي على عبوره للوصول إلى مسجد الحمودي لأداء الصلاة، كما يستخدمه طلاب مدرسة الأقصى الأهلية للانتقال بين جانبي الحي.
وقال مدير مدرسة الأقصى حمدان العويضي لـ»مكة»: أمانة جدة أغلقت الجسر للصيانة، وأصبح عبور الطلاب للطريق أمام المدرسة مهمة انتحارية، وتساءل، لماذا لم تراع الأمانة وقت العمل وفترة الامتحانات؟ حيث اختارت وقتا غير مناسب لتنفيذ الصيانة، وسبق أن أغلقت الجسر في الإجازة الرسمية لبدء الصيانة، إلا أنها فضلت تنفيذ مهامها بالتزامن مع دخول الاختبارات.
تجاهل حقوق من جهته قال طالب محفوظ، إن إغلاق الجسر سبب هاجسا وقلقا لسكان الحي، خاصة المتوجهين للمسجد الواقع في الجانب الآخر من شارع عبدالله سليمان والذي تحول إلى طريق سريع بعد تدشين أحد الجسور فيه، وتساءل: هل المركبات أهم من المشاة ليتم تجاهلهم من قبل الأمانة؟كما طالبت الجوهرة زبيدي التي حصلت على رسالة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز مؤخرا بعنوان (التحليل المكاني لمواقع مدارس البنات الأهلية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية) بضرورة تشديد الرقابة ووضع الاشتراطات بعد مصرع الطالبة ربى الشريف، وشددت على المسؤولين من الجهات الحكومية بتفادي هذا الوضع الخطير حماية للطلاب والطالبات وتطبيق معايير السلامة في قراراتهم المستقبلية.
وأوضحت أن طالبات 50 مدرسة للبنات في جدة معرضات لخطر الموت يوميا، وتكرار مأساة طالبة الابتدائية ربى الشريف التي فارقت الحياة الأسبوع الماضي متأثرة بإصابتها بنزيف في المخ، جراء تعرضها لحادث دهس أثناء عبورها الشارع المقابل لمدرستها، وأصيبت مربية بالعمى نتيجة الحادث نفسه، وقالت إن 29% من مجموع مدارس البنات الأهلية في جدة تقع في مناطق خطرة نتيجة ملاصقتها للطرق السريعة، وافتقادها الكثير من المعايير وضوابط السلامة التي حددتها هيئة المساحة العسكرية بالابتعاد بمسافة تزيد عن 150 مترا من الطرق السريعة و75 مترا من الطرق المتقاطعة.
مخالفة معاييروقالت زبيدي: بالرغم من أهمية الطرق، إلا أنها تتضمن خطورة كذلك على صغار السن نظرا لما تشكله المدارس في أوقات الذروة من زحام وإرباك لحركة المرور بشكل كبير ولافت للنظر، فقد وضع المهتمون بعض المعايير التي تحمي الطلاب من الأخطار التي يمكن أن تحيط بهم، ومنها ما جاء في دليل أنظمة واشتراطات البناء قسم المدارس الأهلية في وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وشددت على أهمية أن تبعد المدرسة عن الطرق السريعة والشوارع الرئيسة بما لا يقل عن 50 مترا وهذه المسافة قد لا تحقق المرجو منها، وأما هيئة المساحة العسكرية فقد اشترطت أن تبعد المدارس 150 مترا من الطرق السريعة و75 مترا من الطرق المتقاطعة، مؤكدة أن الدراسة أظهرت وجود عدد من المدارس التي أنشئت دون مراعاة للضوابط أو المعايير، غير آبهة بما يترتب على ذلك من مخاطر وعواقب.
وأضافت: بالرغم من أن الدراسة ترى أن الضوابط والمعايير تحتاج إلى إعادة نظر وتعديلات لتحقيق الفائدة المرجوة، وهي الموقع الأنسب لسلامة أبنائنا الطلاب والطالبات، إلا أن البعض لا يكترث بهذه الضوابط والمعايير اللازمة للمدارس الأهلية التي يشكل البعض منها خطورة كبيرة لا تحمد عقباها، ناهيك عن قربها من منطقة الخطر حتى وإن كانت قد التزمت المعايير والضوابط، ولكن بعض المدارس تقع بالقرب من شوارع رئيسة حيوية للمدينة مما يشكل خطرا على طالباتها، والعكس صحيح، حيث يؤثر زحام المدرسة خلال أوقات الذروة على الشوارع.
إلى ذلك اكتفى مسؤول في تعليم جدة بالتأكيد أن الإدارة تحرص على اختيار المواقع المناسبة لبناء المدارس أو ترخيص الخاص منها.
ضحايا بالآلافوبحسب دراسة أعدتها جهات حكومية، فإن نسبة حوادث الدهس في جدة مرتفعة، حيث بلغ مجموعها نحو 78.
680 حادث سير، بمتوسط 200 حادث في اليوم، بما في ذلك 387 حادثا أدت إلى الوفاة، و2738 حادثا أدت إلى إصابات بشرية و75.
555 حادثا أدت إلى أضرار مادية، بزيادة تبلغ 15% على العام الذي سبقه.
وبالعودة لأمانة جدة، أكدت بدورها تنفيذ خمسة جسور مشاة جديدة عاجلة في المواقع الأكثر خطورة بالمدينة، فيما تستكمل ترسية 20 جسر مشاة خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وتنفيذ عدد آخر في مواقع خضعت للدراسة والتحليل.
في حين أكد المتحدث باسم أمانة جدة محمد البقمي لـ»مكة» قائلا إن الجسر أغلق للصيانة، وعن توقيت الإغلاق وعدم انتهاز الإجازة لإنهاء أعمال الصيانة، أفاد أن الجسر قد يسبب خطرا في حال عدم جاهزيته، مبينا أنه يحتاج إلى الصيانة، حيث سيتم العمل على إصلاحه في أسرع وقت ممكن.
وقال: وقعت أمانة جدة عقد صيانة 24 جسر مشاة، وذلك بعد عمل دراسة متكاملة لكل الجسور القديمة من قبل استشاريين متخصصين، وتم تحديد الأضرار والتلف الذي بها وطريقة الإصلاح، يذكر أن إنشاء الجسور يخضع لمنهجية محددة لتحديد مواقعها ويقوم بها استشاري الأمانة، آخذا في الاعتبار بيانات الجهات المختصة لحوادث الدهس.
وبحسب مرور جدة، سجلت المحاضر الرسمية في جدة 479 حادث دهس خلال الستة أشهر الماضية، راح ضحيتها 72 نفسا، وسجلت مواقع طريق مكة القديم وطريق الملك فهد، إضافة إلى الكورنيش وشارع الأمير سلطان بن سلمان، وجنوب وشمال طريق الملك عبدالله وشارع فلسطين وعدد من المواقع القريبة من المناطق الحيوية، النسبة الأكبر من تلك الحوادث.
تحليل الوضعمن جانبهم، فتح أعضاء المجلس البلدي مع مسؤولي الأمانة ملف جسور المشاة، بعد أن تم الانتهاء من دراسة وتقييم جسور المشاة الخشبية بالمحافظة، والتي تهدف إلى تحليل الوضع الراهن لجسور المشاة الخشبية القائمة، وإعداد تقرير مفصل لكل جسر على حدة، ليتم تقييم الحالة الإنشائية وعناصر السلامة والنواحي الجمالية للجسور، حيث تم طرحه للتنفيذ لتحسين مستوى الجسور القائمة لتحقق دورها بالشكل الأمثل.