مداخل المدينة
السبت - 03 يناير 2015
Sat - 03 Jan 2015
مطالب بمراعاة الجوانب الدينية والتاريخية لمشروع مداخل المدينة
خالد الطويل - المدينة المنورة
أكد الباحث في معالم المدينة المنورة التاريخية والسيرة النبوية عبدالله الشنقيطي على أن الجوانب الدينية والتاريخية والجغرافية مطلب ضروري مراعاته أثناء تصميم بوابات مداخل المدينة، المشروع الذي أعلنت عن العمل عليه هيئة تطوير المدينة المنورة وذلك من أجل إبراز شخصية طيبة الحضارية والتاريخية، منطلقا مما ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم «جعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى».
حمى الشجر
وذهب الشنقيطي إلى أن الرواية السابقة تشير أن المدينة محاطة بدائرة نصف قطرها نحو 20 كلم تعد حزاما أخضر لها، لا يعتدى على البيئة فيها بأي شكل من الأشكال ويسمى هذا الحمى «حمى الشجر» وقد عده بعض العلماء حرما ثانيا يضاف إلى الحرم الأول المعروف.
ومن الناحية التاريخية يقول: وردت أسماء لمواقع التاريخ الإسلامي تعتد حدودا لهذا الحمى بينها روضة خاخ تعد الحد الجنوبي، وهي من معالم المدينة المنورة المهمة، ولها ذكر في السيرة النبوية، ويوجد فيها ركامات حجرية تدل على استيطان قديم في الموقع.
جبال تيم
وأكد الشنقيطي بأنه في معالم المدينة حد الحمى من الناحية الشرقية: جبال تيم وهي جبال حمر تمتد من الجنوب إلى الشمال يمر من سفحها الغربي وادي الشظاة، وهو صدر وادي قناة المعروف الآن بسم «سيل سيدنا حمزة».
وقد ورد في الأثر أن سيدنا كعب بن مالك وضع علامة حد الحمى على صدر قناة عند جبال تيم، ووادي قناة من المعالم والمواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية.
أما حد الحمى الشمالي الغربي الذي يمر به طريق تبوك، هو صدر وادي مخيض ويعرف الآن بسم وادي مخيط، وجاء في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بمضرب القبة وأشار إلى المدينة وقال إنها حرم، وورد أيضا أن سيدنا كعب بن مالك وضع علامة الحد على مضرب القبة وهو الريع الذي تنحدر منه إلى وادي مخيط بعد أن تتجاوز محطة الفحص الدوري للسيارات.
وفي الجانب الجغرافي يوضح الشنقيطي علامات حدود الحمى:
1 - يتطابق تقريبا مع النطاق العمراني لحاضرة المدينة الذي صدرت الموافقة عليه في 1428 والذي سوف تكون البوابات على محيطه حسب ما جاء في تصريح هيئة تطوير المدينة المنورة.
2 - المدينة عبارة عن روضة أو حوض تتدفق نحوه المياه من كل صوب ولا تترك إلا فتحة صغيرة في الشمال الغربي لتصريف المياه الزائدة ولولا هذه الفتحة لأصبحت المدينة كلاها سباخ.
وهو كما قلنا يتطابق مع النطاق العمراني يكون دائما عند مقاسم مياه الدوافع أو الشعاب فما سال نحو المدينة فهو حمى وما سال في الاتجاه المعاكس فهو حل، وهذه القاعدة تطبيق لما جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم «كل دافعة دفعت علينا من هذه الشعاب فهي حرام».
وطالب بدمج كل تلك الجوانب الدينية والتاريخية، والجغرافية في هذه المشروع، وإبرازها بشكل يوضح مدى تفرد هذه البلدة الطيبة بسمات لا توجد في غيرها من البلدان، كما أصدر كتاب في أحماء المدينة بعنوان «أحماء المدينة المنورة: حمى الشجر حمى النقيع حمى الربذة» بين فيه بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه الأحماء.
وكان أمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة المهندس طلال الردادي قد أشار في تصريحات إعلامية حول تصميم بوابات لمداخل المدينة المنورة وطرحها للمنافسة، أن البوابات سوف تنشأ على بعد نحو 30 كلم على ثلاثة مداخل: الجنوبي «على طريق مكة المكرمة السريع»، والمدخل الشرقي «على طريق الرياض السريع»، والمدخل الشمالي» على طريق تبوك السريع»، ونوه أن تلك البوابات تتكامل مع تحديد نطاق المدينة المنورة العمراني وأنها أيضا سوف تكون عنوانا لصفة من صفات المدينة بأنها «واحة ذات نخل».