هل تقبل نزاهة شهادة السماء
رغم قلة نزول الأمطار في المملكة وندرتها، إلا أنها عندما تزور إحدى مدننا تكون زيارتها طيبة مباركة، ليس لأنها تغسل الأرض، وتنبت الزرع، وتسقي بفضل ربها ورحمته الأرض
رغم قلة نزول الأمطار في المملكة وندرتها، إلا أنها عندما تزور إحدى مدننا تكون زيارتها طيبة مباركة، ليس لأنها تغسل الأرض، وتنبت الزرع، وتسقي بفضل ربها ورحمته الأرض
الثلاثاء - 09 ديسمبر 2014
Tue - 09 Dec 2014
رغم قلة نزول الأمطار في المملكة وندرتها، إلا أنها عندما تزور إحدى مدننا تكون زيارتها طيبة مباركة، ليس لأنها تغسل الأرض، وتنبت الزرع، وتسقي بفضل ربها ورحمته الأرض الميتة، فتحييها ويستبشر الناس بها وبخيرها العميم، ويتطلع الجميع إليها ويستغيثون ربهم إذا أبطأ عنهم المطر، وحالت أرضهم يبابا، هذا شأن قديم مع الناس ومع المطر، لكن الجديد في وظيفته غير ما هو معهود منه، إنه يكشف أخطاء كثيرة لا يعرفها الناس ولا يرونها حتى تأتي رحمة ربك لعباده، فيظهر عوار الأعمال ونقص الكفاءة وضعف التأسيس للبنية التحتية التي يتم تنفيذها بغياب الغيث وندرة المطر، فلا يكاد يقدم إلينا على حين غرة، حتى يفضح المخططين والمنفذين والعاملين على مشاريعنا في كل ما بنوا أو أسسوا، فالشوارع تعلن بوضوح ما ارتكب في حقها من إهمال، وما يصيب سالكيها من ضرر كبير يشهده كل من يسلك هذه الطرق التي صممت بغياب المطر على أحدث وأدق التصاميم المعمارية كما يقولون، ونفذت بإشراف أكثر الشركات كلفة وخبرة وتقنية، واستلمت هذه الشوارع من منفذيها شركات خبرة عالمية، شهدت على أن كل ما نفذ كان قد استجاب لشروط السلامة والإتقان التي تضمنها عقد التنفيذ لها بكل ما كان لهذا العقد من قيمة مادية وقيمة موثوقية، هذه المشاريع الكبيرة لا تستطيع أن تصمد طويلا أمام زخات الغيث مع كل الشهادات التي شهدت لها، لكن شهادة المطر تأتي مخالفة لكل تلك الشهادات، بل تأتي تصرخ بالحقيقة كما يراها الناس وتعلن زور وبهتان كل ما جاء بالشهادات الموقعة من جميع من نفذ ومن أشرف ومن استلم المشروع.
شهادة المطر على سوء التدبير وسوء القصد وتزييف الحقيقة هي الشهادة التي يقرأها ويراها ويقرها ملايين السالكين لهذه الطرق، فيرون رأي العين الشهادة الصادقة التي وقعتها قطرات المطر بكل الصدق وبكل أمانة، والسبب في صدقها لأنها جاءت سالمة وبريئة من تعارض المصالح فليس تقول غير الحقيقة، كما هي لا تخفي شيئا ولا تحابي أحدا وأهم من ذلك لا تخشى ولا ترجو إلا ربها، الذي أنزلها هنا تكون الشهادة عادلة وصادقة وأمينة.
وإذا كانت نزاهة تطلب الشهود على كل دعوى فساد حين يطلب منها ملاحقة فاعليها، وتبحث عن الفاسدين وتحقق في قضايا الفساد متى وجد أو متى رأته رأي العين في أي مرفق عام تدور حول تنفيذه شبهة الفساد، وتعلن وتبحث عمن يتقدم لها بشهادته لتقوم بواجبها نحو المفسدين للمال العام أو المستغلين للنفوذ الذين لا ينكشف أمرهم بسهولة، فإن المطر شاهد عدل على ما يقوم به كثير من المقاولين من الباطن ومن الخارج وما يقدمون من أعمال أخذوا أجرها كاملا غير منقوص، فما على نزاهة ومراقبيها إلا القيام بجولة في أي مدينة تغاث برحمة الله حيث يرون بأعينهم شهادة السماء وهي لا شك شهادة أصدق من كل دعوى ومن كل الشهادات التي تبحث عنها نزاهة وتريدها، ولن تكون هذه الشهادة كيدية ولا تختفي تحت الأسماء المستعارة التي تزعم نزاهة أن أكثر ما تتلقى من شكوى الناس يشوبها الكيد والتخفي تحت المستعار من الأسماء هنا تنتفي كل الحجج والذرائع التي يتذرع بها المتذرعون بالأسباب.
وتبقى مسؤولية نزاهة للقيام بواجبها ومحاسبة المقصرين كل بحسب اختصاصه وبقدر المسؤولية التي تناط به، وتقول كما قال رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام (من غشنا فليس منا). شوارع الرياض هذه الأيام شاهد لا يخفي شيئا ومثل شوارع الرياض كل شارع أصابه المطر في أي مدينة وفي كل قرية وفي أي منطقة.