تعذيب الخادمات..الضحايا المجرمات

الشرطة تقبض على مواطن بمدينة نجران بتهمة تعذيب خادمته الإندونيسية بضربها وكيها بالنار على ظهرها ويديها وحرمانها من النوم والطعام لعدة أيام، وذلك بعد أن استجارت

الشرطة تقبض على مواطن بمدينة نجران بتهمة تعذيب خادمته الإندونيسية بضربها وكيها بالنار على ظهرها ويديها وحرمانها من النوم والطعام لعدة أيام، وذلك بعد أن استجارت

السبت - 29 نوفمبر 2014

Sat - 29 Nov 2014



 



 



الشرطة تقبض على مواطن بمدينة نجران بتهمة تعذيب خادمته الإندونيسية بضربها وكيها بالنار على ظهرها ويديها وحرمانها من النوم والطعام لعدة أيام، وذلك بعد أن استجارت الخادمة بالجيران. ليست القضية الأولى لتعذيب الخدم، وإساءة معاملتهن ودفعهن للانتحار أو الهروب، فالمسلسل الدرامي الطويل والدموي للسيد والخادمة والضحايا المجرمات مستمر، فهو يحدث وراء الأبواب المغلقة حيث تضيق فرص انكشاف مثل هذه التجاوزات لحصرها داخل المنازل المحكمة الإغلاق والتي يصبح فيها رب الأسرة أو سيدة الأسرة هو المتحكم الآمر الناهي، وهنا يصبح الضمير الإنساني على المحك، نعم الضمير وليس شيئا آخر، فلا كاميرات تراقب، ولا شرطي ينقذ، ولا قانون يتابع، فقط الضمير الأخلاقي والديني والمرتبط مباشرة بمخافة الله. ولكن هذا الضمير يغيب بكل معطياته الشكلية والإيمانية فنجد من يمنع الطعام عنهن، يمنع حقوقهن المالية ويماطل فيها ويسوف وفي حالات كثيرة يضربن، ويمنعن من النوم الكافي، والتقدير، يمنع عنهن أبسط حقوق الإنسان في الاستمرار في العمل بكرامة إنسانية. وهنا فإن القليل من القضايا هو ما يظهر على السطح كما في قضية الخادمة بنجران التي تعرضت للإيذاء الجسدي غير الإنساني.

إن من غرائب الشعوب لدينا أنه عادة في مثل هذه القضايا تلقى المسؤولية كلّها على عاتق العاملات الآتيات من بلاد الفقر بحثا عن لقمة خبزٍ في بلاد الأغنياء.

لن أقول إن تعذيب الخدم ظاهرة سعودية، بل هو منتشر في معظم الدول العربية والتي من المفترض أنها تعمل بما يحث عليه الإسلام من الرحمة والرفق، والخادمات لسن ملائكة، وأعلم حجم المعاناة الأسرية لكل منزل به خادمة لكثرة ما نشاهد ونجد من سرقات وعنف وسوء معاملة للأبناء، هذ يؤكد أنهن لسن ملائكة فلديهن الشر والخير كامنان، ولكن ماذا عن دورنا في إظهار أفضل ما لديهن بالمعاملة الحسنة؟