الأمراض النفسية ثقافية وانعكاس للبيئة والمجتمع

كشف أستاذ العلاج النفسي بجامعة القصيم، الخبير بمركز نستمع لتشفى للإرشاد النفسي والاجتماعي بالجمعية الخيرية النسائية بعنيزة الدكتور صالح الخلف لـ»مكة« أن 95 % من مراجعي العيادة شفوا بدون أدوية نفسية، مؤكدا أن كثيرا من الأدوية تسبب الإدمان ولها آثار جانبية

كشف أستاذ العلاج النفسي بجامعة القصيم، الخبير بمركز نستمع لتشفى للإرشاد النفسي والاجتماعي بالجمعية الخيرية النسائية بعنيزة الدكتور صالح الخلف لـ»مكة« أن 95 % من مراجعي العيادة شفوا بدون أدوية نفسية، مؤكدا أن كثيرا من الأدوية تسبب الإدمان ولها آثار جانبية

الأربعاء - 26 نوفمبر 2014

Wed - 26 Nov 2014



كشف أستاذ العلاج النفسي بجامعة القصيم، الخبير بمركز نستمع لتشفى للإرشاد النفسي والاجتماعي بالجمعية الخيرية النسائية بعنيزة الدكتور صالح الخلف لـ»مكة« أن 95 % من مراجعي العيادة شفوا بدون أدوية نفسية، مؤكدا أن كثيرا من الأدوية تسبب الإدمان ولها آثار جانبية.

وتابع: بعض هذه الأدوية تزيد من بواعث المريض للاندفاع بقوة في كل شيء وتدفع به للجرأة الزائدة.

وأشار إلى أنه كثيرا ما يعالجون أشخاصا في العيادة من آثار الأدوية التي أعطيت لهم لفترات طويلة.

وقال ليس هناك معيار واضح للأمراض النفسية، وكل حالة لها تفسيرها، وهناك عيادات نفسية تجارية أكثر من كونها علاجية لا تقدم شيئا حقيقيا للمريض، وليس عليها رقابة ومعظمها يصرف الأدوية التي لها انعكاسات خطيرة على نفسية الشخص، من أخطرها التحول إلى الجرأة الزائدة في كل شيء.

وتابع باشرت من قبل حالة لأم من أسرة محافظة ومتدينة أخذت بعض الأدوية لعلاج الاكتئاب، وتحولت إلى شخصية أخرى بعد أخذ دواء سيراكس، وتجرأت على كل شيء.

وأرجع وصف بعض العيادات لمثل تلك الأدوية إلى أن كثيرا من العيادات النفسية تتعامل مع المرضى بطريقة واحدة فقط وهي صرف الدواء بغض النظر عن آثاره الجانبية مع عدم مراعاة اختلاف الظروف النفسية لكل حالة على حدة، وهذا خطأ حيث لكل إنسان مدخل إنساني ويجب دراسة حالة كل مريض مضطرب وعلى ضوء دراسة حالته تتم معالجته.

وأضاف يجب ألا تصرف مثل تلك الأدوية إلا بوصفة طبية ولمدة محددة، ولا يجب تكرار صرفها للمريض دون الرجوع للطبيب.

وأضاف الطبيب المميز في العلاج النفسي هو الذي يجيب عن سؤال لماذا وصلت هذه الحالة إلى هذه الدرجة من المرض؟وأشار إلى أن هناك عدة سلوكيات تعد من أهم أسباب حدوث الاضطرابات النفسية، مثل عدم إدارة الوقت بشكل جيد وعدم تحمل المسؤولية، مؤكدا على أن الاضطرابات النفسية ليست عضوية إنما هي ثقافية وانعكاس للبيئة والمجتمع والموروث، حيث تختلف الاضطرابات في المجتمع العربي عن نظيرتها في المجتمع الأمريكي وغيره، وكل مجتمع له اضطراباته.

وأوضح على البعد الثقافي للمرض النفسي أن المريض المصاب بالبرتويا الضلالي لدينا مثلا عند اختياره للشخصيات يكون ذلك بناء على السياق الثقافي مثل أن يدعي أنه هو المهدي المنتظر وما شابه ذلك، وكل إنسان يختار نوع الاضطراب الذي يلائمه ويعبر عنه والضلالات التي يذكرها المريض تجد لها عمقا حقيقيا في الثقافة وحياته.

وطالب الخلف ألا نتعامل مع المقاييس النفسية العالمية الغربية ونسن مقاييس خاصة بمجتمعنا وثقافتنا لأن المقاييس الغربية لا تلائم العالم العربي لاختلاف الثقافة والمجتمع حتى النظريات المطبقة تختلف والعلاج المعرفي لا يفيد لمجتمعنا، فالاكتئاب في أمريكا غير موجود ولدينا موجود لوجود أسبابه، ويجب أن ننتج مقاييس ونماذج مفسرة للاضطرابات النفسية لنبني عليها الخطط العلاجية.

وقال إنه لا بد من إعادة النظر في الاضطرابات النفسية من منظور جديد على أنها مرتبطة بالجانب الثقافي للإنسان، ولها امتدادات تاريخية وثقافية واجتماعية وأن للأعراض محتوى يريد من خلاله المريض إيصال فكرة.

وحذر من الأدوية المعروفة باسم «سعادة» المنتشرة في الصيدليات والتي يستعملها الشباب والشابات لأن لها آثارا جانبية، وهناك تقارير تشير إلى أنها قد تؤدي للجنون، لافتا إلى أن هناك أشخاصا أصيبوا بالفصام وهم عباقرة مثل جون فوربس ناش الابن الذي حصل على جائزة نوبل في الرياضيات والإحصاء عام 1994 بعد 10 سنوات من إصابته بالمرض.