الفتوى المغرر بها
عندما يقوم إنسان بعمل يضر بالناس، ويخرج عن المألوف والمعقول وينال بعمله من ثوابت المجتمع، أو يتوجه بالعدوان إليهم ويصعب تفسير ما قام به بأي سبب ممكن، يبحث الناس عن ما وراء هذا العمل وأسبابه، ولماذا قام به فاعله، فتكون الكلمة التي يفسر بها فعله أنه مغرر به، وأن هذا الفعل لشناعته وبعده عن المنطق لا يمكن أن يقوم به إنسان يتمتع بمدارك عقلية تدله على الصحيح، الذي يجب عليه فعله، لا ذاك العمل القبيح الذي قام به، وتحمل الكلمة (مغرر به) شحنة من المعاني والدلالات المتضاربة، بعضها يناقض بعضا فمع الإنكار الشديد للعمل والرفض القاطع لما يحدث منه والتجريم المعلن من الناس الذين يصفونه بهذه الصفة، يتضمن التعذير له من جانب خفي أي إن العمل غير ممكن إلا بمؤثر خفي جعل الفاعل ضحية لعامل أقوى من إدراكه، لعواقب عمله وعدم وعيه بالإثم الكبير الذي ارتكبه دون أن يقدر ضرره حق قدره.
عندما يقوم إنسان بعمل يضر بالناس، ويخرج عن المألوف والمعقول وينال بعمله من ثوابت المجتمع، أو يتوجه بالعدوان إليهم ويصعب تفسير ما قام به بأي سبب ممكن، يبحث الناس عن ما وراء هذا العمل وأسبابه، ولماذا قام به فاعله، فتكون الكلمة التي يفسر بها فعله أنه مغرر به، وأن هذا الفعل لشناعته وبعده عن المنطق لا يمكن أن يقوم به إنسان يتمتع بمدارك عقلية تدله على الصحيح، الذي يجب عليه فعله، لا ذاك العمل القبيح الذي قام به، وتحمل الكلمة (مغرر به) شحنة من المعاني والدلالات المتضاربة، بعضها يناقض بعضا فمع الإنكار الشديد للعمل والرفض القاطع لما يحدث منه والتجريم المعلن من الناس الذين يصفونه بهذه الصفة، يتضمن التعذير له من جانب خفي أي إن العمل غير ممكن إلا بمؤثر خفي جعل الفاعل ضحية لعامل أقوى من إدراكه، لعواقب عمله وعدم وعيه بالإثم الكبير الذي ارتكبه دون أن يقدر ضرره حق قدره.
الثلاثاء - 25 نوفمبر 2014
Tue - 25 Nov 2014
عندما يقوم إنسان بعمل يضر بالناس، ويخرج عن المألوف والمعقول وينال بعمله من ثوابت المجتمع، أو يتوجه بالعدوان إليهم ويصعب تفسير ما قام به بأي سبب ممكن، يبحث الناس عن ما وراء هذا العمل وأسبابه، ولماذا قام به فاعله، فتكون الكلمة التي يفسر بها فعله أنه مغرر به، وأن هذا الفعل لشناعته وبعده عن المنطق لا يمكن أن يقوم به إنسان يتمتع بمدارك عقلية تدله على الصحيح، الذي يجب عليه فعله، لا ذاك العمل القبيح الذي قام به، وتحمل الكلمة (مغرر به) شحنة من المعاني والدلالات المتضاربة، بعضها يناقض بعضا فمع الإنكار الشديد للعمل والرفض القاطع لما يحدث منه والتجريم المعلن من الناس الذين يصفونه بهذه الصفة، يتضمن التعذير له من جانب خفي أي إن العمل غير ممكن إلا بمؤثر خفي جعل الفاعل ضحية لعامل أقوى من إدراكه، لعواقب عمله وعدم وعيه بالإثم الكبير الذي ارتكبه دون أن يقدر ضرره حق قدره.
هذه اللغة المواربة تزيح عن الجاني جزءا من المسؤولية بلا شك، لكنها لا تعفيه من تحمل تبعات ما قام به وما يترتب عليه من أخطاء بل تجرمه وتحاسبه على ما قام به من أعمال.
هذا الحال يشبه بعض الفتاوى التي نسمعها من بعض المفتين ويصدق عليها المعنى السابق أي الفتوى المغرر بها، وذلك عندما يغلف السائل سؤالا للداعية والواعظ يريد من سؤاله أن تجر الفتوى إلى غرض في نفسه لا ليعلم حكم ما يسأل عنه، ولكن ليستدرج المفتي ليقول ما يريد السؤال المبطن الإفصاح عنه وإعلانه، بغرض يظهر منه البحث عن الحكم الفقهي في قضية ما بينما الجواب بالضرورة يجر إلى ما يريد السائل أن يثيره ويشغل الناس به من اختلافات فكرية ومذهبية تثير من المشاكل ما الناس في غنى عن إثارتها.
نسمع هذه الحيل والأسئلة التي لا تبحث عن جواب وإنما تريد إثارة قضية يقصد منها التشويش على السامعين حيث إنه لا يستطيع أن يفصح عنها أو يباشر السؤال بها، وهنا يأتي الجواب المغرر به حيث ينطلق المسؤول إلى تراث عريض من الآراء والاجتهادات والمقولات التي يحفظها عن ظهر قلب فيبحث فيها ويقلبها ليبرز ما يريد منها وهو لا شك واجد في مخزونه التراثي بغيته كقوله: يجوز هذا ولا يجوز ذاك حتى يستطيع توظيفه لصالح رأيه الذي يراه وتوجهه الذي يتوجه إليه وما يريد نشره وإعلانه على الناس لأنه سئل عنه وأجاب ولا يدرك المأزق الذي وضعه فيه السائل أو هو يدركه ولكنه يريد سؤالا يبرر به طرح رؤيته فيقع من حيث يعلم أو لا يعلم في المحذور الديني عندما تكون المسلمات عنده موضع خلاف ونظر عند غيره، ولا سيما إذا تعرضت القضية لما جاز فيه الاختلاف وتنازعته الآراء بين المسلمين منذ القدم وأجاز بعضهم ما يمنعه البعض الآخر، وهذا المختلف فيه كثير في التراث الفقهي وكثير في الأقوال السالفة وكثير بين أهل الرأي في القديم والحديث من عامة المسلمين ومن خاصتهم، هذه الفتاوى ينطبق عليها معنى الفتاوى الكيدية التي يضعها السائل لغرض كيدي مما يحول الفتوى عن المقصد الشرعي المباشر إلى قصد ضار بالسلم الاجتماعي. يحدث أن تسمع أسئلة ملغمة بسوء القصد من السائل ومغلفة بغطاء شفاف من التوسل بالفتوى لتثير قضية من قضايا المجتمع المسكوت عنها أو مما اختلف في حكمه وتباعدت الآراء والأقوال فيه.