مركز روام نصف قرن خارج الخدمات

في أقصى شمال محافظة رجال ألمع، تنتشر نحو 30 قرية، تشكل مركز «روام»، التابع للمحافظة، ويضم نحو 10 آلاف مواطن، يشكلون 6 قبائل، يعيشون غيابا شبه كامل للخدمات، ما قاد البعض لحزم أمتعته والرحيل إلى مواقع أخرى

في أقصى شمال محافظة رجال ألمع، تنتشر نحو 30 قرية، تشكل مركز «روام»، التابع للمحافظة، ويضم نحو 10 آلاف مواطن، يشكلون 6 قبائل، يعيشون غيابا شبه كامل للخدمات، ما قاد البعض لحزم أمتعته والرحيل إلى مواقع أخرى

الأحد - 23 نوفمبر 2014

Sun - 23 Nov 2014



في أقصى شمال محافظة رجال ألمع، تنتشر نحو 30 قرية، تشكل مركز «روام»، التابع للمحافظة، ويضم نحو 10 آلاف مواطن، يشكلون 6 قبائل، يعيشون غيابا شبه كامل للخدمات، ما قاد البعض لحزم أمتعته والرحيل إلى مواقع أخرى.



بداية الرحلة



الطريق الرئيس المؤدي إلى المركز يشكل مرآة تعكس ما خلفه الإهمال الذي يعيشه المركز في الخدمات البلدية، قالطريق بالكاد يتجاوز عرضه في بعض المواقع المتر ونصف المتر، وهو في أحسن حالاته أتى عليه الزمن، فذهبت أجزاء من أطرافه، مترصعا بالحفر في وسطه، حتى بات السير فيه أشبه بتحد نهايته سيارة منهكة.

ليس ذلك فحسب، بل تكاد المنعطفات الخطرة للطريق لا تحصى، حتى أطلق عليها الأهالي أسماء من أصيبوا أو توفوا في حوادث شهدتها، فالتعرجات تتطلب قائدا ماهرا عالي التركيز وإلا فالوقوع في حفرة عميقة سيكون مصيره، خاصة وأن المنطقة نائية موحشة.

وفي ذلك يقول أحد سكان المركز ويدعى محمد البناوي «خلال عودتي برفقتي أسرتي في إحدى الليالي، تفاديت سيارة في الاتجاه المقابل، واضطررت للخروج عن الطريق، فانفجر إطار، فقادني السكون الموحش في المكان إلى إغلاق السيارة على أسرتي بداخلها حتى أكمل تغيير الإطار، وأنا أتلفت خوفا من هجوم مباغت من أحد المجهولين الذين تعج بهم أودية المركز».

ويعد المواطن محمد الحسن مطالبة الأهالي بإصلاح الطريق أصبحت إرثا، يورثه الآباء للأبناء، فمنذ نحو 30 عاما وهذا المطلب على طاولات مسؤولي محافظة رجال ألمع، وقال «للأسف هرمت مطالبنا، وتبددت أحلامنا دون أن تجد من يستجيب لها»، مبينا أن الطريق يعج بسالكيه، ولا سيما في أوقات الذروة، إذ يبقى هذا المسلك الضيق المنفذ الوحيد لهم، رغم أنه هاجس يؤرقهم في كل رحلة، واضطروا إلى إصلاحه على نفقتهم الخاصة، بعد أن يئسوا من البلدية، وأصبحوا لا يحلمون بطريق نموذجي كغيرهم في المراكز القريبة منهم، بل باتوا يحلمون بترقيع الحفر، وسد الفجوات، كون عبوره أشبه بالمجازفة اليومية.



الإسعاف المريض



في أحد تلك المراكز، والتي يعدها السكان الأفضل في روام، أوضح أحد العاملين فيه أن سيارة الإسعاف تحت الصيانة منذ 45 يوما، وفي حال وصلت حالة طارئة ليس أمامهم إلا تجهيز سيارة سائق الإسعاف الشخصية بأسطوانات الأوكسجين والمغذيات ونقل المريض فيها، عوضا عن الإسعاف المريض في الوقت الحالي.

وتخلو المراكز من التخصصات الطبية، والتي أبسطها، والأكثر طلبا من قبل السكان عيادات الأسنان، إذ يضطرون للرحيل من قراهم إلى أقرب عيادة أسنان وهي لا تسمح باستقبالهم إلا يوما واحدا في الأسبوع، مما يصيبهم بالمشقة والعناء، حتى باتوا يفضلون تحمل الألم عن معاناة الانتظار في طوابير العيادة.



ولادات على الطريق



ويؤكد الأهالي أن أسماء بعض أبنائهم وبناتهم باتت مرتبطة بأماكن ولادتهم، فلا تستغرب أن تجد طفلا مسمى باسم شجرة، أو وادي أو غيره، فالنساء اللواتي يضعن أطفالهن وهن في طريقهن إلى المستشفى أكثر ممن يتمكن من الوضع في أحضان العناية الطبية في أقرب مستشفى يبعد أحيانا 80 كلم عن بعض هذه القرى.



يوم النظافة



خدمات البلدية في تنظيف المركز المترامي تصل السكان لكنها أشبه لهم بعيد رأس السنة فسيارات النظافة التي تأتي لنقل النفايات لا تزور المركز إلا يوما واحدا في الأسبوع بحسب الأهالي، وتزروهم على عجل لنقل ما تجده من نفايات في صناديق النفايات التي أعدها الأهلي على نفقتهم وفي حال كانت هناك نفايات أخرى ملقاة هنا أو هناك فإن عمال النظافة لا يلقون لها بالا بحسب ما رواه المواطن محمد البناوي، وتبقى ملقاة حتى توضع من قبل الأهالي في براميل النفاية.



النقل المدرسي



وسيلة الوصول إلى المدارس لا تزال تسير على الطريقة البائدة، التي يقوم فيها شخص بنقل الطلاب بشكل جماعي في أحواض السيارات ذوات الدفع الرباعي في ظل الغياب الصريح للنقل المدرسي في المركز تماما للطلاب والطالبات معرضين أرواح الطلاب للخطر في كل يوم.

ويؤكد محمد البناوي أنه وفي حال وجد النقل المدرسي بجهود ذاتية من قبل أولياء الأمور فإن الطالب ملزم بدفع 500 ريال ليكون أحد من يستقلون حافلة خاصة تنقل من لا يستطيع أولياء أمورهم إيصالهم.



خارج التغطية



ويقول محمد الحسن: «نحن في مركز روام لا نبعد كثيرا عن الشارع العام، فالطريق الرئيس الذي يربط محافظة رجال ألمع بمحافظة محايل يبعد عنا 7 كلم ومع ذلك نعيش في عزلة من الاتصالات الأرضية والهوائية، فذبذبات الهواتف النقالة لا تصل إلينا إلا في قمم الجبال، والسبب أنه يوجد برج واحد لا يكاد يرى بالعين المجردة لشدة بعده عن المركز، حيث كان في الأصل يعمل لنظام الإسقاط ثم تمت تغذيته ليكون برجا للهواتف النقالة، إلا أن إشارته لا تصل المركز بالكامل، وهو فوق ذلك يعمل باستخدام «الديزل» الذي ينفذ سريعا ويبقى البرج معطلا أياما عديدة».



ملاذ المهربين



يقول الأهالي: بات مركزنا ملاذا للمجهولين الذين تمر أفواجهم من بين منازلنا كل يوم، ناهيك عن المهربين الذين يقومون بنقلهم في وضح النهار عبر الطرق التي تربطهم بمنطقة جازان في ظل غياب التواجد الأمني التام في المركز بكامله، حتى بات العبور من خلال المركز سواء للمجهولين الراجلين أو المهربين أمرا في غاية البساطة لعلمهم المسبق بأنه لا يوجد دورية واحدة في المكان.

ومع ذلك يذكر محمد الحسن أن الأهالي يبادرون بالقبض على بعض المتسللين وتسليمهم للأمن بالإضافة إلى أنه تم العثور على مصانع للخمور في المركز يقوم بتصنيعها مجهولون أمنوا في ظل غياب الأمن .



الطريق تحت الترسية



من جهته أوضح رئيس بلدية رجال ألمع حسين رجب أن مركز روام ضمن مراكز المحافظه وتوليه البلديه اهتمامها مثل باقي المراكز، حيث يحظی بنصيبه في ميزانية البلديه بعد اعتمادها مثله مثل باقي المراكز، حيث بادرت البلدية بسفلتة الفروع المؤدية للمنازل.

وزاد: من ضمن القری التي سفلتتها البلدية فجر روام وكذلك القرية المجاورة للمركز الصحي، فيما رصفت الطرق المؤدية للمدارس بالكامل بإجمالي أطوال تجاوز 8 كلم، كذلك تمت دراسة باقي الفروع في القرية بنحو 13 كلم وهي في إجراءات الترسية.

وعن الطريق الرئيس قال إن البلدية سفلتت سابقا نحو 7 كلم تقريبا، إلا أنها ونظرا لاعتماد المركز ولكونه أصبح شريانا رئيسا يربط مركز روام بالشارع العام، قامت باعتماد عبارات للطريق الرئيس تم الانتهاء منها، وبعد ذلك اعتمدت توسعة وتعديل مناسيب وسفلتة الطريق وإنارته، وهي في إجراءات الترسية.

أما النظافة، شرعت البلدية بتوزيع حاويات النظافة إلا أن الأهالي رفضوا استلامها، وتم التنسيق معهم بعمل جدول لمرور سيارة النظافة لجميع القری والهجر التابعة لمركز روام ولم ترد للبلدية أي شكوى حول الأمر.