حصص ميزانيات أبحاثنا العلمية: ليس الذكر كالأنثى!

الدراسات العليا أقل من نظيراتها من المصروفات للكوادر البحثية والتدريسية وطلاب الدراسات العليا الرجال. حينما نتخيل مثلا أن مليون ريال هي حصة كلية علمية رجالية

الدراسات العليا أقل من نظيراتها من المصروفات للكوادر البحثية والتدريسية وطلاب الدراسات العليا الرجال. حينما نتخيل مثلا أن مليون ريال هي حصة كلية علمية رجالية

الأحد - 23 نوفمبر 2014

Sun - 23 Nov 2014



 



 



الدراسات العليا أقل من نظيراتها من المصروفات للكوادر البحثية والتدريسية وطلاب الدراسات العليا الرجال. حينما نتخيل مثلا أن مليون ريال هي حصة كلية علمية رجالية واحدة ومليون ريال هي حصة الأقسام العلمية النسائية مثلا فهذا أمر يستدعي القلق، وحينما نتيقن أن أغلبية، إن لم تكن كلها، كراسي البحث ومراكز التميز البحثية ورئاسة المجالس العلمية الاستشارية يقودها رجال، فقد يكون هذا من التحيز الواعي أوغير الواعي ضد المرأة! ولأنه لا تتوفر دراسة مسحية إحصائية لحجم ميزانيات الإنفاق البحثي التفصيلي لكلا الجنسين في الوقت الحالي وما هي العوامل المعقدة المؤثرة والمتحكمة في حجم الإنفاق فإنه لا يمكن وضع تصورات أكثر دقة عن أسباب هذه المعادلة غير المتكافئة بين الجنسين.

من المسلم به أن العقد الاجتماعي العلمي حول العالم يتغير باستمرار، والحكومات القومية تعطي اعتباراتها للمعايير التي ستستخدم لضمان تقييم الأبحاث ومكافأتها بشكل مناسب، وتأخذ في الحسبان عوامل التشجيع التي من شأنها تحفيز توسيع البحث العلمي في اتجاهات تخدم البشرية. ولكن ماذا عن الشأن النسائي المحلي؟!

لوعدنا وحاولنا تضييق فجوة تفرعات موضوع مهم كهذا وحصرناها هنا على لمحات من معاناة الباحثة الشابة، سنجد أن بعض طالبات الدراسات العليا قد أصبحن أقل اهتماما بنوعية العمل المنطوي على المسار المهني البحثي التقليدي بعد الحصول على الدكتوراه أوالماجستير، وربما دعتهن الفرص أوفرضت عليهن إلى الاهتمام بمسارات مهنية أخرى أوحتى قلت اهتماماتهن بمجال التخصص في تسريب غير مدروس الأثر مستقبليا للكفاءة النسائية المحلية.

في مسح على 5000 طالب وطالبة من طلاب الدراسات العليا بأحد الدراسات المنشورة في مجلة النيتشر عام 2013، تفاوتت نسبة الرضا عن تجربة الدراسات العليا ففي عام 2011 بلغت نسبة رضا الطلبة في أمريكا 16% في حين كانت في أوروبا 20%، وفي عام 2013 زادت نسبة الرضا في أمريكا 23% بينما لم تتجاوز النسبة الـ 24% في أوروبا. في حين كان الخوف من الأعباء المالية هوما يسيطر على الطلبة في الهند والصين حيث بلغت نسبة القلق إلى 60% تليهما فرنسا بنسبة أقل من 40%، في حين كانت هولندا الأقل من نسبة 20%..

وفيما يتعلق بهضم حق النساء المؤهلات والخبيرات بحثيا في المجالات العلمية والاستئثار بالفرص الاستثمارية في مجال البحث العلمي، فقد نشرت دراسة في أبريل 2012 من قبل الجمعية الملكية في أدنبرة

(Royal Society of Edinburgh,2012) وجدت أن تمثيل النساء متدن في مجالس المملكة المتحدة في شركات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في حين أن تقرير كريدي سويس السويسري المنشور 2012م

Credit Suiss Research Institute Gender Diversity & corporate Performance (Credit Suisse,2012) وجد على الصعيد العالمي أن الشركات التي لديها نساء في المجلس الاستشاري تكون أسعار أسهمها عالية عن تلك التي بها مجلس كله رجال!

في الوقت الراهن أعتقد أن أهم تحد رئيسي محلي للباحثة الناشئة وطالبات الدراسات العليا هو مواجهة الأعباء المالية، فالتمويل الضعيف قد يقود مسيرة البحث العلمي إلى مرحلة الفتور أويتسبب في تغيير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالمسار المهني. التحدي الآخر يتمثل في التشجيع على تحقيق الإنجاز المميز في مجال البحث العلمي من خلال التوجيه وتوفير فرص العمل والمشاركة مع النماذج القوية والإسهام في رفع مستوى الثقة بالمجتمع البحثي. الأمر الأكثر أهمية من وجهة نظري يأتي من تطوير تقييم البحث العلمي المنتج دون الاعتماد المجرد على السعي في رفع المستوى الكمي للنشر والشراكة مع المجموعات البحثية الدولية من أجل النشر “فقط” في مجلات مرموقة لم يتم خوض تفاصيل تجاربها وتسجيل نتائجها تحت الأيدي الوطنية.