حديث الروح!

الروح سر إلهي، استأثر بكنهه وعلمه الخالق عز وجل، وتأسيسا على ذلك يبقى كل ما يكتب ويقال في هذا الموضوع ضربا من الاجتهادات أحيانا، وخيالات وأوهاما في أحايين كثيرة.! أما إن دخل الحديث عن الروح من باب فكري أدبي؛ فلا أعتقد أن ثمة من بإمكانه سد ذلك الباب.

الروح سر إلهي، استأثر بكنهه وعلمه الخالق عز وجل، وتأسيسا على ذلك يبقى كل ما يكتب ويقال في هذا الموضوع ضربا من الاجتهادات أحيانا، وخيالات وأوهاما في أحايين كثيرة.! أما إن دخل الحديث عن الروح من باب فكري أدبي؛ فلا أعتقد أن ثمة من بإمكانه سد ذلك الباب.

الثلاثاء - 04 نوفمبر 2014

Tue - 04 Nov 2014



الروح سر إلهي، استأثر بكنهه وعلمه الخالق عز وجل، وتأسيسا على ذلك يبقى كل ما يكتب ويقال في هذا الموضوع ضربا من الاجتهادات أحيانا، وخيالات وأوهاما في أحايين كثيرة.! أما إن دخل الحديث عن الروح من باب فكري أدبي؛ فلا أعتقد أن ثمة من بإمكانه سد ذلك الباب.



وأول أمر يتبادر لذهن المهتم بالقراءات الأدبية؛ حين سماعه عبارة «حديث الروح» هي قصيدة الشاعر الباكستاني محمد إقبال رحمه الله، التي وضع لها عنوان: الشكوى، وكتبها بالأوردية عام 1909م، بعكس كثير من قصائده التي كتبها بالفارسية.

وتناول إقبال في قصيدته «حديث الروح» حال المسلمين، وتراجع دورهم، مبديا ألمه وأسفه تجاه ذلك الحال. وأضيف هنا بأن العالم الأزهري محمد حسن الأعظمي ترجم القصيدة نثرا، في حين نظمها في صورتها المشهورة الرائعة، الشاعر المصري الكفيف الشيخ الصاوي علي شعلان المتوفى سنة 1982م رحمه الله، والذي أهملته كتب التراجم والشعراء.

وفي العام 1967م لحن رياض السنباطي القصيدة لتغنيها أم كلثوم، يقول إقبال في مطلعها:

حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء

هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضاء

ومعدنه ترابي ولكن جرت في لفظه لغة السماء

ونحفظ جميعا الحديث النبوي: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»، أما كتاب الروح لابن قيم الجوزية رحمه الله فهو أشهر ما كتب عن الروح؛ كما يتضح من عنوانه.

بالعودة للشعر والشعراء، نقرأ أبياتا شعرية شهيرة من قصيدة «الشهيد» للشاعر الفلسطيني عبدالرحيم محمود رحمه الله، حفظناها صغارا، يقول فيها:

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى

أما الشاعر ابن الفارض فيقول في هذا البيت الشعري المنساب عذوبة:

قلبي يحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرف

وللشاعر السهروردي أبيات شعرية رقراقة في هذا المعنى، يقول فيها:

أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح

وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم وإلى لذيذ لقائكم ترتاح

وا رحمة للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضاح

يبدو أن الحديث عن الروح قد حلق بقلمي إلى سماوات الشعر ومعانيه الشاهقة، ولا غرابة، فهذا شأن الروح على الدوام، وهي المرتبطة بخالقها العظيم جل جلاله.

وهكذا؛ ومن خلال هذه الشواهد وغيرها، لا ينقضي الحديث عن الروح وإليها.

لكن هذا بعض البوح مع القارئ الكريم، لعلنا نجد بين الأسطر ما يجلب السعادة للأنفس ويبث الطمأنينة في القلوب. فشكرا لكل من يسعدني بتخصيص دقائق معدودات من وقته؛ للمشاركة الفكرية، ومجاذبة بعض حديث الروح.!