تحرش بالمحارم

كشف فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة أن 75 % من التحرش الجنسي بالمحارم يكون بسبب الأقارب من الدرجة الأولى، والسائقين وأصحاب البقالة والخدم وغيرهم ممن لهم علاقة مباشرة بأفراد الأسرة

كشف فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة أن 75 % من التحرش الجنسي بالمحارم يكون بسبب الأقارب من الدرجة الأولى، والسائقين وأصحاب البقالة والخدم وغيرهم ممن لهم علاقة مباشرة بأفراد الأسرة

الاثنين - 03 نوفمبر 2014

Mon - 03 Nov 2014



75 % من التحرش الجنسي بالمحارم من الأقارب



سماح ياسين - المدينة المنورة



كشف فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة أن 75 % من التحرش الجنسي بالمحارم يكون بسبب الأقارب من الدرجة الأولى، والسائقين وأصحاب البقالة والخدم وغيرهم ممن لهم علاقة مباشرة بأفراد الأسرة.





متابعة الحالة



وأوضح مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة الدكتور نايف الحربي لـ»مكة» أن التحرش بالمحارم يعد من العنف الأسري، كما لا يقتصر على التحرش بالجسد فقط، ولكن هناك التحرش بالنظر والألفاظ واللمس وغيرها من الأمور السيئة.

وأكد الدكتور الحربي أن وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال لجنة الحماية تهتم باستقبال قضايا العنف الأسري والتحقيق والنظر والتأكد منها، كيلا تكون الشكوى كيدية، وذلك عن طريق المتابعة من فريق العمل المكون من اختصاصيين نفسيين واجتماعيين، وعدد من الجهات المختصة التي تتابع الحالة التي وقع عليها الضرر والطرف المتسبب فيه.





علاج الضحية



وأضاف: «إذا كان المتحرش أحد المحارم كالأب، فهنا تتم متابعة حالته النفسية والصحية في حال كان الأب مدمن مخدرات أو يعاني نفسيا، فيتم علاجه في كلتا الحالتين، بينما تقوم الوزارة بوضع الحالة التي تتعرض للتحرش والعنف الأسري في الدار التي تتوفر فيها كل سبل الراحة والأمان النفسي، مع توفير مختصين يقومون بالجلوس مع الحالة وعلاجها من الجهتين، لضمان رجوع الحالة إلى بيئة صالحة مع متابعتها بعد العودة إلى المنزل».

وقال مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية إن إدارته لم تواجه حالات تحرش من آباء ببناتهن، سوى حالة أو اثنتين، لذلك لا يمكن القول بأن تحرش الأب ببناته يعد ظاهرة في المدينة المنورة، مؤكدا أن زرع الوازع الديني في الأسرة أهم عامل للوقاية من التحرش، مع المتابعة للأبناء وعدم إرسالهم للشراء من البقالات، وخروجهم إلى الشارع في أوقات هادئة.





قصص مأساوية



من بين الحالات التي تتعرض لها النساء، ما أفادت به أم خالد لـ «مكة» عن تحرش طليقها ببناتها، بعد أن انفصلت عنه، تاركة له ثلاث بنات ومثلهن من الأولاد، أصغرهم في المرحلة الابتدائية.

وأوضحت أم خالد أنها صدمت بعد أن أخبرتها ابنتها الكبرى بمحاولات والدها التحرش بها وبشقيقاتها بأساليب وطرق مختلفة، ما اضطرهن إلى الجلوس طوال اليوم داخل غرفهن، تجنبا لتحرشات والدهن.

وأكدت أنها ترفض شكوى طليقها إلى الجهات المختصة، في حين أصبحت أكثر حرصا من ذي قبل على توعية بناتها وأبنائها من والدهم، وحثهم على تجنبه قدر الإمكان، إلى أن تجد حلا للمشكلة.

وتشتكي هناء (مطلقة وموظفة في القطاع الخاص) من تحرش أبناء شقيقها الذين يسمعونها كلاما خارجا عن حدود الأدب، ويتصرفون معها تصرفات لا تليق بكونها عمتهم، في حين اعترفت فتاة أخرى أن والدها قام بالتحرش بها قبل حفل زفافها بأسبوع، ما اضطررها إلى مصارحة زوجها حتى لا يظن بها ظن السوء، بينما هددت طالبة جامعية والدها بأن تشتكيه إلى الشرطة، بعد أن طفح بها الكيل من تصرفاته معها، والتي تخطت حدود الأدب.





سرية التعامل



من جهته، اعتبر المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام أن قضايا التحرش بين الأقارب لا تعد ظاهرة، وفي حال تلقي الشرطة مثل تلك الحالات التي تصنف بالقضايا الأخلاقية، فإنها تعمل على معالجتها بطريقة سرية جدا، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة فيها، وتحويل القضية حال ثبوتها إلى الجهات المختصة.

وأكد العقيد الغنام على التعامل مع القضايا الأخلاقية في حدود ضيقة وبسرية تامة، حفاظا على عدم انتشارها، مراعاة لمشاعر أهل الضحية والضحية نفسها.





لا رقابة



بدوره، أفاد أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور غازي المطيري بأن التحرش الجنسي لم يكن أمرا ظاهرا ومتكررا، ويسجل وقوعا ملحوظا، حتى برزت معطيات إعلامية وفكرية واجتماعية جديدة، ألقت بظلالها على حياة الأسرة المسلمة، فالقنوات الفضائية تبث أفلام الجنس المكشوف في ساعات الذروة، بينما أغاني الكليب المصورة بدأت تأخذ بتلابيب العواطف وخاصة شرائح الشباب.

وأضاف الدكتور غازي: «ارتقى الأمر إلى شيوع أجهزة الاتصال الذكية المطعمة بمختلف البرامج الإباحية دون رقابة أسرية، في وقت تتراجع فيه أدوار التربية والرقابة وتساهل واضح في اللباس، حيث أضحى لباس المرأة أمام محارمها متجاوزا للحد المعقول».





مواجهة الإعلام



وأشار إلى أن كل ذلك أوجد أرضية خصبة لكسر حصون الفطرة وهدم جدرانها، ووقوع ما لم يكن في الحسبان وهو التحرش بالمحارم، وسيتطور حتما إلى الاعتداء المباشر والاغتصاب، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة ومقننة، وفقا لاستراتيجية طويلة الأمد تبدأ بالوعي الأسري، ومواجهة الإعلام بخطوات تشريعية وقانونية، للمحافظة على الفطرة المسلمة من المسخ والتحريف.