انحسار 30 % من مزارع المدينة خلال 10 سنوات

يغطي الزحف العمراني مزارع المدينة المنورة عبر السنوات، فخلال العشر سنوات الماضية غابت 30 % من مزارعها، وسيطرت عليها المناطق السكنية والشوارع، بحسب أقوال المزارعين

يغطي الزحف العمراني مزارع المدينة المنورة عبر السنوات، فخلال العشر سنوات الماضية غابت 30 % من مزارعها، وسيطرت عليها المناطق السكنية والشوارع، بحسب أقوال المزارعين

الأحد - 19 أكتوبر 2014

Sun - 19 Oct 2014



يغطي الزحف العمراني مزارع المدينة المنورة عبر السنوات، فخلال العشر سنوات الماضية غابت 30 % من مزارعها، وسيطرت عليها المناطق السكنية والشوارع، بحسب أقوال المزارعين.





منذ العصر الجاهلي



يؤكد الباحث في معالم المدينة المنورة عزالدين المسكي على أن اكتساب مزارع المدينة أهميتها من تاريخها الذي يعود إلى العصر الجاهلي، ويقول «لم أقف على دراسات حديثة ودقيقة تكشف حجم ما تبقى من الإرث الأخضر في المدينة المنورة مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات، حيث اخترقت تلك المزارع عدد من الشوارع التي جاءت على مساحة واسعة منها، ومن أقدم مزارعها الهجيم، العهن، غرس، عذق، سوالة، الناعمة، والتي ذكرتها عدد من المصادر التاريخية بينها وفاء الوفاء لمؤرخ المدينة السمهودي»تتركز معظم دراسات المسكي حول مزارع المدينة المنورة التاريخية، ومن خلال مجموعة لقاءات مع عدد واسع من المزارعين، اكتشف تضاؤلها إلى ما دون الـ30 % مقارنة بما كانت عليه المدينة قبل 10 سنوات.





ذات نخل



تعد مزارع النخيل مكونة لهوية المدينة عبر التاريخ، ويقول المسكي «عندما أذن الله عز وجل للمصطفى صلى الله عليه وسلم بالهجرة للمدينة المنورة أراه إياها نخلا بين حرتين، مما يدل على أن النخل والحرار من السمات الطبيعية اللازمة لهذه البلدة الطاهرة، كما أن النخل ارتبط بالإنسان المدني منذ أن كانت تسمى يثرب إبان عصر العماليق وما قبله وإلى يومنا هذا».





رمز فرحة



وتتجلى علاقة المدنيين بالنخل في فرحة الأنصار ببواكير نخلهم حين كانوا يحملونه للنبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم بالبركة فيه، وحين كان الطفل الأنصاري يتلمظ التمر في فيه عندما كان يحنكه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ويقول «أبت الأنصار إلا حب التمر» إضافة إلى عدد من الأحاديث.

يوضح المسكي «كل ما يعرفه أبناء المدينة من ثمارها الرطب، وما سواه فهو عندهم محل تعجب واستغراب، ولا يلامون في ذلك فلم يبق من الغطاء النباتي في المدينة إلا ربعه وأقل من ذلك بكثير، وهذا بعد أن أصبح التمر للتفكه والضيافة، وقد كان قوتا وغذاء رئيسيا، وكذلك لنظرة بعض أصحاب المزارع للعائد المادي بين النخلة وأرضها فالبلح في أعلاها لا يجني إلا المئات وثمن أرضها تفوق سعرها بملايين المرات، وقد غابت أيضا ثمار المدينة منها العنب وأشجار الرمان والتين والليمون والنخيل، والورد المديني وعبير الرياحين».



 



«لا بد من الحد من تحويل المزارع لمخططات سكنية، وترميم الأبنية والأسوار الحجرية والطينية لها بالتعاون مع ملاكها، والمحافظة على آبارها وخاصة أن الكثير منها بدأ يردم ليتحول إلى بئر ارتوازية، إضافة إلى إقامة سوق ذي طراز معماري مديني خاص بالتمور تقام فيه المزادات، مع إنشاء متحف وقاعة عرض تبرز تاريخ الزراعة في المدينة والصناعات القائمة عليها، وتمنى من الهيئة العامة للسياحة والآثار أخذ زمام المبادرة في دعم بقاء هذا الإرث وتشجيع المزارعين للمحافظة على ما تبقى من مزارع طيبة خصوصا ما يتركز منها في منطقة قباء وقربان والعوالي جنوب شرق المدينة ومزارعها في الناحية الغربية»



عزالدين المسكي