معلمات لـ "مكة": مصيرنا التعليمي النقل أو الموت

الليث نقص الخدمات وتوقف مشاريع يؤخران التنمية

تهاني خوج - مكة المكرمة

تعاني محافظة الليث من تأخر التنمية فيها من حيث المشاريع الاستثمارية والمرافق الخدمية التي يعاني أهالي المحافظة من قلة بعضها وعدم وجود بعضها الآخر، فيضطرون للذهاب إلى المدن الأخرى الرئيسة لاستكمال إجراءاتهم.

وأشار بعض الأهالي إلى غياب خدمات الجوازات عن المحافظة، ورغبتهم بوجود مكتب للجوازات يقدم لهم الخدمات التي يحتاجون إليها دون الذهاب إلى المدن الكبيرة، وكذلك غياب مرافق وزارة الشؤون الاجتماعية مثل؛ مركز ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز تنمية اجتماعية.

وأضافوا أن معظم النساء يعانين من صعوبة استخراج بطاقة الهوية لعدم وجود قسم نسائي للأحوال المدنية، مما يضطرهن إلى أخذ موعد عبر الموقع الالكتروني للأحوال والذهاب إلى مدينة جدة لاستخراج البطاقة، قائلين إن المعاناة الأصعب عندما تكتب الاستمارة بالطريقة الخاطئة فتلغي موظفة الأحوال أي إجراء، وتجبر المرأة المراجعة على أخذ موعد آخر، مؤكدين أن أغلب الطالبات لا يستطعن دخول اختبارات مركز قياس إلا بوجود بطاقه الهوية الوطنية.

كما تطرق الأهالي إلى غياب الأسواق التجارية والأماكن الترفيهية عن المحافظة، قائلين إنه في بعض المواسم تأتي بعض الشركات لتنظيم مهرجانات ترفيهية، وأحيانا يذهب السكان إلى المدن الكبيرة في الإجازات الصيفية للتسوق والترفيه.

تنمية المحافظة

بالنسبة للمشاريع التنموية في المحافظة، نحن المحافظة الوحيدة التي حصلت على تقارير إيجابية من أفضل التقارير من إمارة منطقة مكة المكرمة عن تطور المحافظة بالمشاريع، حيث شكلت لجان بأمر منها وعلى إثرها صدرت تلك التقارير، أما عن نادي الليث الرياضي فيتوجب سؤال الجهة المعنية وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حيث سلمناهم أرضا لإقامة مشروع النادي عليها ومن المفترض أن تبدأ المشاريع الأساسية في الأشهر المقبلة.

وفيما يتعلق بتأخر افتتاح مشروع مستشفى الليث، فمن الأفضل توجيه السؤال للشؤون الصحية عن أسباب ذلك التأخير.

محمد القباع - محافظ الليث

مشاريع البلدية

هناك مشاريع سيبدأ تنفيذها وأخرى تحت التنفيذ، من أهمها إنشاء متنزه عام بالمحافظة بمساحة 110 آلاف متر مربع، كما توجد مشاريع تهتم بمداخل المحافظة، وتطوير الميقات، وتحسين الواجهة البحرية شمال محطة التحلية ودرء أخطار السيول للقرى، وسفلتة مخططات المنح، ومشاريع أخرى سنبدأ في تنفيذها حين تتم ترسيتها.

المهندس عماد الصبحي - مدير بلدية محافظة الليث

القناة الملوثة

هناك قناة مائية ملوثة تتبع لشركة تعمل في استزراع الروبيان، وهذه القناة ممتدة من شمال الليث بنحو 70 كلم وتصب في القناة القريبة من شواطئ المحافظة، حيث تحمل مخلفات الشركة وجميعها مواد سامة وملوثة تضر بصحة الأسماك والبيئة والبشر، وعلى إثرها شكلت عدة لجان من جهات حكومية وصدرت توجيهات وزير الشؤون البلدية والقروية قبل 3 أعوام بنقل القناة من موقعها الحالي إلى داخل الشركة، إلا أن الشركة تماطل إلى الآن في تنفيذ القرارات، وذلك بالرغم من تأكيد هيئة الأرصاد وحماية البيئة على وجود تلوث في القناة، وثبوت خطورتها.

سعيد آل سليمان - عمدة الحي الغربي بالليث

69 مشروعا

وكانت مشاريع قطاع البلديات التي وجه أمير منطقة مكة المكرمة السابق خالد الفيصل قبل نحو عام بالبدء بتنفيذها في المحافظة ومراكزها، بلغت 69 مشروعا، تنفذها 4 بلديات، هي محافظة الليث ومراكز أضم والشواق وغميقة، بقيمة إجمالية 260.5 مليون ريال، منها خمسة مشاريع منفذة بقيمة 14.3 مليون ريال، بينما كان للمشاريع تحت التنفيذ النصيب الأوفر، حيث بلغ عددها 13 مشروعا بتكلفة إجمالية قدرت بنحو 66.9 مليون ريال، فيما اعتمدت 7 مشاريع في ميزانية العام الماضي بقيمة 24.5 مليون ريال، وتنوعت تلك المشاريع بين صحية وتعليمية ومشاريع صرف صحي وطرقات وكهرباء.

المخدرات موجودة

توقفت “مكة” عند مبنى مركز مكافحة المخدرات بالليث، وكان أمامه عدد كبير من السيارات بالرغم من أن المحافظة تعدّ صغيرة نوعا ما، وعند السؤال عما إذا كان هناك قضايا للمخدرات، أجاب عمدة الحي الغربي بالمحافظة سعيد آل بن سليمان، قائلا “يوجد مروجون للمخدرات لكن القضايا بنسبة قليلة”.

لكن أحد المسؤولين في المركز أشار إلى أن تجار المخدرات يكونون في الطرقات وبالقرب من محطات الوقود، ويذهب إليهم الراغبون بالشراء.

المقبرة مجمع للنفايات

أحد سكان المحافظة ويدعى أحمد الغامدي، قال إن المقبرة المسورة الموجودة أمام جامعة أم القرى فرع الليث، أصبحت مجمعا للنفايات وموقعا لرمي بقايا الأشجار دون أي اهتمام أو نظافة، وبعض مداخلها يحتاج إلى إصلاح، وبعضها الآخر شوهه مراهقون بكتابات لا تليق.

توقف مشروع المستشفى

أكد عمدة الحي الغربي بالليث سعيد آل سليمان أن سعة مستشفى الليث العام لا تتجاوز 70 سريرا، وهو يخدم نحو 128 ألف مواطن من سكان المحافظة، وهذا المستشفى الذي أنشئ في 1417 لا يتعدى كونه مجرد مركز صحي ورعاية أولية، لأنه عند استقباله حالات طارئة تنقل إلى مستشفى النور بمكة المكرمة أو مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، كما ينقصه تخصصات كثيرة يرغب أهالي المحافظة بوجودها مثل اختصاصية نساء وولادة أو عيون.

وأضاف أنه في 1427 بدأ العمل بمشروع إنشاء مستشفى تابع للمحافظة، إلا أن المشروع توقف ولم يستكمل منذ ذلك التاريخ، وأخذ إقرار من المجلس المحلي ببناء المستشفى، ورفع الإقرار في حينه إلى مجلس المنطقة، وأحيل بعد ذلك لوزارة الصحة للموافقه عليه، ثم تحفظت الوزارة عليه، واضطرت المحافظة إلى مخاطبة إمارة منطقة مكة المكرمة.

الحوادث المرورية

قبل 8 سنوات كان معدل الحوادث كبيراً ومعدل الحركة بالطريق ذهابا وإيابا عال، حيث كان الطريق يربط محافظة جدة مرورا بالليث والقنفذة ومحافظة اضم وصولا إلى جازان فيكثر في جنبات الطريق المارون والشاحنات الكبرى وباصات المعلمات، بالإضافة إلى أن المنطقة تواجه عواصف رملية باستمرار، مما رفع معدل الحوادث والوفيات وزيادة أعداد الحالات في المستشفى بشكل كبير، وقد تم التوجيه في وقت سابق بإنشاء طريق سريع للتخفيف من كثرة الحوادث.

ميناء ومطار

أمير منطقة مكة المكرمة السابق وجه بإنشاء مطار لخدمة محافظات الساحل، وكذلك ميناء، وشرعت المؤسسة العامة للموانئ في أولى خطوات تنفيذ ميناء الليث بتسوير موقعه قرب قرية الحفار على ساحل البحر الأحمر والبالغة مساحته 43 مليون متر مربع، كما طرحت الإمارة العديد من المشاريع الساحلية وأجرت ورش عمل بحضور عدد من المستثمرين لتطوير المحافظة خلال الخمس سنوات المقبلة.

إهمال النادي

نادي الليث الرياضي أنشئ قبل 31 عاما، وكان مجهزا بأحدث الأجهزة الرياضية واستقطب شباب المحافظة لتنظيم مباريات بكرة القدم، ولكن مع الإهمال الملحوظ لم يعد النادي يستقطب إلا القليل من الشباب لممارسة الرياضة، وأكد أحد المسؤولين بالنادي أنهم موعودون بإنشاء ناد رياضي متكامل وملعب لكرة القدم بدلا من الذهاب إلى ملعب الشرائع بمكة المكرمة لإقامة دوري الأندية الرياضية هناك.

البحر وصيد الأسماك

وفي الجانب البحري والسياحي، ومع وجود البحر الأحمر، تمرس أغلب سكان محافظة الليث على صيد الأسماك، حيث تستخرج يوميا أسماك من أفضل الأنواع، ويذهب منها نحو %70 إلى جدة لتباع هناك.

ومع وجود جبل الليث داخل البحر، يستقل الراغبون بزيارته، قوارب بحرية للذهاب والاستمتاع بالشواطئ الذهبية في ذلك الموقع.

معاناة المعلمات

مجموعة معلمات في مدارس المحافظة، توجهن بعد انتهاء الدوام المدرسي عبر حافلة صغيرة إلى جدة حيث توجد منازلهن، واشتكين من المعاناه التي يجدنها أثناء ذهابهن وإيابهن يوميا إلى عملهن، وقلن: “إن مصيرنا التعليمي بين الموت أو النقل”.

المراكز التعليمية

مدير مجمع مدارس بالمحافظة، منصور مرده، قال إنه أنشئ نحو 260 مركزا تعليميا في المحافظة في الآونة الأخيرة، وفرع لجامعة أم القرى، ويوجد به 6 كليات تضم 9 تخصصات بنين وبنات، منها اللغة العربية والدراسات الإسلامية والعلوم التطبيقية وكلية الهندسة وكلية العلوم الحاسب الآلي والكلية الصحية، وهذه السنة الأولى للكليات الصحية للبنات، فبحكم العادات والتقاليد تم تجاوز منع الفتيات من التعليم في القطاع الصحي، وأصبح معظم العاملين بمستشفى الليث العام من بنات المحافظة.

تشويه الواجهة

المواطن فهد شاكر، قال إنه على مداخل المحافظة تكثر محلات إصلاح المركبات وقطع الغيار بطريقة عشوائية ومهملة، وتحتاج إلى اهتمام من قبل البلدية لإبعادها عن أعين زوار المحافظة أو سكانها، فلماذا لا يخصص موقع معين لجميع هذه المحلات والورش، وإبعادها عن مداخل ومخارج المحافظة، حتى تكون واجهتها بصورة أفضل.