النية الحسنة تخدم راعيها (3)
في نطاق تحرير الألفاظ كتبت عدة مقالات، بغرض توضيح الحقائق والرد على ما يرمي به البعض أناساً أبرياء، إما لسوء حظ أو فهم أو لهدف شخصي. وعن سوء الفهم شكا الإمام الشافعي (رحمه الله) إلى معلمه وكيع سوء حفظه قائلاً:
في نطاق تحرير الألفاظ كتبت عدة مقالات، بغرض توضيح الحقائق والرد على ما يرمي به البعض أناساً أبرياء، إما لسوء حظ أو فهم أو لهدف شخصي. وعن سوء الفهم شكا الإمام الشافعي (رحمه الله) إلى معلمه وكيع سوء حفظه قائلاً:
الأحد - 12 أكتوبر 2014
Sun - 12 Oct 2014
في نطاق تحرير الألفاظ كتبت عدة مقالات، بغرض توضيح الحقائق والرد على ما يرمي به البعض أناساً أبرياء، إما لسوء حظ أو فهم أو لهدف شخصي. وعن سوء الفهم شكا الإمام الشافعي (رحمه الله) إلى معلمه وكيع سوء حفظه قائلاً:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي
وكم اختلفت مع أولادي (حفظهم الله) في حالات عن الرد على من لا همَّ لهم سوى شن هجمات عليَّ والله أعلم بنواياهم فيها.
كما أدرك بأن لكل شيء محبا وكارها، وأعلم أن المثمرة من الشجر، هي وحدها من ترمى بالحجر. ولكني كنت أقول لأولادي الأحبة وما زلت: إن الصمت أحياناً من ذهب ولكنه أحياناً نار تشعل الحطب.
وإذا ما تركت الساحة خالية يرمح فيها خيل الافتراء والكذب، فإن ذلك قد يسهم في نشر الأباطيل، ورسوخ الخاطئ من الأقاويل، ولذا تناولت في لقاء ماض توضيح ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي لدى البعض ممن جادل بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين.
ما ورد في ردي على ما تعتزم الحكومة (يرعاها الله) من فرض رسوم على الأراضي البيضاء، حتى وإن كانت ممنوحة من قبل ولي الأمر، لنفر من الناس لم يحسنوا استثمارها وتركوها فارغة مهباً للرياح والغبار، ومعطلة لمنظومة التطور والازدهار، وتتقاطع عند أطرافها خطوط التنمية للبنية التحتية، أوضحت خلاله أن محمد بن عبدالله النبي الحبيب، صلى الله عليه وسلم، كان قد منح سيدنا بلال بن رباح، رضي الله عنه، أرضاً.. وحين وُلي الفاروق، رضي الله عنه، أمر المسلمين ..كانت الأرض الممنوحة لبلال على حالها.. فطلب سيدنا عمر من سيدنا بلال أن يأخذ من الأرض التي منحها له الحبيب، عليه السلام، ما يقدر على استغلاله وإحيائه.. وأن يعيد الباقي لبيت مال المسلمين .. ذلك أن إعمار الأرض هو أحد أهم العبادات التي خلق الله له الإنس والجان.. وهو سبحانه الذي أنشأنا من الأرض واستعمرنا فيها.. والاستعمار بمعناه الأساس هو العمارة وليس كما يفهم البعض تلك الممارسة الظالمة التي مارسها المستعمرون على أرض العرب والإسلام .. ومن هنا كنت قد بدأت هذه السلسلة من مقالات تحرير الألفاظ.
وكما وعدت في لقاء سابق بالحديث عن ساهر وما يتوالى من اتهامات لي في هذا الشأن أقول وبالله التوفيق:
إن ساهر مشروع حكومي -يا جماعة الخير- وما أنا إلا مقاول وطني من ضمن ثلاثة.. وفي هذا المشروع طالني الاتهام بأنني محتكر.. تماماً كما حدث في مسألة الأحداث الرياضية والذي أوضحته في لقاء سابق، واتهمت بأني أضر بالناس، وخرجت بعض الفتاوى لتقول: إن الغرامة على التأخير حرام.. وذلك رغم التوضيحات العديدة التي تبين الحقيقة في هذا الموضوع.. لكن المسألة قد تكون في معظمها لا تتعدى عدم محبة لصالح كامل.
ولن أقول كرهاً أو حقداً أو ضغينة.. وهكذا إذا ما أسرعت سيارة في المنطقة الشرقية وكسر قائدها حاجز السرعة المفروضة من قبل إدارات المرور حُملت وحدي ذلك اللوم يا ربي..، وكذلك الحال إن حدث الأمر في العاصمة أو في منطقة القصيم.. حيث لا ناقة لي ولا جمل هناك أو هنالك.. والحقيقة التي تم إيضاحها كثيراً أنها مناطق مملوكة حقوقها للحكومة.
وكم تمنيت على الناس أن يستبدلوا لومهم بالشكر لله أولاً.. ثم لدولة تحرص أجهزتها المختصة على الحفاظ على أرواح الناس عامة وقائدي المركبات خاصة والذين هم في غالبيتهم من الشباب.. فلذة الأكباد.. وشموع المستقبل.
فالدولة ممثلة في أجهزة المرور والسلامة جعلت الآباء أكثر اهتماماً حين جعلتهم على تواصل دائم بمخالفات أولادهم.. حين لم يتمكن الأبناء من إخفاء مخالفاتهم المرورية، فإن النظام المتكامل الذي وفرته الدولة الكريمة من متابعة هذه المخالفات في منافذ أخرى لا يمكن للمخالفين المرور منها دون غرامة.. تدفع.. وانتباه يزيدُ ويرفع.. ولو رجع المنتقدون لهذا النظام الوقائي الساهر، لوجدوا أن نسبة الحوادث تنخفض بفضل الله أولاً.. ثم بفضل القاعدة القرآنية التي تؤكد.. أنه يزعُ بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.. وأن المبدأ هو عدم إلقاء الناس بأنفسهم في التهلكة.
وأعود إلى مسألة النية الطيبة التي تخدم راعيها.. لأقول: وقد تعودت بفضل الله أن أقول الحق مهما كانت العواقب، ذلك أنني لا أطلب أبداً رضا الناس فهو غاية لا تدرك ولكن طلبه من الله أجدى، فرضاه سبحانه كفيلٌ بإرضاء الناس عنك حتى وإن لم تكن باحثاً عن هذا الرضا في الأساس.
ولقد شاءت إرادة الله ومن منطلق نيتي الحسنة.. واعتماد قول الحق.. وعدم التراجع عنه مهما تعددت الهجمات.. وتكرر السلبي من التعليقات.. أن حدث وفي الليلة التالية مباشرة لهجوم البعض عليَّ أن كنت في القاهرة.. متحدثاً رئيساً في جلسة الافتتاح.. لمؤتمر مستقبل مصر الاقتصادي وألقيت خطاباً أمام دولة رئيس وزراء مصر ولفيف من الوزراء وما يزيد على الألف من المفكرين والعلماء وأصحاب الأعمال والشباب.. وتحدثت من القلب بعفوية وحسن نية.. منحياً الخطاب المكتوب جانباً.. وقد طلبت من أمانة المؤتمر توزيعه لمن يشاؤونه مكتوباً.. وقد أتى الاثنان أكلهما.. فكان للكلمة المكتوبة مريدها.. وكان للكلمة المرتجلة سامعوها.. وتناولت المواقع الالكترونية بتوفيق الله.. كلمتي، وغمرني الإخوة المصريون بمشاعر حب وتقدير، أرادها الله تعويضاً مباشراً نالني من بعض الإخوة في الليلة السابقة.. سامحهم الله.. وغفر لي ولهم..
وربما أتناول في لقاء قادم بحول الله.. بعضاً مما ورد في خطابي وكلمتي في مؤتمر أخبار اليوم.. للمزيد من الاستدلال على أن.. النية الطيبة تخدم راعيها.