كلام السعة
كلام السعة هو تلك الكلمات التي يقولها من يقف على رخام بارد وهو يستغرب من الطريقة التي يمشي بها أحدهم حافيا على طريق فُرشت شوكا وجمرا ..
كلام السعة هو تلك الكلمات التي يقولها من يقف على رخام بارد وهو يستغرب من الطريقة التي يمشي بها أحدهم حافيا على طريق فُرشت شوكا وجمرا ..
الاثنين - 06 أكتوبر 2014
Mon - 06 Oct 2014
كلام السعة هو تلك الكلمات التي يقولها من يقف على رخام بارد وهو يستغرب من الطريقة التي يمشي بها أحدهم حافيا على طريق فُرشت شوكا وجمرا ..
هي تلك الكلمات التي يستخدمها وهو يسأل: لماذا يمشي بهذه الطريقة الغبية المضحكة؟ ما الذي يدفعه لأن يقفز بهذه الطريقة فالأمر لا يستحق؟!
وكلام السعة هو الكلام الذي يقوله المسؤولون المترفون حين يتحدثون عن مشاكل الناس، عن الحلول التي ستأتي بعد سنوات، وعن الحلول التي سينظر فيها، وعن اللجان التي تتشكل، وعن كل ما له علاقة بالتسويف والتأخير والنسيان..
صحيح أن المسؤولين هم أكثر البشر استخداما لـ»كلام السعة«، لكنهم ليسوا وحدهم من يفعل ذلك.
نستخدم ذات الأسلوب حين نتحدث عن مآسي الآخرين، ننصح ونقدم الاقتراحات ونستغرب من استعجالهم للنتائج، وننصحهم بالتروي والصبر، ثم ننسى كل ذلك بمجرد أن يشغلنا أي أمر حتى لو كان البحث عن الريموت كنترول!
الصحف، والتلفزيونات والخطب ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بأحاديث السعة، وبالتعاطف مع الكلمات التي تقال لمجرد أن الصمت ثقيل ولا يطاق أحيانا، حتى الكلمات الجميلة التي تقال في السعة تشبه العطر الرديء الذي تزول رائحته قبل أن يجف!
ثم أما بعد:
فليس كل الكلام »كلام سعة«، فالكلمات التي يقولها من يمشي على الجمر أو الشوك وهو يصرخ ويتألم هي كلام حقيقي، يقوله وهو يعرف تماما ما الذي يشعر به وكيف يعبر عنه!