الرسم يخفض السلوك العدواني لطلاب المدارس
دعت دراسة تربوية حديثة إلى ضرورة الاهتمام بمادة التربية الفنية، واستخدامها كوسيلة تنفيسية للطالب، كونها تعمل على تخفيض العدوان والاضطرابات السلوكية، وعلاج جميع أشكال العدوان بين طلاب المدارس
دعت دراسة تربوية حديثة إلى ضرورة الاهتمام بمادة التربية الفنية، واستخدامها كوسيلة تنفيسية للطالب، كونها تعمل على تخفيض العدوان والاضطرابات السلوكية، وعلاج جميع أشكال العدوان بين طلاب المدارس
السبت - 04 أكتوبر 2014
Sat - 04 Oct 2014
دعت دراسة تربوية حديثة إلى ضرورة الاهتمام بمادة التربية الفنية، واستخدامها كوسيلة تنفيسية للطالب، كونها تعمل على تخفيض العدوان والاضطرابات السلوكية، وعلاج جميع أشكال العدوان بين طلاب المدارس.
برنامج علاجي
وطالبت الدراسة التي أعدها محمد لافي الغامدي كبحث تخرج لمرحلة الماجستير في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بتوجيه نظر المربين والمرشدين إلى أهمية استخدام الرسم لتخفيض العدوان والاضطرابات السلوكية للطالب، من خلال الاهتمام بحصص التربية الفنية داخل المدارس.
وركز الباحث الغامدي خلال دراسته على ضرورة إيجاد برنامج علاجي للعدوان والاضطرابات السلوكية بين الطلاب، باعتباره محدودا جدا في المجتمع المحلي، مقارنة بالدول الغربية التي خطت خطوات جديدة في هذا المجال، وأنشأت أبحاثا تؤيد هذه النظرية.
انخفاض العدوان
وطبقت الدراسة البرنامج العلاجي على 100 طالب من مدارس جدة، لإجراء التجانس بينهم، كما استخدمت البرنامج العلاجي القائم على الرسم لخفض السلوك العدواني، إذ أظهرت النتائج انخفاضا في مستوى السلوك العدواني بعد تطبيق البرنامج العلاجي، مما يؤكد فعالية البرنامج العلاجي القائم على الرسم المستخدمة أدواته من قبل الباحث.
وأوضح الغامدي لـ»مكة» أن الرسم يسمح للطالب بالتعبيرعن مشاعره بصورة ملموسة ومحسوسة، إذ يعجز أحيانا عن التعبير عن انفعالاته لفظيا، فيعبر عنها من خلال أنشطة مختلفة، وخلال الجلسات يلاحظ أن التلاميذ اكتسبوا مهارات تحديد مفاهيم الألوان وتأثيراتها النفسية على الشخصية، وتمييز الفرق بين حالة الغضب والانفعال، وبين الراحة والهدوء، وما يعكسه ذلك على رسوماتهم.
وسيلة صادقة
وقال إن الرسم يعد وسيلة صادقة في كشف ما يدور داخل الطفل من تفاعلات نفسية وفكرية، كما يعتبر الرسم وسيلة للعلاج، حيث يتضح قدرته على تحرير النفس الداخلية من العوائق وتحطيم الأقنعة وتجنب الدفاع الذاتي، إضافة إلى تقليل التوترات، وإيجاد جو من الاسترخاء، مع إكساب الفرد قوة تعويضية لإشباع الذات.
وأضاف: «يمكن أن نقرر وجود عدد غير محدد من العوامل النفسية غير العقلية تدخل بصورة أو بأخرى في رسم الطفل سواء في اهتمامه بالتفصيل من عدمه، أو شغفه بالرسم ومقداره، أو دوافعه للرسم أو مشكلاته الانفعالية ومقدار توافقه الاجتماعي، وبالمثل صراعاته واحتياجاته ورغباته الدفينة».
ندرة البحوث
وأشار الغامدي إلى أن الدراسة تهدف إلى إعداد برنامج علاجي قائم على الرسم لخفض السلوك العدواني لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، والتعرف على الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في السلوك العدواني بعد تطبيق البرنامج العلاجي، والتعرف على الفروق في السلوك العدواني لدى المجوعة التجريبية قبل وبعد تقديم البرنامج العلاجي، مرجعا تركيز الدراسة على موضوع الرسم تحديدا، إلى ندرة البحوث في السعودية التي تناولته، ومدى أهميته في علاج بعض الاضطرابات السلوكية والانفعالية لدى الأطفال كالسلوك العدواني.
وتابع: «تطور رسومات الأطفال تحكمه عوامل عدة، أهمها التآزر الحركي البصري، ثم التحكم بالقلم، وبعد ذلك الانتقال إلى عمل خطوط متعرجة وعشوائية، إلى أن يصل لرسم تفاصيل الإنسان ثم التكوينات الأخرى مثل المربعات والدوائر والتكوينات الأخرى، كالأشجار والبيت والمكونات المحيطة به.
وعند وجود أي شذوذ في رسومات الطفل خلال هذه المراحل فإنه يدل على وجود مشكلة لدى تكوينات الطفل بحسب مرحلته العمرية».
تقليل الشعور بالذنب
وأكد أن العلاج بالرسم يساعد على تقوية (الأنا) لدى الطالب من خلال تحرير الطاقة النفسية التي سبق استنفادها في عملية الكبت، والتنفيس عن هذه المكبوتات في العمل الفني، وعودة الطاقة النفسية مرة أخرى إلى الأنا، مع تقديم خبرة تنفيسية من خلال استخدام الرسم كلغة تعبيرية لها مفرداتها الشكلية واللونية في التعبير عن المشاعر والخبرات الداخلية، وتقليل الشعور بالذنب، إضافة إلى تنمية القدرة على التكامل والتواصل مع الآخرين والمجتمع.
5 أسس
وحول الأسس التي يستند إليها العلاج بالرسم، أشار الغامدي إلى وجود خمسة أسس يعتمد عليها العلاج، وهي أن المشاعر والأفكار اللاشعورية يسهل التعبير عنها تلقائيا في صور أكثر مما يعبر عنها في كلمات، وأن إسقاط الفرد لصراعاته الداخلية في صورة بصرية لا يحتاج إلى مهارة أو تدريب فني، وأن التعبير الفني المنتج في العلاج بالفن يجسد المواد اللاشعورية مثل الأحلام والصراعات والذكريات الطفولية والمخاوف، كما يعمل إسقاط الصراعات والمخاوف الداخلية في صورة بصرية على بلورتها في شكل ملموس ثابت يقاوم النسيان، إضافة إلى أن شرح المريض لإنتاجه الفني لفظيا يؤدي إلى التداعي الحر حول إسقاطاته الفنية، مما يزيد قدرته على التعبير اللفظي.
أنواع السلوك العدواني
1 - السلوك العدواني المباشر: ويقصد به إيقاع الأذى أو الضرر بالآخرين أو بالذات، ويتم التعبير عنه بطريقة مباشرة وواضحة.
2 - السلوك العدواني اللفظي: ويقصد به الاستجابة اللفظية التي تحمل الإيذاء النفسي والاجتماعي للفرد أو للمجموعة وجرح مشاعرهم أو التهكم بسخرية منهم.
3 - السلوك العدواني غير المباشر: ويقصد به سلوك عدواني يعبر عنه بطريقة إسقاطية على الذات أو الآخرين، ويتضمن مسالك المخادعة والكره والوقيعة.
10 جلسات للبرنامج العلاجي القائم على الرسم  الجلسة الافتتاحية.
- تعالوا نرسم معا.
- سلوكك هو عنوانك.
- لا ...تغضب.
- اكتشف شخصيتك من رسمك.
- الألوان وتأثيراتها النفسية.
- ارسم ما تريد، أنت حر.
- ارسم وانطلق.
- هيا ننطلق لنحقق ما نحلم به.
- الجلسة الختامية.