نظرية الساندويتش في الإدارة

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

السلم الإداري يتكون من عدة مستويات إدارية (عليا ووسطى ودنيا أو تشغيلية) تختلف في حجمها حسب أهداف ونشاط المؤسسة. أول سلم إداري متصل مباشرة مع العمل اليومي هو سلم الإدارة الدنيا (Frontline Management)

من يقوم بهذا الدور يختلف مسماه ما بين المشرف، أو قائد الفريق، أو رئيس الوحدة، مسؤوليته الأساسية هي الربط بين الإدارة والموظفين التقنيين الذين يؤدون الأعمال وينفذون استراتيجيات المؤسسة بشكل عام، هو وقع في المنتصف بين الإدارة والموظفين.

ما علاقة هذا الدور الإداري بما أسميه «نظرية الساندويتش».

كلمة الساندويتش أو الشطيرة، وفقا للمعاجم العربية، هي خبزة تشق من وسطها ويوضع فيها الغموس أو الإدام (مثل اللحوم، زبدة الفول السوداني، إلخ). هذه المفردة تحاكي تماما مهمة الإدارة الدنيا داخل المؤسسات.

الساندويتش يكون عادة أكثر قبولا من غيره لدى الناس حسب نوعية ولذة ما يحتويه من حشوة، حتى ولو كانت الوصفة واحدة. وفقا لهذه الحقيقة، نقول إن الساندويتش يكون جيدا طالما كانت حشوته ممتازة. هذا المفهوم يمكن إسقاطه على الأشخاص القائمين على الإدارة الدنيا. هم يمثلون الحشوة، أما شطرا الخبزة فيمثلهما الإدارة الوسطى والموظفون المنفذون للأعمال والمهمات التشغيلية. هذا دور مهم للغاية يتطلب مهارات وكفاءات معينة لمد جسور الاتصال بين الاستراتيجيات والمهمات التنفيذية.

علم الإدارة الدنيا علم حديث في طور البناء والتشكيل وكذلك الانتشار. أرى أن الموهبة تلعب دورا قويا في إجادته. فيما يلي بعض النصائح التي تساعد للقيام بمتطلبات هذا الدور المهم في تشكيل المسار الإداري المستقبلي لصاحبه:

• استمع أكثر عندما يأتي مرؤوسك إلى مكتبك، الموظف أتى ليقول شيئا، وليس للحصول على المشورة.

• تحدث أكثر إذا خطوت إلى مكتب مرؤوسك، هناك قم بواجبك في التوجيه والتدريب.

• افعل العكس تماما لما سبق ذكره في حالة تعاملك مع رئيسك المباشر، المدراء يريدون نتائج، وليس تفاصيل.

• انشر روح الفريق مع المحافظة على ديمومة المنافسة، تبادل المعلومات مع فريقك، كن شفافا معهم، ارعهم واهتم بأحوالهم، لا مانع أن تدخل في تفاصيل عند الحاجة.

• ادعم إدارتك من خلال البقاء على اتصال مع أحدث استراتيجيات وتوجهات الإدارة، كن متواجدا عندما يحتاجونك.

• أنشئ طريقتك الخاصة لتسليط الضوء على منجزات ومكتسبات فريقك، تأكد من أن تجعل فريقك يشعر بالتقدير والامتنان.

• ابدأ بالعمل على نقاط القوة لدى الناس، حتى يفهموا طريقتك في الإدارة. ومن ثم، من خلال التدريب المناسب، يمكنك معالجة نقاط الضعف ومساعدتهم على تحسين أدائهم بعد أن تكتسب ثقتهم.

• حافظ على الثقة المتبادلة والعلاقات المهنية الاحترافية بينك وبين رؤسائك ومرؤوسيك. الثقة تكتسب من خلال تحقيق النتائج الملموسة وليس بالوعود.

ختاما، ينبغي على أي قائد في الإدارة الدنيا، الاستفادة الكاملة من كونه «ساندويتش» في هذه المرحلة من مسيرته المهنية. هنا تتاح له فرص كثيرة من خلال الاحتكاك والتعامل مع أناس متنوعين، سواء في الجنسيات والثقافات والعمر والكفاءات أو حتى المستوى الوظيفي.