خطبة السديس

خطبة يوم الجمعة 24/11/1435 هـ التي ألقاها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس بالمسجد الحرام، كانت خطبة حضارية بالمعنى الحقيقي لكلمة رقي وتحضر، فهي تعد نقلة نوعية للخطاب الديني السعودي العصري، المتسم بالتسامح والوسطية والاعتدال والشفافية

خطبة يوم الجمعة 24/11/1435 هـ التي ألقاها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس بالمسجد الحرام، كانت خطبة حضارية بالمعنى الحقيقي لكلمة رقي وتحضر، فهي تعد نقلة نوعية للخطاب الديني السعودي العصري، المتسم بالتسامح والوسطية والاعتدال والشفافية

الاثنين - 22 سبتمبر 2014

Mon - 22 Sep 2014



خطبة يوم الجمعة 24/11/1435 هـ التي ألقاها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس بالمسجد الحرام، كانت خطبة حضارية بالمعنى الحقيقي لكلمة رقي وتحضر، فهي تعد نقلة نوعية للخطاب الديني السعودي العصري، المتسم بالتسامح والوسطية والاعتدال والشفافية.

وفعلا أكد الشيخ السديس أنه طرد الكسل، وتخلى عن الصمت الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين فكانت الخطبة شاملة لكثير من القضايا الجوهرية التي تشغل بال الأمة العربية والإسلامية، فتحدث عن الفرق الضالة والطوائف المتناحرة، والجماعات الإرهابية التكفيرية، وتطرق للقضية التي شغلت بال العالم الإسلامي وهي إخراج حجرات النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي الشريف.

وأكد أن هذه الدولة الإسلامية لا تقبل المساس بمقدساتها ولا الاقتراب من الثوابت، وأكد أن هذا الفكر لا يمثل توجه السعودية.

وهاجم الشائعات والذين يروجونها للنيل من تماسك الأمة.

مثل هذه الخطب الدينية الواعية تزرع في الناس الصلابة الفكرية الممزوجة بالمثل والقيم الإسلامية العليا.

ترجمت الخطبة الواقع الاجتماعي والسياسي بفكر إصلاحي جيد عبر ركائز إنسانية خاطبت كل شرائح المجتمع الإسلامي.

المواطن أصبح واعيا ومدركا لخطورة نهج وطرق وسلوكيات أهل مربعات الجهاد والتكفير والتطرف والتشدد.

لا بد أن يتغير ويتطور الخطاب الديني السعودي ليوافق التمنيات والتطلعات المشروعة.

لا بد من تحرير العقول التكفيرية من العبودية الشمولية ومن الفكر التكفيري والجهادي والمتطرف.

حمدت الله أنني توفقت باتصالاتي مع معالي الشيخ السديس فيما يخص بحث إخراج حجرات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي، وطلبت منه إصدار بيان توضيحي يؤكد أن هذا البحث لا يمثل فكر دولتنا الإسلامية، وفي هذه الخطبة الرائعة كان السديس صريحا وجريئا حين قال إن المملكة العربية السعودية ترفض هذه الأفكار.

ونفى عن الدولة أية علاقة بهذا البحث.

وأؤكد أن كلامه قد أراح الأمة العربية والإسلامية.

إن هذا الحراك المنبري لا بد أن ينمو شيئا فشيئا لزعزعة ركام التوجهات الفكرية التكفيرية والجهادية الخانقة للمجتمعات، وليكون مشجعا لجميع خطباء المساجد ببلادنا على تحمل مسؤوليتهم التاريخية تجاه تعنت وتصلب مواقف أهل التكفير والتضليل.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.