المسفلة.. مركزية جديدة وخلية نحل بـ600 عمارة

600 عمارة سكنية يعج بها حي المسفلة بمكة المكرمة، حولته إلى خلية نحل لا تهدأ ليلا ولا نهارا، وهي العمائر المصرحة لإسكان الحجاج والمعتمرين، كما صنف الحي منذ ستة أشهر تقريبا كمنطقة مركزية

ويحتل حي المسفلة مكانة تاريخية وحضارية بين أحياء مكة جعلته من أهم المناطق والأحياء المكية القديمة، وكان سكانه من بين أقدم وأعرق شخصيات مكة المكرمة على مر التاريخ، أسهم في ذلك قربه من بيت الله الحرام، إضافة إلى وجود بعض أقدم الأسواق التاريخية المكية فيه «سوق المنشية للخضار والفواكه» الذي يعد أقدم سوق في مكة للخضار على الإطلاق، ويشهد إقبالا وتوافدا من المتسوقين إلى يومنا هذا حتى بعد إزالة أكثر محلاته التي لم يبق منها إلا النزر اليسير

يقول رئيس خدمة العملاء ببلدية المسفلة وليد مليباري إن حي المسفلة من أقدم أحياء مكة المكرمة وأشهرها يضم دحلة الرشد ودحلة الولايا ودحلة أبوطنبجة والكونكارية والكدوة ويمتد من شارع إبراهيم الخليل إلى كوبري النكاسة، إضافة إلى أن عمد هذه المنطقة لم يتغيروا منذ أمد بعيد، ما أسهم في معرفتهم بدقة بكل مظاهر المنطقة وكواليسها واحتياجاتها

ويضيف مليباري أن المسفلة صنف منذ ستة أشهر تقريبا كمنطقة مركزية تتميز عن غيرها بكونها خلية نحل لا تهدأ ليلا ولا نهارا، حيث تضم أكثر من 600 عمارة مصرحة لإسكان الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى أعداد أخرى قيد الإجراء لاستخراج التصاريح، كما يوجد فيها 3450 محلا تجاريا تراعي حاجة الزوار والمعتمرين إضافة إلى رغباتهم من الهدايا كالسجادات والسبح وماء زمزم وصور الحرمين وغيرها، كما أن هناك أكثر من 2600 من المحلات الغذائية بنفس المنطقة تشمل المطاعم والبوفيهات ومحلات الأكلات الشعبية والوجبات الخفيفة التي تستقطب الزوار والمعتمرين في أوقات مختلفة بتشكيلات غذائية متنوعة

وأكد مليباري أن المنطقة الممتدة من الحرم المكي الشريف إلى كوبري المسفلة ستشملها الإزالة خلال الفترة القادمة ما يكون سببا مباشرا في ارتباط حي المسفلة بالحرم المكي الشريف أكثر من قبل، لافتا إلى أن تلك الإزالات ستسهم في تقليص الفترة الزمنية التي يستغرقها المعتمرون خلال ذهابهم وعودتهم من الحرم

ويشير مليباري إلى أن أغلب الزوار يذهبون من المسفلة إلى الحرم ويعودون على أرجلهم معتبرين المسفلة والحرم جزءا لا يتجزأ مستمتعين على مر الطريق بالسير في أفواج لا تنقطع، إضافة إلى شرائهم بعض الهدايا البسيطة من الأسواق التي يمرون بها

ولفت مليباري إلى أن بلدية المسفلة وفرت مواقف خاصة للزوار والمعتمرين دون مقابل مالي لضمان سلامة سياراتهم من أي تلف خلال أداء شعائرهم

وقال محمد قارئ القادم من الجزائر نحمد الله على هذه النعمة التي متعنا بها، ووفر لنا هذا المكان الذي نستطيع التنقل منه بيسر وسهولة على أرجلنا دون الحاجة للجوء إلى سيارات الأجرة أو الحافلات، مضيفا أن المسافة بين الحرم ومقر إقامته في المسفلة لا تحتاج إلى استخدام وسائل النقل إلا من باب الترفيه

وفي السياق ذاته يؤكد برهان أشرف من ماليزيا أنه وجد حي المسفلة أفضل الأحياء توفيرا للخدمات وقربا من الحرم، إضافة إلى قرب مواقف السيارات للتنقل أيضا إلى المزارات والمشاعر والأسواق الخارجية

ومن جانبه، يوضح المواطن سالم القحطاني أن حي المسفلة أصبح واحدا من أحياء مكة التي لا تنام، وأن الزوار والمعتمرين يملؤون أسواقه ومطاعمه بشكل يومي وعلى مدار الساعة