"أول وتالي" في احتفالية إذاعة الرياض بخمسينيتها
»ما شاالله، وزير ومهندس!« بهذا التعبيرعلق الفنان عبدالعزيز المبدل عندما علم أن وزير الإعلام الأول جميل الحجيلان كان ينزل من مكتبه ويتجه لغرفة (الكنترول) في الإذاعة، وأحيانا يقوم بوضع الشارة بنفسه، وهي واحدة من عدة قصص وحقائق عرضت لها مسرحية (أول وتالي) التي سجلت لنفسها أسبقية (أول عرض مسرحي يقام خارج الإذاعة) حين قدمت مساء الأربعاء في مركز الملك فهد الثقافي على هامش احتفال إذاعة الرياض بمرور خمسين عاما على تأسيسها
»ما شاالله، وزير ومهندس!« بهذا التعبيرعلق الفنان عبدالعزيز المبدل عندما علم أن وزير الإعلام الأول جميل الحجيلان كان ينزل من مكتبه ويتجه لغرفة (الكنترول) في الإذاعة، وأحيانا يقوم بوضع الشارة بنفسه، وهي واحدة من عدة قصص وحقائق عرضت لها مسرحية (أول وتالي) التي سجلت لنفسها أسبقية (أول عرض مسرحي يقام خارج الإذاعة) حين قدمت مساء الأربعاء في مركز الملك فهد الثقافي على هامش احتفال إذاعة الرياض بمرور خمسين عاما على تأسيسها
الخميس - 18 سبتمبر 2014
Thu - 18 Sep 2014
"ما شاالله، وزير ومهندس!" بهذا التعبيرعلق الفنان عبدالعزيز المبدل عندما علم أن وزير الإعلام الأول جميل الحجيلان كان ينزل من مكتبه ويتجه لغرفة (الكنترول) في الإذاعة، وأحيانا يقوم بوضع الشارة بنفسه، وهي واحدة من عدة قصص وحقائق عرضت لها مسرحية (أول وتالي) التي سجلت لنفسها أسبقية (أول عرض مسرحي يقام خارج الإذاعة) حين قدمت مساء الأربعاء في مركز الملك فهد الثقافي على هامش احتفال إذاعة الرياض بمرور خمسين عاما على تأسيسها.
وفي لحظات تعبر عن ترابط المسيرة عبر الأجيال، قدمت الحفل الطفلة فادية العمري، المذيعة الأصغر في إذاعة الرياض، لتتسلم الكلمة منها (مريم الغامدي) قبل أن يقدم فيلم وثائقي عن تاريخ الإذاعة تصدره صوت الحجيلان وهو يطلق إذاعة الرياض، فيما توجت الحفل مسرحية (أول وتالي) ولم يتوقف العمل المسرحي على الطابع الرمزي أو الاحتفالي المجرد، بل قدم على مدى ساعتين تقريبا مسرحية متكاملة تؤرخ لمرحلة البدايات بما فيها من ذهول الناس بهذا الجهاز الجديد، وما تلاها من تطور في المفاهيم والإمكانات.
ظهور أول راديو
في أحد أحياء الرياض القديمة، كانت الأمور تسير بصورة طبيعية، الرجل المسن على عتبة البيت، الأطفال الذين يمارسون الألعاب الشعبية (أحدهم كان يستخدم النبيطة ويتسبب بتهديد مستمر لسكان الحي) الأنشطة الاجتماعية المعتادة، دعوات الغداء، وصاحب الدكان الذي يطالب الجميع بتسديد ما عليهم، الأمر الوحيد الذي لم يكن طبيعيا هو أحد الجيران الذي يعيش وحيدا، ولكن يبدو أن أشخاصا غامضين يزورونه كل مساء، بدليل وجود أصوات متعددة تصدر من بيته بشكل مريب، لا سيما في ساعات الليل المتأخرة، وهو ما جعل أهل الحي يعزمون على استيضاح الأمر، من خلال خطة لطرق بابه، واقتحام المنزل إذا تطلب الأمر، وذلك بعد أن وصلوا لقناعة مفادها أن جارهم يعاني من مس الجن.
غير أن الرجل خرج لهم طبيعيا تماما، وهو يحمل في يده «الراديو» لينكشف السر تلقائيا، وتنتفي فرضية (السكني) بمجرد تشغيله الموجات وهي تصدح بالقرآن الكريم، قبل أن يتنقل بين الإذاعات والأخبار، ويخبرهم أن (لندن) و(القاهرة) وكل دول العالم تم جمعها ووضعها في هذا الجهاز، ليتساءل أحدهم بدهشة «كلهم؟..في هالكريتين، في هالقوطي!»طلب كل منهم أن يحصل على (راديو) خاص به، وقد وعدهم جارهم بذلك في أول رحلة له إلى الكويت، فيما تحولت حالة التوجس لديهم، إلى درجة عالية من الانتباه للأخبار سواء تلك التي تعلقت بالحرب العالمية الثانية (هتلر مسكوه؟ ألمانيا انهزمت؟) أو تلك التي أعلنتها إذاعة طامي عن فقد «عنزة بنية اللون تميل إلى البياض»، ناهيك عن حالة أخرى من الاندماج على أنغام (عمي يا بياع الورد)، و(حب إيه اللي انت جاي تقول عليه)، في لحظة مثلت فيها الإذاعة التباس الحواس على الطريقة التي يقولها فيها أحدهم بحماس (أنا سامعه بعيوني، وشايفه بإذني)!
الهزاع: الإذاعة باقية والمنافسة في صالحها
يبدو أن هناك حاجة لإعادة النظر في الفكرة النمطية التي تستشهد بالوسائط الإعلامية الحديثة على أن المستقبل يعمل ضد بقاء الإذاعة كعنصر جذب للجمهور، لا سيما في وجود تصريح من رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع يتحدث عن تطويع التقنية نفسها في خدمة الإذاعة؛ «سيشهد المستقبل نقلة نوعية في جميع إذاعاتنا ومحطاتنا التلفزيونية».
واستبعد الهزاع في حديث لـ»مكة» إلغاء أي وسيلةٍ وسيلةً أخرى، مشيراً إلى أن الإذاعة ستبقى رائدة في كل مكان، وأضاف «لدينا إذاعات خاصة؛ إذاعاتنا الرسمية، عنصر المنافسة موجود ولا نسعى إلى أن نقلل من شأن أو جهود الآخرين، ولكن كلنا يشكل في مجموعنا حلقة متكاملة تحاول أن تقدم ما يقنع داخل المملكة وخارجها«.