شم الغاز

 

 

الثلاثاء - 16 سبتمبر 2014

Tue - 16 Sep 2014



غاز الولاعات مادة جديدة لإدمان الطلاب



زينة علي - الدمام



قادت ملاحظة بائع في أحد البقالات بمحافظة القطيف للكشف عن ظاهرة خطيرة منتشرة بين المراهقين تتمثل في شم غاز الولاعات، وهي أحد أنواع الإدمان على الغازات الطيارة.

وذكر البائع محمد شكري أنه منذ أن بدأ في العمل في البيع لاحظ كثرة شراء المراهقين للولاعات وبشكل يومي حتى إنه ظن في البداية بأنهم يستخدمونها في حرق الأحراش والنخيل وأخذ يحذرهم من خطورتها، مضيفا أنه مع الوقت شك بأن خلف الإقبال الكبير على الولاعات أمر آخر، خصوصا أنه لم تظهر أي حالات لحرائق في المزارع أو النخيل.

وما زاد من شكه أن أغلب من يشترون الولاعات لا يشترون معها علب سجائر فسمح للعمال الذين يعملون معه ببيع السجائر للمراهقين ليكشف إن كان التدخين هو سبب الطلب الكبير على الولاعات أم لا إلا أنه لاحظ أن عدد مشتري الولاعات أكبر بكثير من عدد المدخنين وأن الشراء يتم بشكل يومي.

وأضاف أنه أخذ بسؤال بعض صغار السن ممن يشترون الولاعات عن سبب شرائها فأخبروه بأسباب متنوعة لم تكن مقنعة حتى قرر مراقبة مجموعة منهم كانوا يأخذون الولاعات بشكل يومي ليكتشف بأنهم يقومون بشم الغاز عبر فتحة الغاز أو كسر الولاعة ووضع ما بداخلها من غاز في قنينة ماء أو عصير.

وأوضح المختص النفسي أسعد النمر أن شم غاز الولاعات والأنواع الأخرى من الغازات الطيارة كالبنزين والصمغ يشكل نوعا من الإدمان وله العديد من الأضرار على الجهاز التنفسي والعصبي وبالخصوص ما يدخل في تكوينه الرصاص، وقد تمتد آثاره للإضرار بالدماغ.

مشيرا إلى أن هناك علامات لإدمان الغازات الطيارة ولا يمكن القطع على حالة الإدمان بحمل الولاعة ولكن حمل أكثر من طالب للولاعة يعدّ مؤشرا ودليلا.

وأضاف أن تعاطي أحد أنواع الغازات الطيارة وتعمد شمه بشكل مستمر يؤدي للإدمان، مؤكدا أن لجماعات المراهقين والأصدقاء دور في هذا النوع من الإدمان من ناحية التقليد أو التشجيع أو التجربة، وأن حالات الإدمان على الغازات الطيارة تصعب ملاحظتها من قبل الأهل والمربين لقصر فترة تأثيرها والانتشاء بها وعدم ظهور كثير من آثارها الصحية مباشرة.

ومن جهته أوضح المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي أن دور الشرطة متصل بما يعنى بإجراءات الضبط الجنائي في القضايا التي تقع ضمن اختصاص الشرطة والتي من شأنها تعمد التأثير على العقل كالمسكرات، أما ما يطلق عليه استنشاق المواد الطيارة فيتم ضبط المتهم واستيفاء الإجراءات اللازمة للحالة، ومن ثم إحالة المتهم لهيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص.

مضيفا أن للشرطة دورا في التوعية بهذا النوع من القضايا ومخاطرها وتسعى شرطة المنطقة الشرقية من خلال برامجها الوقائية التوعوية لتسليط الضوء على هذا النوع من القضايا وأسباب ارتكابها لا سيما من الأحداث مع التأكيد على وجود الرقابة الأسرية والتربية والتعليم في متابعة الأبناء وتوجيههم للاتجاه السليم وتقويم السلوكيات الخاطئة التي تبدر من قبلهم في حينه بالأسلوب الأمثل كما يتعين على الأب والأم التحقق من زملاء وأصدقاء الأبناء الذكور منهم والإناث، والتحقق من الأماكن التي يوجدون فيها ويترددون عليها.

وبسؤال عدد من المرشدين الطلابيين لمجموعة من المدارس المتوسطة والثانوية عن تلك التصرفات أظهر أغلبهم علمه بوجود حالات إدمان الغازات الطيارة ومن ضمنها غاز الولاعات بين الطلاب إلا أنه لم يتم ملاحظتها بشكل كبير داخل أروقة المدارس وأكدوا أنه لا يمكن عدّها ظاهرة.

وذكر مرشد طلابي فضل عدم ذكر اسمه أنه لاحظ وجود تجمعات غريبة لطلاب داخل المدرسة مع ملاحظة وجود ولاعات لديهم وتم التعامل معها كحالات تدخين إلا أن الظن الغالب كان شم غاز الولاعات وتم إخبار أولياء أمورهم بذلك.

وأضاف أن حالات إدمان غاز الولاعات لا يمكن إثباتها، خصوصا أن كثيرا ممن لوحظت علامات إدمان غاز الولاعات عليهم هم مدخنون في الأصل ولا يمكن إثبات حالة الإدمان إلا من خلال الكشف الطبي أو ملاحظة مستمرة لسلوكيات المدمن، مشيرا إلى أن دور المدرسة مكمل لدور الأسرة، وعلى الأسرة ملاحظة المراهق من خلال متابعة اهتماماته والتعرف على أصحابه ومن يجلس معهم لتضمن الأسرة عدم وقوع ابنها في مشكلة الإدمان أو شرب الدخان أو أنواع أخرى من الممنوعات قد تنتشر بين المراهقين سواء في المدارس أو النوادي.