ما هو تبرير الذكريات السيئة؟
السبت - 21 يناير 2017
Sat - 21 Jan 2017
أكتب هذه الكلمات تزامنا مع ذهاب ابنتي سيرين (4 سنوات) مع مدرستها، في رحلة للعب في قسم ألعاب «مول العرب»، بعد أن استلمنا البارحة رسالة من مدرستها تتضمن إبلاغنا بجدول رحلة اليوم، مع إخطار بعدم وجود أي شروط أو رسوم إضافية لهذه الرحلة.
شريط سريع من الذكريات المضحكة والمحزنة كان قد ظهر أمامي. فقد أعطيت والدتي (قبل عشرين سنة على ما أعتقد) ورقة تفيد بأننا سنذهب غدا في رحلة مدرسية، لا أذكر تماما إلى أين اتجهت، مع اختلاف بسيط عن رحلة سيرين، بأن الرحلة (على ما أذكر كانت تتطلب رسوم 50 ريالا) وهذا ما جعل والدتي بطبيعة الحال تعطيني مبلغ 50 ريالا في يوم الرحلة، إضافة لحماسي الشديد الذي جعلني أستيقظ مبكرا يومها، لألبس و»أتشيك»، في محاولة لإبهار أقراني من الأطفال.
شاهدي الأول.. أن جدول الرحلة كان قد تضمن وجبة غداء، إضافة للفعاليات التي لا أذكرها تماما، بل أذكر بالتفصيل ما حصل بعدها.
انتهت الرحلة، وقرر «العيال» أن وجبة الغداء المقدمة لا تعجبهم، لينتهي بنا الأمر بعد إلحاح شديد بتناول وجبة الغداء في أحد فروع مطاعم «ماكدونالدز».
دخلنا المطعم.. بصحبة الأستاذ المشرف على الرحلة، اندفع كل الطلاب مثل المجانين لطلب وجبات الغداء، وبقيت أنا وبحوزتي خمسة ريالات قيمة المصروف اليومي، وربما أقل! والتي لم تأت لي إلا بربع وجبة، في الوقت الذي كان فيه كل الطلاب يطلبون وجبات تفوق حاجتهم، متحررين من رقابة الأهل.
تكرر السؤال علي من أصدقائي في ذلك اليوم «ليش ما طلبت؟»، لأرد أنني شبعان.. أو لا أحب ماكدونالدز! .. والعكس تماما هو الصحيح.
انتهت الرحلة وعدت إلى المنزل، وأنا أتضور جوعا.. تغديت مع أهلي، ولسبب ما لم أشتك من هذا الموقف، ولم أعبر عن استيائي عما حصل معي، دون معرفة والدتي بالأمر، والتي كانت ستعطيني بطبيعة الحال إن طلبت منها أو أبلغتها مقدما بما جرى.
شاهدي الثاني.. أن نفس الموقف كان قد تكرر معي في وقت لاحق بظروف مختلفة قليلا، ومشكلتي الكبرى أنني كنت «طفلا» لا أجيد التعبير، وجمال مثل تلك الرحلات قد يغطي على مواقفها السلبية. ولو علمت والدتي بما واجهته في الرحلتين، بالتأكيد كانت ستتجنبه بإعطائي بعض المال الإضافي، والذي لا ألومها حتى اليوم بعدم إعطائه لي، والسبب أن المدرسة وعدت في الرحلتين أنها ستتحمل تكاليف وجبات الغداء، التي كان يرفضها الطلاب!
قادني هذا الأمر اليوم إلى محاولة شبه هستيرية، بالإصرار على أم سيرين إعطاء ابنتنا مبلغا من المال ليكون بحوزتها، مثيرا بذلك استغراب المدرسة، وتساؤلا آخر «كيف ستشتري بنت بعمر 4 سنوات أي شيء؟» .. بالنسبة لي لا يهم.. فلا أود أن تلتصق أي ذكريات متخلفة في عقل البنت.
تبرير الذكريات السيئة - في رأيي- ينحصر في أمر واحد في معظم الحالات، وهو عدم قدرتنا أو تعودنا عن التعبير عما بداخلنا عندما نكون أطفالا، ليستمر هذا الأمر حتى نكبر، ليقودنا أخيرا نحو مجتمعات تتأثر مرضيا بسبب ذكريات تافهة، كان لها أن تحسم (فقط) بالقدرة على التعبير المستمر.
شريط سريع من الذكريات المضحكة والمحزنة كان قد ظهر أمامي. فقد أعطيت والدتي (قبل عشرين سنة على ما أعتقد) ورقة تفيد بأننا سنذهب غدا في رحلة مدرسية، لا أذكر تماما إلى أين اتجهت، مع اختلاف بسيط عن رحلة سيرين، بأن الرحلة (على ما أذكر كانت تتطلب رسوم 50 ريالا) وهذا ما جعل والدتي بطبيعة الحال تعطيني مبلغ 50 ريالا في يوم الرحلة، إضافة لحماسي الشديد الذي جعلني أستيقظ مبكرا يومها، لألبس و»أتشيك»، في محاولة لإبهار أقراني من الأطفال.
شاهدي الأول.. أن جدول الرحلة كان قد تضمن وجبة غداء، إضافة للفعاليات التي لا أذكرها تماما، بل أذكر بالتفصيل ما حصل بعدها.
انتهت الرحلة، وقرر «العيال» أن وجبة الغداء المقدمة لا تعجبهم، لينتهي بنا الأمر بعد إلحاح شديد بتناول وجبة الغداء في أحد فروع مطاعم «ماكدونالدز».
دخلنا المطعم.. بصحبة الأستاذ المشرف على الرحلة، اندفع كل الطلاب مثل المجانين لطلب وجبات الغداء، وبقيت أنا وبحوزتي خمسة ريالات قيمة المصروف اليومي، وربما أقل! والتي لم تأت لي إلا بربع وجبة، في الوقت الذي كان فيه كل الطلاب يطلبون وجبات تفوق حاجتهم، متحررين من رقابة الأهل.
تكرر السؤال علي من أصدقائي في ذلك اليوم «ليش ما طلبت؟»، لأرد أنني شبعان.. أو لا أحب ماكدونالدز! .. والعكس تماما هو الصحيح.
انتهت الرحلة وعدت إلى المنزل، وأنا أتضور جوعا.. تغديت مع أهلي، ولسبب ما لم أشتك من هذا الموقف، ولم أعبر عن استيائي عما حصل معي، دون معرفة والدتي بالأمر، والتي كانت ستعطيني بطبيعة الحال إن طلبت منها أو أبلغتها مقدما بما جرى.
شاهدي الثاني.. أن نفس الموقف كان قد تكرر معي في وقت لاحق بظروف مختلفة قليلا، ومشكلتي الكبرى أنني كنت «طفلا» لا أجيد التعبير، وجمال مثل تلك الرحلات قد يغطي على مواقفها السلبية. ولو علمت والدتي بما واجهته في الرحلتين، بالتأكيد كانت ستتجنبه بإعطائي بعض المال الإضافي، والذي لا ألومها حتى اليوم بعدم إعطائه لي، والسبب أن المدرسة وعدت في الرحلتين أنها ستتحمل تكاليف وجبات الغداء، التي كان يرفضها الطلاب!
قادني هذا الأمر اليوم إلى محاولة شبه هستيرية، بالإصرار على أم سيرين إعطاء ابنتنا مبلغا من المال ليكون بحوزتها، مثيرا بذلك استغراب المدرسة، وتساؤلا آخر «كيف ستشتري بنت بعمر 4 سنوات أي شيء؟» .. بالنسبة لي لا يهم.. فلا أود أن تلتصق أي ذكريات متخلفة في عقل البنت.
تبرير الذكريات السيئة - في رأيي- ينحصر في أمر واحد في معظم الحالات، وهو عدم قدرتنا أو تعودنا عن التعبير عما بداخلنا عندما نكون أطفالا، ليستمر هذا الأمر حتى نكبر، ليقودنا أخيرا نحو مجتمعات تتأثر مرضيا بسبب ذكريات تافهة، كان لها أن تحسم (فقط) بالقدرة على التعبير المستمر.