الطفولة المبكرة (التدخل المبكر).. والإعاقة

الثلاثاء - 03 يناير 2017

Tue - 03 Jan 2017

يقول عالم النفس (فرويد) إن أول خمس سنوات من عمر الإنسان هي أهم سنوات حياته، فهي أكثر فتره ذات أهمية في شخصية الطفل وتطوره وتعلمه، وهذا للطفل العادي فكيف للطفل المعاق؟ وقالوا قديما التعلم في الصغر كالنقش في الحجر.



التدخل المبكر يقصد به تلك الجهود التي تبذل للكشف عن الأطفال المعرضين للتأخر النمائي، أو العجز، أو الإعاقة منذ الولادة إلى عمر ست سنوات، وتوفير الرعاية المتكاملة لهم ولأسرهم في مرحلة الطفولة المبكرة. كما ترجع أهمية التدخل المبكر إلى أهمية مرحلة الطفولة المبكرة، خاصة السنوات الخمس الأولى، إذ تعد مرحلة حرجة بالنسبة لنموه في كل المجالات، وتنمية قدرات ومهارات النمو المختلفة للطفل.



وهناك عدد من المؤشرات قبل الولادة وبعدها تحدد وجود أطفال معرضين لخطر الإعاقة، من أهمها الحمل بعد 35 سنة، الولادة قبل الأوان، وجود خلل في الكروموسومات، اختلاف العامل الرايزسي عند الوالدين، نقص الأكسجين..إلخ، فإذا وجدت تلك المؤشرات أو أحدها كانت الحاجة ماسة للتدخل المبكر.



ويهدف التدخل المبكر إلى تنمية قدرات ومهارات الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات النمو الستة نفسها، والتي ينمو فيها الطفل العادي، وهي: المجال المعرفي، الحياتي اليومي، الاجتماعي والانفعالي، الحركي، اللغوي، وما قبل الأكاديمي، وإشباع حاجاته وحاجات أسرته والاستفادة من الطفل بوصفه عضوا نافعا في المجتمع، وتوفير الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والتربوية له عن طريق فريق متعدد التخصصات، وذلك من خلال التشخيص المبكر للحالات وتقديم الرعاية المتكاملة والبرامج المتخصصة.



ويؤكد عدد من الدراسات أهمية التدخل المبكر في تحسين الأداء للأطفال في الدول التي استخدمت التدخل المبكر، كما تشير هذه الدراسات إلى تحسن أداء المعاقين وتطور مهاراتهم الشخصية، وتوافقهم النفسي والاجتماعي وتحسن الناحية الصحية لهم، مما يؤكد أهمية التدخل المبكر لتحسين هذه المهارات والأداء.



ولا يقتصر ذلك على الإجراءات التي تهدف إلى الحد من حدوث الإعاقة، وإنما يشمل أيضا الإجراءات التي تهدف إلى الحد من الآثار السلبية المترتبة على حدوث الإعاقة وتوفير الإمكانات الطبية، والاجتماعية، والتأهيلية المناسبة للمعاقين للاندماج في المجتمع بصورة طبيعية مع العاديين.



ويقوم التدخل المبكر على مبدأ الفروق الفردية بين الأطفال في النمو، فكل طفل يحتاج إلى برنامج خاص به يناسب قدراته وإمكاناته ونوع ودرجة الإعاقة الخاصة به، لذلك يتم تحديد قدرات وإمكانات الطفل عن طريق عمل تقييم له، ثم يوضع البرنامج المناسب للطفل طبقا لمستوى نموه الحالي وعمره الزمني، كما تحدد الأهداف بعيدة المدى والأهداف قصيرة المدى، ومعايير تقييم الطفل أثناء البرنامج وبعده للتعرف إلى مدى التقدم في مستوى نمو الطفل إلى أن يصل الطفل المرحلة التعليمية، فتحدد إمكانية استفادته من الخدمات التعليمية ونوع التعليم الذي يناسب قدراته وإمكاناته ومواعيد بدء تقديم الخدمات ومدتها وأماكن تقديمها.



وتقوم هذه البرامج على تدريب الأطفال المعاقين على مهارات مجالات النمو المختلفة، فالطفل العادي ينمو في هذه المجالات دون جهد ويتعلم المهارات والخبرات الخاصة بها بنفسه، أما الطفل المعاق عقليا فيحتاج لوقت أطول ومجهود أكبر لتعلم هذه المهارات والتدرب عليها.