القيادة بذكاء عاطفي: القائد الذي يستمع قبل أن يتحدث
الأحد - 05 يناير 2025
Sun - 05 Jan 2025
في أحد الاجتماعات الأسبوعية لشركة ناشئة كان أحمد، المدير العام، يقف أمام فريقه بعد أسبوع مرهق مليء بالقرارات الصعبة. بدأ الاجتماع بنبرة رسمية كالمعتاد، حيث استعرض أحمد بعض التحديثات حول المشاريع الجارية.
لكن شيئا ما كان مختلفا هذه المرة؛ شعر بأن الأجواء مشحونة، وأن أحد أعضاء الفريق، خالد، بدا عليه الإحباط أكثر من المعتاد.
توقف أحمد للحظة، وهو ينظر إلى خالد مباشرة، ثم قال بهدوء "يبدو أن هناك شيئا يزعجك يا خالد. هل يمكننا التحدث عنه؟" تفاجأ الجميع بهذا التغيير المفاجئ في سير الاجتماع.
بدت على وجه خالد ملامح التردد للحظة، لكنه قرر أن يتحدث. تحدث عن الضغوطات التي يشعر بها مؤخرا، وكيف أن حجم العمل أصبح يفوق قدرته على التحمل، وأنه يشعر بالعجز عن تحقيق المطلوب منه في الوقت المحدد.
كان بإمكان أحمد أن يتعامل مع هذه الملاحظة بتجاهل أو ربما بنقد، لكن بدلا من ذلك، قرر أن يستمع. لم يقاطعه، ولم يحكم عليه. استمع بصبر وتعاطف حتى أنهى خالد كلامه. حينها قال أحمد "أشكرك على صراحتك يا خالد. أعلم أن هذه الفترة كانت مليئة بالتحديات. دعونا نراجع طريقة توزيع المهام لنخفف الضغط عنك وعن الفريق".
ذلك الموقف البسيط لم يكن مجرد لحظة عابرة. لقد أثبتت هذه اللحظة أن القيادة ليست مجرد إصدار أوامر أو تقييم أداء. إنها فهم الأشخاص الذين تعمل معهم، والشعور بما يمرون به، والقدرة على الاستجابة بطريقة تجعلهم يشعرون بأنهم مرئيون ومسموعون.
مرت الأيام، وبدأ خالد يشعر بالتحسن. إعادة توزيع المهام التي قادها أحمد أثرت إيجابيا على الفريق بأكمله. الجميع شعر بأنهم يعملون في بيئة تُقدّر إنسانيتهم قبل أن تركز على إنتاجيتهم. لم يكن أحمد بحاجة إلى كلمات كبيرة أو إجراءات معقدة؛ كل ما فعله هو أنه فهم خالد واهتم بما يشعر به.
هذا النوع من القيادة يُعرف باسم الذكاء العاطفي. إنه القدرة على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، والتعامل معها بمهارة. أحمد، دون أن يدرك ربما، كان يمارس هذا النوع من الذكاء ببراعة. لقد أثبت أن القائد الحقيقي ليس فقط من يعرف كيف يحقق الأهداف، بل من يعرف كيف يلهم الآخرين لتحقيقها معه.
عندما تقود فريقا، لن تكون جميع القرارات التي تتخذها متعلقة بالأرقام أو الاستراتيجيات. أحيانا، ستكون القيادة ببساطة هي أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة، أن تسمع الصمت قبل الكلمات، وأن تمنح الآخرين المساحة ليكونوا صادقين معك. في نهاية المطاف، القادة الذين يُحْدِثُون فرقا حقيقيا هم أولئك الذين يدركون أن الناس يعملون بشكل أفضل عندما يشعرون بأنهم مفهومون ومقدرون.
في النهاية القيادة ليست مجرد وضع الخطط وتنفيذها؛ بل هي فن التأثير على الآخرين. والذكاء العاطفي هو الأداة التي تمكّن القائد من بناء علاقات متينة مع فريقه وتحقيق نتائج استثنائية. ويمكن لأي قائد أن يصبح أكثر تأثيرا إذا أجاد مهارة الذكاء العاطفي. فابدأ اليوم بالاستماع أكثر، وافهم مشاعرك ومشاعر من حولك، وسترى كيف يصبح لقيادتك طابعٌ مختلف وأكثر قوة.
ومضة "القائد الحقيقي هو الذي يعرف كيف يُحرّك مشاعر فريقه قبل أن يُحرّك أيديهم". "د. غازي القصيبي".
alisultan1398@
لكن شيئا ما كان مختلفا هذه المرة؛ شعر بأن الأجواء مشحونة، وأن أحد أعضاء الفريق، خالد، بدا عليه الإحباط أكثر من المعتاد.
توقف أحمد للحظة، وهو ينظر إلى خالد مباشرة، ثم قال بهدوء "يبدو أن هناك شيئا يزعجك يا خالد. هل يمكننا التحدث عنه؟" تفاجأ الجميع بهذا التغيير المفاجئ في سير الاجتماع.
بدت على وجه خالد ملامح التردد للحظة، لكنه قرر أن يتحدث. تحدث عن الضغوطات التي يشعر بها مؤخرا، وكيف أن حجم العمل أصبح يفوق قدرته على التحمل، وأنه يشعر بالعجز عن تحقيق المطلوب منه في الوقت المحدد.
كان بإمكان أحمد أن يتعامل مع هذه الملاحظة بتجاهل أو ربما بنقد، لكن بدلا من ذلك، قرر أن يستمع. لم يقاطعه، ولم يحكم عليه. استمع بصبر وتعاطف حتى أنهى خالد كلامه. حينها قال أحمد "أشكرك على صراحتك يا خالد. أعلم أن هذه الفترة كانت مليئة بالتحديات. دعونا نراجع طريقة توزيع المهام لنخفف الضغط عنك وعن الفريق".
ذلك الموقف البسيط لم يكن مجرد لحظة عابرة. لقد أثبتت هذه اللحظة أن القيادة ليست مجرد إصدار أوامر أو تقييم أداء. إنها فهم الأشخاص الذين تعمل معهم، والشعور بما يمرون به، والقدرة على الاستجابة بطريقة تجعلهم يشعرون بأنهم مرئيون ومسموعون.
مرت الأيام، وبدأ خالد يشعر بالتحسن. إعادة توزيع المهام التي قادها أحمد أثرت إيجابيا على الفريق بأكمله. الجميع شعر بأنهم يعملون في بيئة تُقدّر إنسانيتهم قبل أن تركز على إنتاجيتهم. لم يكن أحمد بحاجة إلى كلمات كبيرة أو إجراءات معقدة؛ كل ما فعله هو أنه فهم خالد واهتم بما يشعر به.
هذا النوع من القيادة يُعرف باسم الذكاء العاطفي. إنه القدرة على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، والتعامل معها بمهارة. أحمد، دون أن يدرك ربما، كان يمارس هذا النوع من الذكاء ببراعة. لقد أثبت أن القائد الحقيقي ليس فقط من يعرف كيف يحقق الأهداف، بل من يعرف كيف يلهم الآخرين لتحقيقها معه.
عندما تقود فريقا، لن تكون جميع القرارات التي تتخذها متعلقة بالأرقام أو الاستراتيجيات. أحيانا، ستكون القيادة ببساطة هي أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة، أن تسمع الصمت قبل الكلمات، وأن تمنح الآخرين المساحة ليكونوا صادقين معك. في نهاية المطاف، القادة الذين يُحْدِثُون فرقا حقيقيا هم أولئك الذين يدركون أن الناس يعملون بشكل أفضل عندما يشعرون بأنهم مفهومون ومقدرون.
في النهاية القيادة ليست مجرد وضع الخطط وتنفيذها؛ بل هي فن التأثير على الآخرين. والذكاء العاطفي هو الأداة التي تمكّن القائد من بناء علاقات متينة مع فريقه وتحقيق نتائج استثنائية. ويمكن لأي قائد أن يصبح أكثر تأثيرا إذا أجاد مهارة الذكاء العاطفي. فابدأ اليوم بالاستماع أكثر، وافهم مشاعرك ومشاعر من حولك، وسترى كيف يصبح لقيادتك طابعٌ مختلف وأكثر قوة.
ومضة "القائد الحقيقي هو الذي يعرف كيف يُحرّك مشاعر فريقه قبل أن يُحرّك أيديهم". "د. غازي القصيبي".
alisultan1398@