سلبية المتجمهرين

الجمعة - 30 ديسمبر 2016

Fri - 30 Dec 2016

في الثالث عشر من شهر مارس من عام 1964 كانت «كيتي جينوفيز» عائدة إلى منزلها بمدينة نيويورك في ساعة متأخرة من الليل، وبالقرب من منزلها في حي «كوينز» تعرضت إلى الاعتداء والطعن بسكين حتى الموت من أحد المجرمين!



وفي الوقت التي تعرضت فيه «كيتي» للاعتداء كان أكثر من سبعة وثلاثين شخصا من المارة والجيران قد شهدوا الجريمة، وعلى الرغم من استغاثتها واستنجادها بهم، إلا أن أحدهم لم يكلف نفسه بمساعدتها وإنقاذها. أذهلت هذه الحادثة علماء النفس والاجتماع فأجرى العالمان «جون دارلي» و»بيب لاتنيه» العديد من الدراسات لفهم هذه الظاهرة النفسية الاجتماعية التي سميت فيما بعد بمتلازمة جينوفيز.



متلازمة جينوفيز تعرف بسلبية المارة أو المتجمهرين، وهي ظاهرة تشير إلى امتناع الشخص عن تقديم المساعدة أو العون للضحية إذا كان هناك أشخاص آخرين، وتفترض هذه الظاهرة أنه كلما زاد عدد الأشخاص المتواجدين في موقع الحدث قلت نسبة احتمالية تدخل أحدهم للمساعدة وتقديم العون!



وتوصل العالمان «جون» و»ويب» إلى أن هناك عدة عوامل لتفسير لا مبالاة المتجمهر، ومن الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى عدم الاكتراث عند مرورهم بشخص يحتاج إلى العون والمساعدة: درجة المسؤولية أو نوعية المساعدة المقدمة أو عدم وضوح سبب الحدث أو علاقة المتجمهر بالمتضرر أو المظهر الخارجي للشخص الذي طلب المساعدة أو مدى شعور المتجمهر باستحقاق الشخص المتضرر للمساعدة!



سلبية المتجمهرين نشاهدها بشكل شبه يومي عندما يتجمهر المارة -بداعي الفضول- حول حوادث المرور أو حوادث الحرائق على سبيل المثال دون تقديم أي نوع من أنواع المساعدة، بل في كثير من الأحيان يؤدي تجمهرهم إلى إعاقة إسعاف المصابين والمتضررين.



أخيرا، كن مبادرا ولا تقف موقف المتفرج إذا شاهدت من يستحقون المساعدة وإن تخاذل الآخرون، قدم لهم العون إن استطعت، أما إن لم تستطع مساعدتهم فلا تؤذهم!