جيران دار الأوبرا
الجمعة - 23 ديسمبر 2016
Fri - 23 Dec 2016
تركت الجولة التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما رافقها من مراسم استقبال مبهرة تليق بمقام خادم الحرمين الشريفين واحتفالات شعبية، تأثيرا بالغا في نفوس الشعوب الخليجية، وقد عكست قوة الترابط الثقافي والحضاري بين دول الخليج، وصورت لنا أجمل لوحة أخوية ومشاعر مكنونة غمرت السعوديين بالامتنان والفخر والاعتزاز، وهو ما برهنت عليه القيادات الخليجية دوما في الأزمات عبر تاريخها، وحتى هذا الوقت حيث التفت جميعها خلف التحالف العربي بقيادة السعودية للتصدي لمرتزقة إيران في اليمن وضرب مخططها الباغي.
كان الختام مسكا في دار الأوبرا الكويتية بمجموعة لوحات فنية مزجت بين التقليدي والحديث، وأشارت بقوة إلى موروث الفن السعودي الخالد لعمالقة الغناء السعودي بهندسة وأداء من محترفين وصناع الفن الخليجي الأول بلا شك في الكويت، لفتة راقية وعمل استعراضي ضخم أشعل ردود أفعال إيجابية في الأوساط الخليجية، ونقل رسائل مهمة لا تستطيع أداة غير الفنون أن توصلها.
أتت مسرحية «جيران» مكثفة وعميقة، وحملت رسائل جميلة تعبر بشكل أساسي عن الفجوة بين المسؤول والمواطن في المجتمع الخليجي واختلاف الأولويات بينهم ونظرة كل طرف للأمور، ففي الوقت الذي كان فيه المواطن «القصبي» يشتكي من احتجاز سيارته بفعل تواجد مسؤولي الوفود الخليجية ويرى أحقيته في الفسح لها، يقوم المسؤول «سعاد عبدالله والحبيب» بالتهكم والنظر للأمر من زاوية أولوياتهم وحجم مسؤولياتهم؛ وربما يشير النص هنا إلى الزحام وإغلاق الشوارع عند انعقاد اجتماعات وأنشطة دول المجلس، ثم يتواصل المشهد ليحمل المسؤول المواطن جزءا من تعطيل مهام المجلس وتطويره، مما دعا «القصبي» للسخرية من هذا الإسقاط بطريقته الكوميدية المميزة ليترك المسرح يحييه ضاحكا مصفقا.
«ليش ما أصير مثل أوروبا؟»
جاء هذا السؤال ردا من المواطن على المسؤول الذي قلل من شأن أحلامه في تمكنه من المرور الميسر بين دول الخليج بدون عقبات وتأخير، وكانت من أجمل الحوارات التي دارت في المسرحية.
عندما يتحدث المواطن العادي البعيد عن المسالك الحكومية ويتساءل دائما متى يتحقق الحلم الخليجي «الاتحاد»؟ لماذا تأخرنا كثيرا رغم كل مقومات النجاح والتقارب بين دول الخليج؟ لماذا ينجح الاتحاد في أوروبا التي عانت تاريخيا من عداءات وحروب واختلافات عرقية ودينية كبيرة لم توجد لدينا بينما لا نزال ننتظر؟
فتكون إجابة المسؤول مشتتة وغير مباشرة، مثل استنجاد المسؤول «سعاد عبدالله» بالحديث عن قطار التنمية والتكامل والتكافل فيما كان المواطن «القصبي» لا يستوعب هذه المسميات النظرية ويريد قطار نقل عام ينقله بين دول المجلس بسرعة وبدون تعقيدات ونقاط تفتيش.
«التاريخ تصنعه الأفعال والوقفات الكبيرة»
لقد نجح مشهد الختام بخروج التاريخ الذي جسد دوره الفنان إبراهيم الصلال وتوصيته بتجاوز الخلافات الصغيرة والجزئيات الفردية والاتحاد بشكل حقيقي قبل فوات الأوان.
أعاد نص «جيران» للمبدع خلف الحربي رغم مدته القصيرة للمسرح الخليجي لمعانه الذي افتقدناه، وارتكازه على هموم كبيرة ومصيرية يناقشها نجوم اشتاق لهم المسرح، وحضورهم يسرق انتباه الجماهير، هذه هي رسالة الفن وهذا هو مكانه وحقيقته الصافية، فقد تنسى الأحداث في أعماق الكتب ويأتي النص المسرحي أو السينمائي ليثبتها في ذاكرة الأجيال.
كان الختام مسكا في دار الأوبرا الكويتية بمجموعة لوحات فنية مزجت بين التقليدي والحديث، وأشارت بقوة إلى موروث الفن السعودي الخالد لعمالقة الغناء السعودي بهندسة وأداء من محترفين وصناع الفن الخليجي الأول بلا شك في الكويت، لفتة راقية وعمل استعراضي ضخم أشعل ردود أفعال إيجابية في الأوساط الخليجية، ونقل رسائل مهمة لا تستطيع أداة غير الفنون أن توصلها.
أتت مسرحية «جيران» مكثفة وعميقة، وحملت رسائل جميلة تعبر بشكل أساسي عن الفجوة بين المسؤول والمواطن في المجتمع الخليجي واختلاف الأولويات بينهم ونظرة كل طرف للأمور، ففي الوقت الذي كان فيه المواطن «القصبي» يشتكي من احتجاز سيارته بفعل تواجد مسؤولي الوفود الخليجية ويرى أحقيته في الفسح لها، يقوم المسؤول «سعاد عبدالله والحبيب» بالتهكم والنظر للأمر من زاوية أولوياتهم وحجم مسؤولياتهم؛ وربما يشير النص هنا إلى الزحام وإغلاق الشوارع عند انعقاد اجتماعات وأنشطة دول المجلس، ثم يتواصل المشهد ليحمل المسؤول المواطن جزءا من تعطيل مهام المجلس وتطويره، مما دعا «القصبي» للسخرية من هذا الإسقاط بطريقته الكوميدية المميزة ليترك المسرح يحييه ضاحكا مصفقا.
«ليش ما أصير مثل أوروبا؟»
جاء هذا السؤال ردا من المواطن على المسؤول الذي قلل من شأن أحلامه في تمكنه من المرور الميسر بين دول الخليج بدون عقبات وتأخير، وكانت من أجمل الحوارات التي دارت في المسرحية.
عندما يتحدث المواطن العادي البعيد عن المسالك الحكومية ويتساءل دائما متى يتحقق الحلم الخليجي «الاتحاد»؟ لماذا تأخرنا كثيرا رغم كل مقومات النجاح والتقارب بين دول الخليج؟ لماذا ينجح الاتحاد في أوروبا التي عانت تاريخيا من عداءات وحروب واختلافات عرقية ودينية كبيرة لم توجد لدينا بينما لا نزال ننتظر؟
فتكون إجابة المسؤول مشتتة وغير مباشرة، مثل استنجاد المسؤول «سعاد عبدالله» بالحديث عن قطار التنمية والتكامل والتكافل فيما كان المواطن «القصبي» لا يستوعب هذه المسميات النظرية ويريد قطار نقل عام ينقله بين دول المجلس بسرعة وبدون تعقيدات ونقاط تفتيش.
«التاريخ تصنعه الأفعال والوقفات الكبيرة»
لقد نجح مشهد الختام بخروج التاريخ الذي جسد دوره الفنان إبراهيم الصلال وتوصيته بتجاوز الخلافات الصغيرة والجزئيات الفردية والاتحاد بشكل حقيقي قبل فوات الأوان.
أعاد نص «جيران» للمبدع خلف الحربي رغم مدته القصيرة للمسرح الخليجي لمعانه الذي افتقدناه، وارتكازه على هموم كبيرة ومصيرية يناقشها نجوم اشتاق لهم المسرح، وحضورهم يسرق انتباه الجماهير، هذه هي رسالة الفن وهذا هو مكانه وحقيقته الصافية، فقد تنسى الأحداث في أعماق الكتب ويأتي النص المسرحي أو السينمائي ليثبتها في ذاكرة الأجيال.