البروفيسور القوزي ويوم اللغة
الثلاثاء - 20 ديسمبر 2016
Tue - 20 Dec 2016
يحتفل العالم العربي بيوم اللغة العربية في مثل هذه الأيام من كل عام وهو احتفال مهم ولو من باب الذكرى بأهمية اللغة ومحورية دورها والمحافظة عليها لغة قوية مؤثرة في وجدان المتلقي، ويجب أن تكون حية سليمة لا تضعف قدرتها ولا يحد من انتشارها وأن يهتم الناطقون بالعربية بأسباب نمائها ووجودها، وأن يكون المدد لها دائما ومستمرا.
وبهذه المناسبة نتذكر رأي أحد أعلام اللغة العربية وأحد علمائها المبرزين فيها وهو البروفيسور عوض القوزي رحمه الله، حيث كان رأيه أن الاحتفال باللغة يجب أن يكون عمليا بإثرائها وإبراز تراثها وتنشيط عملها في المجتمع، وقد أخذ نفسه بتطبيق رؤيته بطريقته الخاصة فنفض عن كثير من مصادرها الغبار وحصر جهده في تقريبها وتعليمها ونشر تراثها مستفيدا من موقعه المتميز كأحد أبرز أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق، وعضو مجمع اللغة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية، وكان رأيه أن طبيعة اللغة توجب استمرار الرعاية الدائمة والمتابعة المستمرة لنموها وحياتها.
واللغة في رأيه ليست تواصلا فحسب، ولكنها تعبير عن هوية الأمة وتمثيل لشخصيتها وذاتها ومكانتها، والعربية تعيش في محيط متلاطم من التحديات، وتخوض حرب البقاء دفاعا عن وجودها وعن موروثها الحضاري، كما تواجه لغات وثقافات غالبة ومسيطرة على المجال العالمي، مع أن أهل اللغة مشغولون عنها بتلقف تلك الثقافات واستظرافها.
لقد كان رحمه الله من العلماء الواقعيين الذين لا يهتمون كثيرا بالشكليات والاحتفالات، لأنها وقتية كما يقول، ولهذا وجه جهده إلى معين التراث اللغوي فأصدر كنوز العربية، وقرب عملها من الناشئة، وحببها إليهم وأزال منها جدل النحاة وتعقيداتهم، وغموض عباراتهم بموضوعية العالم الأديب المثقف، وله كثير من البحوث والكتب التي تناقش بعض آراء النحاة الشاذة بالاستعمال والبعيدة عن الواقع المعاصر،
فهذب منها ما يلائم العصر ويحقق المراد من التعلم والتعليم، وهذا هو الاحتفال الحقيقي الذي تستحقه العربية من أبنائها.
إن الاحتفاء باللغة العربية لا يكون في يوم واحد يمر وينسى، ولكن الاحتفاء الحقيقي هو أن تنهض مؤسسات التعليم بواجبها نحو لغتها وأدبها، ويكون التعليم في اللغة العربية بدل فرض اللغات الأجنبية العالمية ووضعها موضع العربية في التعليم وفي العمل وفي كل المخاطبات الرسمية وغيرها كما هو حاصل في البلاد العربية.
إنه من المؤسف أن تختار مؤسسات التعليم العالي اللغات الأجنبية وتجعلها لغة التعليم، في حين أنه لا يوجد في العالم من يختار لغة غير لغته، ويستبدل الذي أدنى بالذي هو خير إلا العرب.
ومن المؤسف أيضا، أن اللغة الإنجليزية أصبحت ضرة مفضلة على العربية لا سيما في دول الخليج التي يصل عدد الأجانب من سكانها أكثر من نصف العرب، واختيار اللغة الإنجليزية لغة وسيط بين هؤلاء الخليط من البشر له أخطار كبيرة في المستقبل، ليس على اللغة ولكن على الهوية العربية وعلى الانتماء العربي، فقد يحدث - وليس ذلك مستحيلا- أن يطالب الذين يولدون في دول الخليج العربية - من الأجانب- بحقوق المواطنة لأبنائهم حين تتوفر كل فرص المساواة بينهم وبين العرب أهل الوطن الأصليين، فالوطن واحد والمولد واحد والثقافة واللغة واحدة وهي الإنجليزية طبعا، وهنا تكون المطالبة مشروعة والعالم معهم لا شك بذلك فلا الثقافة مختلفة ولا اللغة مختلفة ولا الوطن مختلف، وبعد ذلك تكون الأغلبية من السكان من غير العرب هذا احتمال قد يظنه بعضكم بعيد الوقوع.
أما أنا فأظن أن حقوق الإنسان والمجتمع الدولي سيكون معهم وينصر حقهم في الإقامة والجنسية وكافة حقوق المواطنة، وإذا أراد سكان الخليج العرب أن يخرجوا بفارق واحد يميزهم عن غيرهم ويحفظ هويتهم فلا أقل من أن يجعلوا اللغة العربية هي الفارق المميز والوسيط بينهم وبين من يعيش معهم من الأمم والأجناس الأخرى، وأن تكون الثقافة العربية بلغتها وتراثها وموروثها هي الثقافة المشتركة والسمة البارزة بلا منازع، وهذا هو الاحتفاء الصحيح بالعربية والمحافظة على هوية الخليج وانتمائه.
[email protected]
وبهذه المناسبة نتذكر رأي أحد أعلام اللغة العربية وأحد علمائها المبرزين فيها وهو البروفيسور عوض القوزي رحمه الله، حيث كان رأيه أن الاحتفال باللغة يجب أن يكون عمليا بإثرائها وإبراز تراثها وتنشيط عملها في المجتمع، وقد أخذ نفسه بتطبيق رؤيته بطريقته الخاصة فنفض عن كثير من مصادرها الغبار وحصر جهده في تقريبها وتعليمها ونشر تراثها مستفيدا من موقعه المتميز كأحد أبرز أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق، وعضو مجمع اللغة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية، وكان رأيه أن طبيعة اللغة توجب استمرار الرعاية الدائمة والمتابعة المستمرة لنموها وحياتها.
واللغة في رأيه ليست تواصلا فحسب، ولكنها تعبير عن هوية الأمة وتمثيل لشخصيتها وذاتها ومكانتها، والعربية تعيش في محيط متلاطم من التحديات، وتخوض حرب البقاء دفاعا عن وجودها وعن موروثها الحضاري، كما تواجه لغات وثقافات غالبة ومسيطرة على المجال العالمي، مع أن أهل اللغة مشغولون عنها بتلقف تلك الثقافات واستظرافها.
لقد كان رحمه الله من العلماء الواقعيين الذين لا يهتمون كثيرا بالشكليات والاحتفالات، لأنها وقتية كما يقول، ولهذا وجه جهده إلى معين التراث اللغوي فأصدر كنوز العربية، وقرب عملها من الناشئة، وحببها إليهم وأزال منها جدل النحاة وتعقيداتهم، وغموض عباراتهم بموضوعية العالم الأديب المثقف، وله كثير من البحوث والكتب التي تناقش بعض آراء النحاة الشاذة بالاستعمال والبعيدة عن الواقع المعاصر،
فهذب منها ما يلائم العصر ويحقق المراد من التعلم والتعليم، وهذا هو الاحتفال الحقيقي الذي تستحقه العربية من أبنائها.
إن الاحتفاء باللغة العربية لا يكون في يوم واحد يمر وينسى، ولكن الاحتفاء الحقيقي هو أن تنهض مؤسسات التعليم بواجبها نحو لغتها وأدبها، ويكون التعليم في اللغة العربية بدل فرض اللغات الأجنبية العالمية ووضعها موضع العربية في التعليم وفي العمل وفي كل المخاطبات الرسمية وغيرها كما هو حاصل في البلاد العربية.
إنه من المؤسف أن تختار مؤسسات التعليم العالي اللغات الأجنبية وتجعلها لغة التعليم، في حين أنه لا يوجد في العالم من يختار لغة غير لغته، ويستبدل الذي أدنى بالذي هو خير إلا العرب.
ومن المؤسف أيضا، أن اللغة الإنجليزية أصبحت ضرة مفضلة على العربية لا سيما في دول الخليج التي يصل عدد الأجانب من سكانها أكثر من نصف العرب، واختيار اللغة الإنجليزية لغة وسيط بين هؤلاء الخليط من البشر له أخطار كبيرة في المستقبل، ليس على اللغة ولكن على الهوية العربية وعلى الانتماء العربي، فقد يحدث - وليس ذلك مستحيلا- أن يطالب الذين يولدون في دول الخليج العربية - من الأجانب- بحقوق المواطنة لأبنائهم حين تتوفر كل فرص المساواة بينهم وبين العرب أهل الوطن الأصليين، فالوطن واحد والمولد واحد والثقافة واللغة واحدة وهي الإنجليزية طبعا، وهنا تكون المطالبة مشروعة والعالم معهم لا شك بذلك فلا الثقافة مختلفة ولا اللغة مختلفة ولا الوطن مختلف، وبعد ذلك تكون الأغلبية من السكان من غير العرب هذا احتمال قد يظنه بعضكم بعيد الوقوع.
أما أنا فأظن أن حقوق الإنسان والمجتمع الدولي سيكون معهم وينصر حقهم في الإقامة والجنسية وكافة حقوق المواطنة، وإذا أراد سكان الخليج العرب أن يخرجوا بفارق واحد يميزهم عن غيرهم ويحفظ هويتهم فلا أقل من أن يجعلوا اللغة العربية هي الفارق المميز والوسيط بينهم وبين من يعيش معهم من الأمم والأجناس الأخرى، وأن تكون الثقافة العربية بلغتها وتراثها وموروثها هي الثقافة المشتركة والسمة البارزة بلا منازع، وهذا هو الاحتفاء الصحيح بالعربية والمحافظة على هوية الخليج وانتمائه.
[email protected]