لماذا نحن تافهون؟؟
بعد النسيان
بعد النسيان
الجمعة - 18 نوفمبر 2016
Fri - 18 Nov 2016
لأننا لا نعترف بذلك.. ولماذا لا نعترف بذلك؟ لأننا لا نشعر به.. ولماذا لا نشعر به؟ لأننا فقدنا حريتنا في التعبير عن مشاعرنا.. ولماذا فقدناها؟ لأننا سُلبنا مسؤوليتنا الفردية، واستمرأنا سلوك القطيع.. وكيف تم ذلك؟ لأننا لم نعد نسأل أو ننسئل أو نتساءل.. و.. و.. نقف عند هذا المفصل من السلسلة اللانهائية، التي تسمى (الأسئلة المعرفية)، وتبدأ عادة بـ(لماذا وكيف)، ويقابلها (الأسئلة المعلوماتية) التي تبدأ عادة بـ(أين، متى، ماذا، كم)؛ ونكرر المثال الذي ضربناه ضربًا مبرحًا، في مناسبات عديدة بديدة، عن جيل جدتي (حمدة)، الذي قاد السيارة فور وصولها منتصف الأربعينات الميلادية، بينما تضطر (حفيداته) اليوم إلى إحراج الوزير الداهية (عادل الجبير)؛ ليبدو ـ لأول مرة، ولن تكون الأخيرة ـ غير مقتنع بما يقول، ويضطر ـ لأول مرة برضه ـ إلى التملص من الإجابة وإحالتها إلى (إرادة المجتمع)، وهي العبارة الرمادية لثقافة (القطيع)، التي يوجهها (خطاب التفاهة)؛ الذي شرَّحه العقل (الفلتة)/ عبدالرحمن مرشود، في أمسية فكرية نادرة، ليلة الخميس الفارط؛ لو شهدها أستاذنا أبوغادة/ عبدالله (الغذامنة) ـ وليس (غذاميًا) واحدًا ـ لتذكر أمسية حبيبه الشاعر الفيلسوف (حمزة شحاتة) في جمعية (الإسعاف) بمكة المكرمة، منتصف الأربعينات الميلادية برضو، وعنوانها: (الرجولة عماد الخلق الفاضل)!!
وااا.. هات المثال المكرور وخلصنا.. آه.. مع ظهور التلفزيون ـ رغم ممانعة المجتمع الشرسة يا دكتور عادل الجبير ـ اجتمع أهل الحي في (الحوش)؛ لمشاهدة هذا الصندوق العجيب.. وما إن بدأت (مسلسلة) الأخبار؛ حتى أسدلت النساء النقابات على البراقع؛ ظنًا منهن أن المذيع الوسيم كان يلتهمهن بنظراته المريبة!
أما جدتي (حمدة)؛ فلأنها هي من جلبت هذا (البلية) ودعتهن للفرجة؛ فقد شعرت بـ(المسؤولية)، فرمت (قليل الحيا) بـ(الهاون)، أي: (ولد النجر) لا تذهبوا بعيدًا؛ فانفجر الصندوق، وتطايرت أشلاؤه! لكن (قليل الحيا) هرب، ولا تدري جدتي (حمدة)، إلى اليوم: كيف نجا؟ إلا أن أختي (غَزِيَّة) أقسمت أنها ظلت تشاهده يوميًا في (جدة)!!
وفيما يستدل الكثيرون بهذه القصة المتواترة، على سذاجة ذلك الجيل وجهله؛ فإن (الأخخخخ/ أنا) يرى العكس تمامًا؛ إذ لم يكن ذلك الجيل يتلقف كل جديد دون (وعي)؛ كما يتلقف أحفاده اليوم وسائل التقنية دون أن (يتساءلوا): كيف تعمل؟!!
[email protected]
وااا.. هات المثال المكرور وخلصنا.. آه.. مع ظهور التلفزيون ـ رغم ممانعة المجتمع الشرسة يا دكتور عادل الجبير ـ اجتمع أهل الحي في (الحوش)؛ لمشاهدة هذا الصندوق العجيب.. وما إن بدأت (مسلسلة) الأخبار؛ حتى أسدلت النساء النقابات على البراقع؛ ظنًا منهن أن المذيع الوسيم كان يلتهمهن بنظراته المريبة!
أما جدتي (حمدة)؛ فلأنها هي من جلبت هذا (البلية) ودعتهن للفرجة؛ فقد شعرت بـ(المسؤولية)، فرمت (قليل الحيا) بـ(الهاون)، أي: (ولد النجر) لا تذهبوا بعيدًا؛ فانفجر الصندوق، وتطايرت أشلاؤه! لكن (قليل الحيا) هرب، ولا تدري جدتي (حمدة)، إلى اليوم: كيف نجا؟ إلا أن أختي (غَزِيَّة) أقسمت أنها ظلت تشاهده يوميًا في (جدة)!!
وفيما يستدل الكثيرون بهذه القصة المتواترة، على سذاجة ذلك الجيل وجهله؛ فإن (الأخخخخ/ أنا) يرى العكس تمامًا؛ إذ لم يكن ذلك الجيل يتلقف كل جديد دون (وعي)؛ كما يتلقف أحفاده اليوم وسائل التقنية دون أن (يتساءلوا): كيف تعمل؟!!
[email protected]