رسالة لوزير المياه.. (الشكوى الثامنة)!
معالي الوزير: أتمنى أن يتسع صدرك لهذه الرسالة، وما أنا إلا ساعي بريد أنقل لك رسالة وصلتني من أبنائك العاملين في شركة تشغيل وصيانة فرع المياه بحفر الباطن، فهؤلاء الموظفون (السعوديون) لم يستلموا رواتبهم في الوقت المحدد منذ توظيفهم بهذه الشركات،
معالي الوزير: أتمنى أن يتسع صدرك لهذه الرسالة، وما أنا إلا ساعي بريد أنقل لك رسالة وصلتني من أبنائك العاملين في شركة تشغيل وصيانة فرع المياه بحفر الباطن، فهؤلاء الموظفون (السعوديون) لم يستلموا رواتبهم في الوقت المحدد منذ توظيفهم بهذه الشركات،
الأحد - 31 أغسطس 2014
Sun - 31 Aug 2014
معالي الوزير: أتمنى أن يتسع صدرك لهذه الرسالة، وما أنا إلا ساعي بريد أنقل لك رسالة وصلتني من أبنائك العاملين في شركة تشغيل وصيانة فرع المياه بحفر الباطن، فهؤلاء الموظفون (السعوديون) لم يستلموا رواتبهم في الوقت المحدد منذ توظيفهم بهذه الشركات، فقد دأبت الشركة (الكبرى) منذ التعاقد معهم على تأخير رواتبهم لمدة تصل أحياناً إلى عشرين يوماً (حسب المزاج كما يبدو)، على الرغم من وجود فقرة في العقد نَصُّها: (على المقاول الالتزام بدفع رواتب جميع العاملين بالمشروع وتقديم ما يثبت ذلك من خلال تزويد فرع المياه بمسيّرات الرواتب موقعة)، ولأن المقاول لم يلتزم ذهب العاملون لمكتب العمل، لكنه هو الآخر احتج بنظام العمل الذي لا يعتبر ذلك تأخيراً إن لم يتجاوز الثلاثة أشهر كما هو النظام المعمول به - كما أفادوا للعاملين - ولأنني تعاطفت معهم بعدما وضعت نفسي مكانهم أكدح طوال الشهر وعندما يحل موعد الراتب لا أجني سوى الوقوف بطوابير الصرافات الآلية لأجني الخيبة التي تتحول لغصّة أمام سؤال أطفالي، لهذا سألت هؤلاء (الشباب السعوديين): بعد أن أفادتكم وزارة العمل ألا حل لكم سوى العودة لوزارة المياه والكهرباء، لماذا لم تطالبوا بحقكم من خلالها؟
أتعلم ماذا كان ردّهم على تساؤلي يا معالي الوزير؟
يقولون: على الرغم من أن مكتب العمل تنصل من مساعدتنا فإن مدير المشروع (من جنسية عربية) هددهم بالفصل لجرأتهم على الشكوى، أما وزارة المياه والكهرباء فقد (ناشدوا)! – كم آلمتني هذه الكلمة – يقولون ناشدنا مدير فرع المياه، ومدير عام المياه بالمنطقة الشرقية، ومعالي وزير المياه، حتى وصلت الشكاوى للعدد (7)، وها أنا أكتب الآن (مناشداً)! في المعروض رقم (8) – لدي نسخة من المعاريض/ المناشدات، وكان أكثرها ألماً هو خطاب (توسل) أكثر منه خطاب (شكوى) موجّه لمدير عام المياه في المنطقة يناشد فيه العاملون المدير أن يتم صرف راتبهم عن شهر رمضان الماضي بوقته (وبشكل استثنائي) كي يقوموا بتأمين التزاماتهم العائلية!، أنوّه يا معالي الوزير أنه لا يوجد خطأ في صياغة الجملة أعلاه، فهم وصل بهم الحال إلى أن يكون الاستثناء أن تُصرف رواتبهم في الوقت المحدد، ومع كل هذه اللغة الاستجدائية لم يجدوا صدى غير بصيص أمل حمله شرح (سعادة المساعد لعمل اللازم)، ثم خفت البصيص ولم يُعمل لازم!
معالي الوزير: هؤلاء الشباب السعوديون محبطون لدرجة تقترب كثيراً من القنوط، ولديهم خيبة أمل عميقة جداً، وهل هناك أكثر خيبة من أن يصل الأمر أن تستجدي كي تحصل على حقوقك، ولدرجة أنهم (يجزمون) أن هذه الشركات (نافذة) جداً، وأن (مندوبها) قادر على (تجميد) أي شكوى – كما يقولون – بحجة أن الموضوع سُيحل ودّياً!
ولا بد من إيضاح حقيقة مُرة، فلجوء الشباب لكاتب ليس بغرض أن يوصل صوتهم عبر الصحافة، بقدر ما كانت رسالة عتب شديدة الألم للكتّاب والصحافة بشكل عام، التي تتغنى (بالسعودة)، بل تسوّق – أحياناً – حجة الشركات التي تقول إن الشاب السعودي غير جاد وغير منتج، فيما هم (الشركات) يدفعون العامل لترك العمل عنوة كي يثبتوا أن نظرية عدم جدية الشاب السعودي حقيقة وليس مجرد عذر لكبح جماح (نطاقات)!
انتهت المساحة ولم تعد كافية لرسالة طريفة، أو بالأصح من المضحكات المبكيات، وهي قصيدة عامية طريفة أرسلها أحد هؤلاء العمال السعوديين لمكتب الوزير أرفق معها رقم الحساب البنكي، مطالباً الوزير أن يتكرم عليه و(يسلفه) مقدار راتبه، ويقوم الوزير باسترداده عن طريق مستخلصات الشركة!