هل نلبي نداء ولي الأمر (5)
عزيزي القارئ:
تواصلاً مع اللقاءات السابقة في هذه السلسلة «هل نلبي نداء وليّ الأمر»، التي انطلقت مقالاتُها الأربع الماضية من تجاوبٍ تفرضه المواطنةُ، والطاعةُ المفروضةُ لولي الأمر، وخاصةً أن نداءه كان من منطلق الحرص والغيرة على دين الله وعلى عباد الله كافةً، في محاولةٍ لإيقاظ ضمير العالم.. وفي نداءٍ حازم للعلماء والمفكرين، كي يهبوا ويستعيدوا دورهم الفكري في مواجهة ما يعصف بعالمنا العربي والإسلامي من رياح الفكر الضال ومن هجمة المضللين الذين حاولوا ويحاولون أن يسلبوا من عقولنا صحيح الدين الحنيف، وأن يزرعوا في عيوننا مشاهد صادمة وهادمة لسماحة الإسلام ورحمته التي بُعث ليكونها صلى الله عليه وسلم للعالمين.
عزيزي القارئ:
تواصلاً مع اللقاءات السابقة في هذه السلسلة «هل نلبي نداء وليّ الأمر»، التي انطلقت مقالاتُها الأربع الماضية من تجاوبٍ تفرضه المواطنةُ، والطاعةُ المفروضةُ لولي الأمر، وخاصةً أن نداءه كان من منطلق الحرص والغيرة على دين الله وعلى عباد الله كافةً، في محاولةٍ لإيقاظ ضمير العالم.. وفي نداءٍ حازم للعلماء والمفكرين، كي يهبوا ويستعيدوا دورهم الفكري في مواجهة ما يعصف بعالمنا العربي والإسلامي من رياح الفكر الضال ومن هجمة المضللين الذين حاولوا ويحاولون أن يسلبوا من عقولنا صحيح الدين الحنيف، وأن يزرعوا في عيوننا مشاهد صادمة وهادمة لسماحة الإسلام ورحمته التي بُعث ليكونها صلى الله عليه وسلم للعالمين.
الأحد - 31 أغسطس 2014
Sun - 31 Aug 2014
عزيزي القارئ:
تواصلاً مع اللقاءات السابقة في هذه السلسلة «هل نلبي نداء وليّ الأمر»، التي انطلقت مقالاتُها الأربع الماضية من تجاوبٍ تفرضه المواطنةُ، والطاعةُ المفروضةُ لولي الأمر، وخاصةً أن نداءه كان من منطلق الحرص والغيرة على دين الله وعلى عباد الله كافةً، في محاولةٍ لإيقاظ ضمير العالم.. وفي نداءٍ حازم للعلماء والمفكرين، كي يهبوا ويستعيدوا دورهم الفكري في مواجهة ما يعصف بعالمنا العربي والإسلامي من رياح الفكر الضال ومن هجمة المضللين الذين حاولوا ويحاولون أن يسلبوا من عقولنا صحيح الدين الحنيف، وأن يزرعوا في عيوننا مشاهد صادمة وهادمة لسماحة الإسلام ورحمته التي بُعث ليكونها صلى الله عليه وسلم للعالمين.
ولقد أشرتُ إلى حقيقةٍ لا تقبل الجدل، وهي أن الدعوة الإسلامية اعتمدت منذ بدء الرسالة المحمدية على مخاطبة العقول والضمائر، واحترام قوى ومدارك الإنسان الفكرية، مخاطبة العقل والوجدان دون قهر، خلافاً للمعجزات والخوارق التي صاحبت رسالات الأديان الأخرى.
ذلك أن الإسلام دينٌ عالمي بُعث به النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) للناس كافةَ وللبشرية كلها.
«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»﴿سبأ: 28)
وذكَّرْتُ بالمكانة الرفيعة التي أنزلها اللهُ العلماء وهي المنزلة التي تتطلبُ منهم أن يتفكروا ويتدبروا ويعودُوا إلى النبع الصافي، «إلى القرآن الكريم»، وإلى السنة المطهرة التي لا يُخالفُ فيها حديثٌ آيةً من القرآن.
وأوردتُ حديث ابن عمر في فتنةِ ابن الزبير وهو لم يخرج أو يشارك فيها.. وحين سُئل عما منعه قال: يمنعني أن الله حرمَّ دم أخي.. وحين ذُكّر بقول الله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة» قال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله.
وهكذا كان هناك من يحاول تحوير وتدوير معاني القرآن من أجل هدفٍ معين أو لصالح فئةٍ.. ولقد كان - والحمد لله - في الأمةِ أمثالُ ابن عمر (رضي الله عنهما) قادرون على المقارعةِ وإعلاء صوت الحق..
أما وقد حُرم الإسلامُ هؤلاء الأعلام الهداة المهتدين، وبُلينا اليوم بمعاهد وجامعات تمنح الدرجات العلمية الرفيعة (ورقياً) كما ذكرت في المقالة الثالثة من هذه السلسلة.. وكل هذا حدث في غياب العلماء والمفكرين الحقيقيين، ربما دون قصدٍ منهم، فأمست الساحة خاليةً إلاَّ من ضلال المضللين، وأمسى نفر من شبابنا لا يرى إلا من خلال الضالين.
فقد استتر الإرهابُ الأسود خلف آيات كريمة خلطوا مقاصدها النقية بمقاصدهم الدنية.. وارتكزوا مدلسين على استخدام مشين لحديث من أحاديث الأمين، عليه وعلى آله صلاة وسلام رب العالمين. فاستولوا على عقولٍ يافعة وزهور يانعة، انساقت مخدوعةً في غمرة حماسٍ إلى جرفٍ هارٍ، وسيقت إلى ويلٍ اكتوت بناره الأمةُ كلها.
ومن هنا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى العالم عامة، وإلى الفكر والعقل بشكل خاص.. استنهاضاً للهمم، وإعلاءً للقيم، واسترداداً للإسلام والسلام.
وانطلاقاً من نداء خادم الحرمين الشريفين الملك الموفق عبدالله بن عبدالعزيز وتلبية له، وكواحدٍ من أبناء رعيته، أشعرُ بألمه وأمنيته، أُمرتُ بعد طاعة الله ورسوله بطاعته، فقد رأيتُ أن من واجبي وعبر مؤسسات (اقرأ) المختلفة، (اقرأ لخدمة علوم القرآن والسنة، اقرأ للإعلام، اقرأ للإنماء والتشغيل)، التي تشرفت بتأسيسها، أن أبادر بالدعوة للقاء يجمع مفكري الإسلام وإخوانهم من مفكري الديانات السماوية، في مواجهة ظواهر الإرهاب، وفاحش الخراب، ردعاً لأنصار الفتنة، ودعاةِ الاحتراب، وذلك تحت عنوان «استرداد الإسلام والسلام».
ولم يتقرر بعد المكان الذي سيتم فيه عقد هذا اللقاء، ذلك أنني بصدد البحث عن مدينة عربية أو غربية تتوافر فيها ضمانات كافية من حرية التعبير والانسياب الفكري من دون قيود مقلقة، أو شروطٍ مسبقة.
وأذكر أنني دعوت في21/ 8/ 2005 إلى مؤتمر مماثل في مدينة شرم الشيخ المصرية في أعقاب موجة الإرهاب التي خربت بعض المواقع والأماكن المصرية.. وعقد على مدار يومين كان أولهما يوماً جميلاً أدلى فيه المشاركون بدلوهم في آبار من الفكر صافية.. وما إن كان اليوم التالي، إلا وصممت مواقع الجهالة والضلال هجمات مضادة لفكر المشاركين الصافي وتوعدوهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.. إن لم يرتدوا عما كانوا يدعون إليه من سماحة هذا الدين وعالميته نبذاً للإرهاب والتطرف!. فكان للأسف ممن كنت أعتبره من علماء المسلمين، بل من كبارهم، أن جارى تيار جمهوره وأسدل ستاراً على ما قال بالأمس.. وهذا ما يدعوني قبل الدعوة لهذا المؤتمر أن أحسن الاختيار وأن أدعو الأخيار حرباً على كل الشر والأشرار.
ولقد عمدتُ إلى دعوة مفكري كل الأديان السماوية، لأن الأديانَ كلها تاجٌ من لآلئ السلام على رؤوس البشر، أراد الله تعالى أن يكون الإسلامُ جوهرته التي تشبعت بصفاء كل رسالات السماء، لتبقى نوراً لا ينطفئ.. حتى يرث اللهُ الأرض ومن عليها. والله متم نوره ولو كره الكافرون. أولئك الذين يكتمون الحقَّ وهم يعلمون.. ويتاجرون بالباطل متدثرين بدُثر حقٍ هو منهم بُراء. يسعون في الأرض فساداً ودماراً، بطراً من عند أنفسهم، داعين ومسوغين لفكر ضال منحرف.. كسراب يحسبه الظمآن ماءً.
وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى، خدمة لدينه ونشراً لراية السلام في الأرض.