أبو مسامح تاريخ فني في طي النسيان
»أبو مسامح« اسم قادر على إيقاظ الذاكرة السعودية؛ التلفزيونية منها بشكل خاص، كون هذه الشخصية واحدة من أقوى الشخصيات تأثيرا في جيل الستينات والسبعينات
»أبو مسامح« اسم قادر على إيقاظ الذاكرة السعودية؛ التلفزيونية منها بشكل خاص، كون هذه الشخصية واحدة من أقوى الشخصيات تأثيرا في جيل الستينات والسبعينات
الأحد - 31 أغسطس 2014
Sun - 31 Aug 2014
»أبو مسامح« اسم قادر على إيقاظ الذاكرة السعودية؛ التلفزيونية منها بشكل خاص، كون هذه الشخصية واحدة من أقوى الشخصيات تأثيرا في جيل الستينات والسبعينات..من هو أبو مسامح؟ لمن لا يعرفه هو رجل مسنّ عاش بدايات البث التلفزيوني، وشهدت الشاشة الفضية على مرأى من المشاهد السعودي ولادته الفنية عبر أثير إذاعة الرياض عام 1965م..غير أن بدايته كانت عبر أثير إذاعة الرياض قبل أن يرتبط بالحبل السري للشاشة الصغيرة التي قدّم من خلالها أعمالا تضمنت مسلسلات وسهرات تمثيلية ربما كان أشهرها بخيل مع مرتبة الشرف، وعائلة فوق تنور ساخن، فيما حصدت سهرات أبو مسامح أيام زمان التحلق الجماهيري لمتابعي التلفزيون قصب السبق عن باقي أعماله التي تتجاوز العشرين عملا بين الإذاعة والتلفزيون.
موظف وزارة الصحة قدّم استقالته رغبة منه في التفرغ للفن في زمن الانفتاح الحضاري الخارج من رحم الحشمة والأدب دون محاولات للتواطؤ على التمييع لكل ما يرتقي بالإنسان بقناعة الفارس الذي يسكن «محمد المفرح» الذي اختار وهو الشاب اليافع حينها شخصية مسنّة ليطلق الفنان الحقيقي الذي يسكنه بعيدا عن «الشبوبية» بقدر قربها وتماسها من مهارات الفنان داخله.
ولم يكتف المفرح بالتفرغ للتمثيل، بل جاء قراره بالسفر إلى «أم الدنيا» مصر وجهة الفنانين وهوليود العالم العربي؛ بهدف صقل الموهبة؛ ليعود مجددا بعد حصوله على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1968م، ليبدأ تقديم الدراما التلفزيونية مع نجوم جيله في ذلك الوقت، إلا أن ذلك الحب للفن بقدر ما قوبل بترحاب بالغ من المجتمع إلا أن ضريبة النجومية وامتهان الفن كانت «محاربة من أخي الأكبر، إلا أن شخصية أبو مسامح كانت كفيلة بأن يُقدم هذا الأخ على تزيين صدر المجلس لصورة المفرح».
ابتعاد المفرح عن الساحة الفنية في الفترة الماضية جاء قسريا، كما أوضح هو نفسه، «ابتعادي نتيجة صعوبة التعامل مع التلفزيون، ونتيجة مجموعة من المشاكل المتراكمة التي لم تحل في ذلك الوقت، وعندما ابتعدت قمت بتكسير معداتي الخاصة بالتصوير والإنتاج وقلت إنه ليس هناك رجعة للفن».
فيما يبدو أن التاريخ الفني للمفرح قيد النسيان كما أبان «تاريخي مدفون في قبو التلفزيون؛ ولا أحد يفكر بعرض أو تذكر جزء منه»..هذه الكلمات التي جاءت على لسان المفرح في أحد حوارته تلخص بما لا يدع مجالا للشك حال الفنانين «زمان»، يوم كان الفن للفن فقط! بدون شيكات وأرصدة في البنوك.