حوجن العاطفة بين الإنس والجن

“ويجأ” كلمة سطرت على رواية خيالية مزجت بقليل من الواقع، وكأن السبب هو منع بيع هذه الرواية بالمكتبات، ولكن فشلت المحاولات لإيقاف تداولها بالمتاجر الالكترونية العالمية باللغتين العربية والإنجليزية

“ويجأ” كلمة سطرت على رواية خيالية مزجت بقليل من الواقع، وكأن السبب هو منع بيع هذه الرواية بالمكتبات، ولكن فشلت المحاولات لإيقاف تداولها بالمتاجر الالكترونية العالمية باللغتين العربية والإنجليزية

الاثنين - 27 يناير 2014

Mon - 27 Jan 2014



“ويجأ” كلمة سطرت على رواية خيالية مزجت بقليل من الواقع، وكأن السبب هو منع بيع هذه الرواية بالمكتبات، ولكن فشلت المحاولات لإيقاف تداولها بالمتاجر الالكترونية العالمية باللغتين العربية والإنجليزية

“أنا حوجن، حوجن بن ميحال الفيحي” رواية أثارت ضجة عبر قنوات التواصل الاجتماعي عن تناول المراهقات لها داخل الفصول الدراسية مما أثار دهشة المعلمات فاعتقدن أن الطالبات يقمن بتحضير الجن بربطهن لما تناولته الرواية من مصطلح لعبة “ويجأ” التي تناولها فيلم عربي منذ سبع سنوات ولم يحدث هذه الضجة على الرغم من توضيح كيفية استخدام هذه اللعبة

رصدت “مكة” عبر ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي ردود أفعال القراء فمنهم من كان معارضا ومنهم المؤيد وبررتها الأغلبية بأنها رواية خيالية صورت العالم الخفي للإنسان

تروي أسماء الخالد البالغة من العمر 18 سنة، عن تجربتها بلعبة “ويجأ” قائلة “لعبة ممتعة وتعتمد على الاعتقاد النفسي وهي لعبة بين النفس والروح لأن العقل الباطن هو من يقوم بالتحكم أثناء اللعب بها، أما عن كتاب “حوجن” فهو ممتع جدا ولا توجد به طلاسم وقرأته أنا و12 فتاة”

وتقول سماهر عبدالله “بعد قراءتي للرواية صنفتها من أجمل وأغرب الروايات التي قرأتها، أفكار القصة شدت فضولي حيث تدور حول جني مسلم اسمه حوجن حبّ الأنسية سوسن، عادة عندما نستمع لهذا النوع من القصص نستعيذ من الشيطان ونشعر بالخوف، استنكرت ما قيل عن الرواية لأنه واضح جدا لكل من قرأ الرواية أن مقصد الكاتب سرد قصة بأحداث جديدة في الطرح والأسلوب وليس تعليم السحر أو الشعوذة”

ومن الناحية النفسية لانتشار الرواية بين الفتيات المراهقات تفسر الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة أم القرى الاختصاصية النفسية سمية شرف “بأن سن المراهقة سن حساس جدا بالنسبة للفتاة لأنها تصحبها تغيرات هرمونية تؤثر على الناحية النفسية والاجتماعية فهذه التغيرات لا تخلو منها الناحية العاطفية تماما لأنها تنتهي بالنضج العاطفي والاستقرار النفسي”

وتضيف “إن الفتيات عاطفتهن جياشة أكثر من الشباب فيلجأن إلى قراءة الروايات العاطفية والأشعار والخواطر والنثر وكل ما يكشف العلاقات بين الأطراف الأخرى والانجذاب لهم، فبالتالي الرواية جاءت لتحكي قصة مختلفة عن باقي الروايات لأنها حملت بطابعها نوعا من الغرابة بقصة حب بين طرفين من عالم مختلف فانتقلت من الواقع إلى الفنتازيا والخيال”

وتركز شرف على الركائز العاطفية التي لعبت على وترها الرواية بانجذاب الفتيات نحوها، بعيدا عن النواحي الدينية فالفتاة من الناحية النفسية بهذه الفترة تبحث عن الغرابة، وهو تحول فطري ولكن يجب أن يثرى بطريقة إيجابية أكثر من الطبيعي، فالفتيات يرغبن في التطلع إلى العالم الآخر

واستخدم كاتب الرواية إبراهيم عباس نمطا جديدا أطلق علية الرواية التصويرية الذي يختلف عن الرواية الكلاسيكية للاهتمام بالواقع الحدثي فيقول “وددت أن أكتب نمطا روائيا غريبا عن الساحة العربية، فالمعتادون على النمط الكلاسيكي فوجئوا بهذا النمط وانتقدت على مقياس الرواية، مطلقا على الرواية (رواية مرئية) لا مروية”، ويقول “إن كتابة الرواية بدأت بتجسيد مصور بحيث يشاهدها القارئ بخياله كمشهد سينمائي كما فعلت أنا قبل كتابتي للرواية ولرغبتي بأن يذهب القارئ بخياله واهتمامه بالحدث، واستخدام عدة لهجات لإعطاء الحس التصويري أكثر من البلاغي”

واستاء من أسلوب الفتيات من انتشار الرواية بالمدارس وإهمالهن للحصص المدرسية بقوله “لا أقبل هذا التصرف من الفتيات وأنا غير راض، ولكن ما حصل من ردة فعل يخلق فجوة بين الطالبة والمدرسة، كما أن هذا التهويل مضر بالمجتمع”

ويضيف عباس أن “الهيئة عملت بما نشر ببرامج التواصل الاجتماعي وأخذت الإجراء والاحتياط بإيقاف الرواية حتى الانتهاء من قراءتها ورفع تقرير بشأنها، وكلف شخصان بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الشرقية وجدة بقراءتها، وتم الالتقاء معهما وأبديا إعجابهما بهذه الرواية، كما أن الرواية مصرح بها من وزارة الثقافة والإعلام وهناك لجنة سابقة عرضت عليها الرواية بالوزارة، وقد بلغت مبيعات نسخها 25 ألفا”

كما أوضح أنه أوجد بديلا -أثبت نجاحه بالوطن العربي- من الروايات الغربية الأكثر مبيعا بمكتباتنا والتي قد تحمل تفسيرات أخرى، وأنه سيسهم في تحريك الشباب نحو كتابة الروايات لإمتاع الغرب بثقافتنا كما أمتعونا بثقافاتهم