قصة التحكيم.. والأخطاء الشائعة في تاريخنا الإسلامي
يذكر كل من درس أو قرأ في التاريخ الإسلامي قصة الخلاف الدامي بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما.. وأهم ما يدمي القلب تلك الرواية الصادمة عن قصة التحكيم والتي تناقلتها الأجيال على مر السنين مما أساء لصورة الكثير من الصحابة تاريخياً.
يذكر كل من درس أو قرأ في التاريخ الإسلامي قصة الخلاف الدامي بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما.. وأهم ما يدمي القلب تلك الرواية الصادمة عن قصة التحكيم والتي تناقلتها الأجيال على مر السنين مما أساء لصورة الكثير من الصحابة تاريخياً.
الثلاثاء - 26 أغسطس 2014
Tue - 26 Aug 2014
يذكر كل من درس أو قرأ في التاريخ الإسلامي قصة الخلاف الدامي بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما.. وأهم ما يدمي القلب تلك الرواية الصادمة عن قصة التحكيم والتي تناقلتها الأجيال على مر السنين مما أساء لصورة الكثير من الصحابة تاريخياً.
لقد اتفق الطرفان على توكيل الإمام موسى الأشعري عن طريق علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، والصحابي عمرو بن العاص عن طريق معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما، لحل المشكلة، وتوصل الحكمان بعد طول نقاش إلى خلع الاثنين، وترك الخيار للأمة لتختار خليفتها.. كانت تلك القصة الكاذبة التي رواها الطبري ولم يتأكد من راويها وهو رجل يسمى أبو مخنف.. ونكمل القصة الكاذبة أنهما خرجا للناس فتقدم أبو موسى الأشعري فخلع علي بن أبي طالب من خلافة المسلمين وهو يقول أخلعه كما أخلع خاتمي هذا من يدي.. وتقدم عمرو بن العاص وقال وأنا أثبت معاوية كما أثبت خاتمي هذا في يدي.. وهاج الناس واختلفوا وكادت أن تقوم مذبحة كبيرة.. وتطور الأمر إلى حرب ضروس لسنوات طويلة.. هذا ما ذكره الطبري والرواية كانت عن أبو مخنف وهو كما ذكر ابن حجر في لسان الميزان لوط بن يحيي وهو إخباري تالف لا يوثق به وتركه أبو حاتم وغيره، وقال الإمام الدارقطني عنه إنه ضعيف، وقال ابن معين ليس بثقة، وقال ابن عدي شيعي محترق.
والرواية الصحيحة تقول إنهما اتفقا على أن يبقى علي خليفة في الكوفة، ومعاوية واليا على الشام.. وهناك رواية أخرى تقول إنهما لم يتفقا على شيء وهي التي ذكرها الإمام البخاري في كتابه التاريخ الكبير..
والقصة التي تصلنا بالرواية المشبوهة هدفها بالأساس الطعن في دين عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما، وأولهما قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، ابن العاص مؤمنان عمرو وهشام.. والثاني كاتب الوحي الأمين ومن شهد له بحسن الإسلام.. والإمام أبي موسى الذي ولاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولاية عدن، وإمارة الكوفة في عهد عمر وإمارة البصرة وهو الإمام العالم المجاهد وليس الرجل الغبي الساذج.. أزعم بأن تلك الرواية المزعومة كانت بداية تشويه التاريخ الإسلامي وتحطيم الصورة الحقيقية لصحابة رسول الله.. لتبدأ الخطوة الأولى في طريق التطرف من الجهتين.. والذي أوغلنا فيه كثيراً.. وللحديث بقية.