الإسراف في المناسبات خطر يهدد المجتمع
المناسبات والاجتماعات المفرحة والمحزنة، كلاهما أصبح الإسراف والتبذير فيه أمرا ظاهرا.
حتى المناسبات البسيطة لم تسلم من ذلك، ونحن في غفلة ونسيان لمعاناة إخواننا، فهل جاء اليوم الذي نعي فيه هذا الخطر وهذه الغفلة لنفيق منها ونقدم لهم العون والمساعدة وننبذ الإسراف والتبذير ونحاربهما في مناسباتنا لتدوم النعم؟
المناسبات والاجتماعات المفرحة والمحزنة، كلاهما أصبح الإسراف والتبذير فيه أمرا ظاهرا.
حتى المناسبات البسيطة لم تسلم من ذلك، ونحن في غفلة ونسيان لمعاناة إخواننا، فهل جاء اليوم الذي نعي فيه هذا الخطر وهذه الغفلة لنفيق منها ونقدم لهم العون والمساعدة وننبذ الإسراف والتبذير ونحاربهما في مناسباتنا لتدوم النعم؟
الاثنين - 25 أغسطس 2014
Mon - 25 Aug 2014
المناسبات والاجتماعات المفرحة والمحزنة، كلاهما أصبح الإسراف والتبذير فيه أمرا ظاهرا.
حتى المناسبات البسيطة لم تسلم من ذلك، ونحن في غفلة ونسيان لمعاناة إخواننا، فهل جاء اليوم الذي نعي فيه هذا الخطر وهذه الغفلة لنفيق منها ونقدم لهم العون والمساعدة وننبذ الإسراف والتبذير ونحاربهما في مناسباتنا لتدوم النعم؟
إن الإسراف والتبذير أمران نهى الله تعالى في كتابه الكريم عنهما في قوله - جلَّ وعلا «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ».
إن هذه الأمراض التي تفشت في مجتمعاتنا كفيلة بالقضاء على مقدرات المجتمعات ومكتسباتها بين عشية وضحاها مصداقا لقول الله تعالى «وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً» (الإسراء)16.
والتاريخ منبئ بالعلاقة بين الإسراف والتبذير والهلاك، فكلما زاد الإسراف زاد خطر الهلاك والاندثار، وللأسف الشديد أغلب الناس لا يعون إلا في الوقت الذي يكتوي الفرد فيه من ارتفاع الأسعار، لأنها صفارة إنذار خطيرة تواجه المجتمع المبذر.
قد يكون التبذير والإسراف للتعالي والتفاخر أو للرغبة في التميز وهو أمر أشد خطرا حيث نهى الله سبحانه عن التبذير والكبر والتباهي والخيلاء، وهي أخلاق مذمومة، والقادر على الإنعام بها قادر على أن يسلبها.
لقد أمرنا الله تعالى بالاعتدال وإعطاء الشيء حقه والتوسط في الأمور وإنفاق الأموال فيما يعود بالنفع، والابتعاد عن الإسراف والتبذير وإلا سوف تكون العاقبة مخيفة، ولكيلا تسيطر علينا شهواتنا وملذات الدنيا، وبالشكر تدوم النعم ولا شك.
لعل من مظاهر علاج هذه الظاهرة ما تقوم به بعض الجمعيات الخيرية من تجهيز وتهيئة مواقع مناسبة لجمع الفائض من الأطعمة في المناسبات، وتوزيعها على المحتاجين، ولأن هذه الطريقة فيها خير كثير من ناحيتين: الأولى المحافظة على النعمة، والثانية مساعدة من يحتاج إليها.
فأدعو القائمين على الجمعيات الخيرية تفعيل هذه الفكرة من جهة، كما أدعو أصحاب المناسبات بالتواصل مع هذه الجمعيات، وعلى الدعاة والخطباء والكتاب تنويه المجتمع إلى الآفات الخطيرة التي تقوده إلى الهلاك والاندثار، وإلى العلاج الناجع والدواء النافع الذي من شأنه أن يقضي على مثل هذه الأمراض الفتاكة التي تنخر في صلب المجتمع وأفراده، سائلين الله تعالى أن يعافي أمتنا من هذه الداء الوبيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.