كاملاري رق نيبالي يعرض فتيات للبيع بـ25 دولارا
مانجيتا شاوداري كانت في سن التاسعة ولم تكن قد أمضت أي ليلة بعيدا عن والديها قبل أن يبيعها والدها الشرطي النيبالي بسعر 2500 روبية «25 دولارا»
مانجيتا شاوداري كانت في سن التاسعة ولم تكن قد أمضت أي ليلة بعيدا عن والديها قبل أن يبيعها والدها الشرطي النيبالي بسعر 2500 روبية «25 دولارا»
الأحد - 26 يناير 2014
Sun - 26 Jan 2014
مانجيتا شاوداري كانت في سن التاسعة ولم تكن قد أمضت أي ليلة بعيدا عن والديها قبل أن يبيعها والدها الشرطي النيبالي بسعر 2500 روبية «25 دولارا»
عندها غادرت شاوداري عائلتها المقيمة في غرب نيبال للانضمام لمنزل مخدومها الواقع على بعد 200 كيلومتر بالقرب من الحدود الهندية، حياتها الجديدة تبدأ عند الساعة الرابعة صباحا بتنظيف المنزل ومن ثم غسل الأواني وترتيب المطبخ قبل الانتقال إلى أقارب مخدومها للقيام بالشيء نفسه، وهي تخلد إلى النوم منهارة قبيل منتصف الليل
وتقول شاوداري البالغة اليوم 22 عاما «لم أكن أقوى على كل ذلك فكانت زوجة مخدومي تضربني بالأواني والقدور وكانت تهدد ببيعي إلى رجل آخر»، وتضيف «كنت خائفة إلى درجة أني لم أكن أبكي أمامهم، كنت أبكي بهدوء في الحمام»، بعد سنة على ذلك التقت بوالدها ورجته أن يعيدها إلى المنزل العائلي لكنه قال لها إنه غير قادر على تربيتها مع شقيقتها التي باعها أيضا
وتتعرض الفتيات النيباليات اللواتي يبعن كعبيد ويسمين «كاملاري» بانتظام للضرب وللعنف الجنسي وهن سجينات لدى أصحاب عملهن
ففي يناير من كل سنة عندما تحتفل أقلية ثارو بمهرجان ماغي في نهاية فصل الشتاء توقع العائلات الفقيرة عقودا «لإيجار» بناتها بسعر 25 دولارا في السنة أحيانا، وقبل قرن من الزمن كانت أقلية ثارو تملك مزارعها الخاصة وتعيش في اكتفاء ذاتي نسبي في منطقة تيراي التي كان ينتشر فيها مرض الملاريا كثيرا وهم محصنون ضده بشكل طبيعي
لكن عندما تم القضاء على الملاريا في المنطقة في الستينات استولى مزارعون من طبقات أعلى على هذه الأراضي الخصبة وأصبح افراد اتنية ثارو تحت إمرتهم ويرزحون تحت عبء الديون في أراض كانت ملكهم، واضطر كثير منهم إلى بيع بناتهن كخادمات عبدات في ظاهرة تدعى «كاملاري» المحظورة منذ 2006 إلا أنها مستمرة في البلاد
عملت شاوداري لمدة ثلاث سنوات كـ»كاملاري» تعرضت خلالها للعنف والتحرش الجنسي قبل أن تتحدث منظمة «نيبال يوث فاونديشن» غير الحكومية الأمريكية مع والدها وتقترح عليه دعمه في تربيته ابنتيه شرط أن يلغي العقدين
في سن الثانية عشرة تعلمت شاوداري الكتابة والقراءة، وباتت الآن تدرس إدارة الأعمال وتتقن ثلاث لغات، إلا أن آثار ما عانته في طفولتها لا تزال حية وقررت أن تلتزم قضية الكاملاري
وتقول «لقد سلبت طفولتي مني، كانت فترة رهيبة وسأبذل قصارى جهدي لوضع حد لهذه الممارسة وتحرير الفتيات»
وبحسب المنظمات غير الحكومية التي تكافح هذه العبودية، فهذه الممارسة التي ولدت في جنوب غرب نيبال تتواصل خصوصا في العاصمة حيث تلجأ إليها العائلات الميسورة
ولا تزال ما لا يقل عن ألف كاملاري يعملن تحت إمرة أرباب عمل نصفهن على الأقل في كاتماندو على ما يقول كمال غوراغاين المحامي في المنظمة غير الحكومية النيبالية «تشيلدرن-ويمن إن سوشال سيرفيس آند هيومن رايتس»
ولم يحكم على أي من أصحاب العمل هؤلاء على توظيف الكاملاري أو سوء معاملتهن رغم الشكاوى الكثيرة للمنظمات غير الحكومية
ويقول المحامي «الكاملاري لا يزلن موجودات لأن أصحاب العمل لا يلاحقون أو يسجنون»
في مارس 2013 توفيت واحدة منهن وهي في الثانية عشرة من العمر جراء حروق لدى صاحب العمل مما أثار موجة من الاحتجاجات، ووعدت الحكومة بوضع حد لهذه الممارسة لكن بعد سنة على ذلك لم يتغير شيء تقريبا
وأفاد رام براشاد باتاراي الناطق باسم وزارة المرأة والطفولة والشؤون الاجتماعية «نجهد لجعل الكاملاري مستقلات من خلال التعليم ومن خلال اقتراح تدريبات لكي يصبحن خياطات أو خبيرات تجميل، لكن لا ننوي مداهمة كل منزل في كاتماندو»
وخلال مداهمة قام بها ناشطون تم إنقاذ الشابة جاياراني ثارو التي كانت تعمل منذ فترة طويلة ككاملاري بحيث لم تعد تذكر متى غادرت عائلتها
وكان صاحب العمل الذي يملك مطعما ويدير شركة للأثاث يدفع لوالدها ستة آلاف روبية في السنة