الذهب الأغبر

عرف الناس منذ آلاف السنين المعدن الثمين «الذهب» الذي كانوا يعدونه مقياس الثراء، فتسابقوا على امتلاكه وتقاتلوا من أجله، ولم يحل محله شيء ذو قيمة تعوض عنه وتغني حتى اكتشف الناس البترول فكان أغلى مادة عرفها الإنسان بعد الذهب أو المعدن الكريم، ولاهتمامهم بالبترول وعنايتهم به شبهوه بالذهب، وميزوه بالذهب الأسود خلافا لصفة الذهب الذي كانوا يدعونه الأصفر فيما مضى من الحقب التاريخية الطويلة، اليوم جاء منافس ثالث لهذين العنصرين الأصفر والأسود، ولأن كل منهما أخذ من لونه صفته، فإن ما ترونه في العنوان أعلاه هو اللون الذي يميز هذا العنصر الجديد، الذي أصبح لا يقل أهمية عن العنصرين السابقين في هذه الأيام، وفي بلادنا خاصة حيث لونه الأغبر هو ما لا يشاركه فيه غيره من الألوان ولا يوجد ما يماثله من الصفات.

عرف الناس منذ آلاف السنين المعدن الثمين «الذهب» الذي كانوا يعدونه مقياس الثراء، فتسابقوا على امتلاكه وتقاتلوا من أجله، ولم يحل محله شيء ذو قيمة تعوض عنه وتغني حتى اكتشف الناس البترول فكان أغلى مادة عرفها الإنسان بعد الذهب أو المعدن الكريم، ولاهتمامهم بالبترول وعنايتهم به شبهوه بالذهب، وميزوه بالذهب الأسود خلافا لصفة الذهب الذي كانوا يدعونه الأصفر فيما مضى من الحقب التاريخية الطويلة، اليوم جاء منافس ثالث لهذين العنصرين الأصفر والأسود، ولأن كل منهما أخذ من لونه صفته، فإن ما ترونه في العنوان أعلاه هو اللون الذي يميز هذا العنصر الجديد، الذي أصبح لا يقل أهمية عن العنصرين السابقين في هذه الأيام، وفي بلادنا خاصة حيث لونه الأغبر هو ما لا يشاركه فيه غيره من الألوان ولا يوجد ما يماثله من الصفات.

الثلاثاء - 05 أغسطس 2014

Tue - 05 Aug 2014



عرف الناس منذ آلاف السنين المعدن الثمين «الذهب» الذي كانوا يعدونه مقياس الثراء، فتسابقوا على امتلاكه وتقاتلوا من أجله، ولم يحل محله شيء ذو قيمة تعوض عنه وتغني حتى اكتشف الناس البترول فكان أغلى مادة عرفها الإنسان بعد الذهب أو المعدن الكريم، ولاهتمامهم بالبترول وعنايتهم به شبهوه بالذهب، وميزوه بالذهب الأسود خلافا لصفة الذهب الذي كانوا يدعونه الأصفر فيما مضى من الحقب التاريخية الطويلة، اليوم جاء منافس ثالث لهذين العنصرين الأصفر والأسود، ولأن كل منهما أخذ من لونه صفته، فإن ما ترونه في العنوان أعلاه هو اللون الذي يميز هذا العنصر الجديد، الذي أصبح لا يقل أهمية عن العنصرين السابقين في هذه الأيام، وفي بلادنا خاصة حيث لونه الأغبر هو ما لا يشاركه فيه غيره من الألوان ولا يوجد ما يماثله من الصفات.

أتدرون ما هو الذهب الأغبر، إنه لون الأرض لون التراب، هذا الأغبر حل بكل قوة محل العنصرين السابقين وزاد عليهما وأصبح من يحصل عليه ويمتلكه لا يحسد أحدا ملك الذهب الأصفر ولا الذهب الأسود، الذهب الأغبر إذا وافقتموني على التسمية صار هو شغل الناس ولا سيما في بلاد الصحراء المغبرة في كل صفاتها وحالاتها، أصبح لشحه وندرته وتمسك الناس به ومغالبتهم عليه أغلى من كل شيء، وأندر من الكبريت الأحمر الذي نسمع عنه ويضرب المثل به للندرة والقلة. من منكم في الوقت الحاضر لا يشكو شح هذا العنصر الثمين؟ من منكم يستطيع أن يجد مضجعا لجنبه في هذه الصحراء القاحلة دون أن تمتد إليه يد خشنة الملمس تعلن امتلاكا لما تحت جنبه، وتوقظه بكل عنف الملاك الأثرياء وتبعده، حيث لا يجد من هذه الأرض الممتدة مساحة تتسع له ولغيره، الأرض لم تعد ترابا كما كانت من قبل بل أصبحت ثروة دونها كل الثروات، وقد كذب الحاضر قول الشاعر القديم الذي يقول: ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يمنوا ويمنعوا.

لم يعد التراب بهذا الرخص والهوان كما صوره الشاعر، ولكنه صار أثمن وأغلى ما يبحث الناس عنه اليوم، في بلادنا الصحراء الممتدة لا يجد الإنسان أمتارا من الأرض يقيم عليها مأوى له، وفي بلادنا الحبيبة يحتاج المرء إلى مئات الآلاف من الريالات حتى يستطيع الحصول على قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن أربعمائة متر مربع، هذا التكالب على الأرض، والغلو في أسعارها وتحويلها من منافع مشاعة بين الناس إلى ملكيات خاصة وفردية والاتجار بها سابقة لم تعرفها البلاد قبل عدة سنوات، وهو الحال الذي جعل أكثر الناس عاجزين عن امتلاك المسكن المناسب والأهم من ذلك أن الأرض الموات لا يملكها شرعا إلا من أحياها، وقام بعمارتها وأن الإسلام والأعراف والقوانين الدولية والمصالح المرعية تمنع الاحتكار أيا كان نوعه، في كل الأديان والشرائع فما السبب في ألا ينطبق على الأرض ما ينطبق على كل سلعة يحتاجها الناس. والأرض الموات لم تكن في أي وقت ملكا خاصا تجوز حيازته والاتجار به وإنما إحياء الموات منها وصلاحه هو ما يخول امتلاكها (الأرض الموات لمن أحياها) حديث. ولكن ضعوا بعدها ما شئتم من علامات الاستفهام.