أنصاف علماء ومتسلقو سلطة
أوجز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته للعلماء والمشايخ لدى استقباله لهم في جدة مساء أمس الأول، ما يجول في خاطر كل غيور على دينه ووطنه وماله ونفسه وعرضه، وخاصة عندما قال «ترى فيكم كسل وفيكم صمت، وفيكم أمر ما هو واجب عليكم».
وقد شخصت هذه الكلمات حال كثيرين من العلماء ممن تخلوا عن دورهم الريادي في تصحيح المفاهيم الخاطئة العالقة في ذهن الشباب حول العديد من قضاياهم الحياتية، لأسباب غير معروفة.
أوجز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته للعلماء والمشايخ لدى استقباله لهم في جدة مساء أمس الأول، ما يجول في خاطر كل غيور على دينه ووطنه وماله ونفسه وعرضه، وخاصة عندما قال «ترى فيكم كسل وفيكم صمت، وفيكم أمر ما هو واجب عليكم».
وقد شخصت هذه الكلمات حال كثيرين من العلماء ممن تخلوا عن دورهم الريادي في تصحيح المفاهيم الخاطئة العالقة في ذهن الشباب حول العديد من قضاياهم الحياتية، لأسباب غير معروفة.
السبت - 02 أغسطس 2014
Sat - 02 Aug 2014
أوجز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته للعلماء والمشايخ لدى استقباله لهم في جدة مساء أمس الأول، ما يجول في خاطر كل غيور على دينه ووطنه وماله ونفسه وعرضه، وخاصة عندما قال «ترى فيكم كسل وفيكم صمت، وفيكم أمر ما هو واجب عليكم».
وقد شخصت هذه الكلمات حال كثيرين من العلماء ممن تخلوا عن دورهم الريادي في تصحيح المفاهيم الخاطئة العالقة في ذهن الشباب حول العديد من قضاياهم الحياتية، لأسباب غير معروفة.
شخصيا أرى أن ابتعادهم لا يخرج عن أحد أمرين، إما أنهم مؤيدون للفكر المتشدد الذي ينادي به خوارج هذا الزمان، وبالتالي فإن سكوتهم عليه متسق مع معتقداتهم، أو أنهم يرفضونه، ولكن يخشون اهتزاز شعبيتهم وقاعدتهم بين أنصارهم إن هم أدانوا هذه الأفعال.
وفي كلتا الحالتين من الجرم على من شرّف بحمل هذه الأمانة أن ينجرف عن الطريق القويم الوسطي الذي كان عليه السلف الصالح لأسباب دنيوية أو أن يبيع آخرته بعرض من الدنيا لتحقيق مصالح شخصية.
يدلل على ذلك العديد من المواقف والأحداث الجسام التي شهدتها الساحة العالمية من أفعال مشينة باسم الإسلام والمسلمين منذ تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، دون أن نسمع من هؤلاء العلماء، إلا من رحم الله، أي مواقف تبين اعتراضهم عليها أو رفضهم لها.
الأكيد أن الأمة الإسلامية بفقدانها أبرز رموزها الدينية أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين من السعودية، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ جاد الحق علي جاد الحق والشيخ محمد متولي الشعراوي من مصر، وغيرهم من علماء الأمة الإسلامية، أصبح مكانهم بين الناس شاغرا، حيث لم تستطع معظم الأسماء التي خلفتها أن تحل محلها، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام «أنصاف علماء» نجحوا في ملء هذا الفراغ بأفكار ومعتقدات اكتوت بنارها المجتمعات الإسلامية في العقدين الأخيرين وما زالت.
في ظني، إن مشكلة معظم العلماء الحاليين ممن يتصدرون المشهد الديني الرسمي افتقارهم للكاريزما التي ينبغي أن يتمتع بها رجل الدين، إضافة إلى لغتهم الخشبية التي لم تواكب جيل هذا العصر، وهو ما جعل من صوتهم ليس ذا تأثير. كما أن ابتعادهم عن الاجتهاد في القضايا الحياتية المستحدثة، وركونهم لأقوال السلف، ووقوفهم حجر عثرة أمام كثير من القضايا المصيرية، أفقدهم آخر الطرق المؤدية إلى امتلاك قلوب الناس.
وهذا الأمر مخالف لما ينبغي أن يكون عليه الفقهاء، وتنبه له السابقون فنجحوا بعلمهم واجتهادهم وقراءتهم لواقع أمتهم، بأن يكونوا قبلة للعالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، وأن تكون كلمتهم ذات تأثير على عموم الناس سواء كانوا سياسيين أو مواطنين عاديين، مسلمين أو غير ذلك.
ولذلك فإن العلماء الحاليين مطالبون قبل غيرهم بمواكبة متطلبات مجتمعاتهم، وامتلاك الجرأة في الصدع بالحق، مهما كانت الأسباب أو المبررات، مع اختيارهم الطرق الصحيحة في مخاطبة مختلف فئات المجتمع، كل بحسب مكانه وصفته. وبغير ذلك ستظل زعامة المشهد الإسلامي مختطفة من قبل أنصاف علماء ومتسلقي سلطة.