صوموا.. تنتصروا

لم يدر بخلد الفتى الأسمر ذي التسعة عشر ربيعاً وهو يغادر قريته الصغيرة شيبة قش ليلتحق بالجيش المصري أن اسمه سيخلد كأحد أبرع صائدي الدبابات في التاريخ، فقد استطاع محمد عبدالعاطي بعد

لم يدر بخلد الفتى الأسمر ذي التسعة عشر ربيعاً وهو يغادر قريته الصغيرة شيبة قش ليلتحق بالجيش المصري أن اسمه سيخلد كأحد أبرع صائدي الدبابات في التاريخ، فقد استطاع محمد عبدالعاطي بعد

الخميس - 10 يوليو 2014

Thu - 10 Jul 2014



لم يدر بخلد الفتى الأسمر ذي التسعة عشر ربيعاً وهو يغادر قريته الصغيرة شيبة قش ليلتحق بالجيش المصري أن اسمه سيخلد كأحد أبرع صائدي الدبابات في التاريخ، فقد استطاع محمد عبدالعاطي بعد سبع سنين أن يحطم بمفرده ثلاثين دبابة ومجنزرة إسرائيلية في حرب العاشر من رمضان، كما كان أول أفراد مجموعته في عبور خط بارليف، الذي طالما روج العدو الإسرائيلي أن عبوره يعد ضرباً من المستحيل.



بدأت علاقة شهر رمضان بالانتصارات الإسلامية بانتصار ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول الله على ألف من رجال قريش المدججين بالسلاح في موقعة بدر بالسنة الثانية من الهجرة، ثم بدخول رسول الله مكة فاتحا في السنة الثامنة وهو الفتح الذي تلاه دخول أهل الجزيرة في دين الله أفواجاً.



استمر مسلسل وفاء الشهر الكريم للمسلمين بتوالي الفتوحات الرمضانية، فهذا طارق بن زياد يضع قدميه على صخرة جبل سمي لاحقاً باسمه لينطلق منه للأندلس، ثم يقود الخليفة العباسي المعتصم جيشه لفتح عمورية، ويدحر صلاح الدين الصليبيين في معركة حطين، ويوقف قطز زحف المغول في معركة عين جالوت، أما الخليفة العثماني محمد الفاتح فيتوج ذلك كله بفتح القسطنطينية عاصمة الروم وهي المدينة التي طالما استعصت على المسلمين



الصوم جهاد بذاته، والجندي الصائم يدخل المعركة بنفسية المنتصر، فهو قد قهر شهواته وانتصر على نفسه طاعةً لله تعالى في علاقة روحية خالصة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: «كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».



تنفق الأسر السعودية والمقيمة على السلع الرمضانية خمسة وعشرين مليار ريال، وهو رقم بالغ الضخامة في شهر شرع فيه الصوم لتهذيب النفس وتعويدها على الزهد والتقشف، أما المسلسلات والبرامج التلفزيونية الرئيسة لهذا الشهر فقد جاوزت المئة وتنوعت بين برامج تعتمد على التهريج كعامل جذب رئيس ومسلسلات تكاد لا تخلو من الإيحاءات الجنسية.. وهذه هي المعركة التي يخوضها الصائم الآن، فمن يا ترى سينتصر؟



aalmansari@