عبدالله محمد الشهراني

ألم وليس دلعا

الأربعاء - 26 أكتوبر 2016

Wed - 26 Oct 2016

«روح المطار مواصل ونام في الطيارة»، نصيحة نسمعها من الأصدقاء والأحباب عندما تكون لدينا رحلة طويلة، لكن بعض الأحيان يكون الحظ سيئا، لدرجة أنك تجلس بجوار طفل يبكي بدون توقف، فيحصل الإزعاج و«يخّرب المزاج»، ونتصور أن البكاء نتيجة دلع من الطفل ذاته من ناحية، ونبدأ بتوزيع النظرات الحادة التي تحمل معاني قاسية لأم ذلك الطفل من ناحية أخرى.



لكن.. هل يبكي الطفل في الطيارة بدون سبب أو لمجرد أنه مدلع؟.. قبل الخوض في الإجابة سوف أتوقف عند مشهدين نراهما جميعا: الأول، عندما نكون في صالة المغادرة في المطار نرى الأطفال في حالة مرح وابتسامة دائمة، لكن وبمجرد الإقلاع يبدأ البكاء والمعاناة وننسى حينها أنهم هم أنفسهم الأطفال الذين كانت ابتسامتهم تُلفتنا في صالة المغادرة.



المشهد الثاني، نلاحظ ونحن نصطحب معنا عبوات الماء البلاستيكية أو أكياس الشيبس داخل الطائرة، بتغّيُر الضغط داخلها، فتارة تتقلّص وتارة تنتفخ العبوة أو الكيس. وربما يرى بعض الركاب هذه الظاهرة جلية في عملية انتفاخ الأقدام أثناء الرحلة الطويلة. عودة إلى إجابة السؤال السابق، يقول أحد الأبحاث إنه وعلى ارتفاع 30 ألف قدم تزداد نسبة الهواء في الأمعاء إلى 20% بسبب اختلاف الضغط، يشعر بألم هذا الارتفاع في نسبة الهواء البالغون قبل الأطفال.



نصعد قليلا إلى المعدة حيث يحدث لها نفس ما حدث للعبوة البلاستيكية وكيس الشيبس أيضا، هذه العملية تحدث ألما يشعر به الجميع، إضافة إلى ألم شديد في الأذن يزداد عند الإقلاع والهبوط تحديدا وهو بالنسبة للأطفال مؤلم جدا.



ما سبق يتعلق بالألم الجسدي، أما فيما يتعلق بالمزاج العام، نجد برودة الطائرة عاملا مؤثرا ومزعجا لجميع الركاب، وكذلك الشعور بعدم الراحة وضيق المكان لمن يريد النوم وغلبه النعاس، جميع الأسباب التي ذُكرت يشترك فيها الكبار والصغار مع اختلاف نسبة الشعور بالألم أو تكدر المزاج.



إضافة إلى ذلك يشعر الأطفال بالخوف بسبب تواجدهم في مكان ضيق وصغير، ويحتوي على عدد كبير من الناس الأغراب بالنسبة لهم، وبحسب دراسة علمية تبين أن الطفل يستشعر رائحة غريبة داخل الطائرة تزعجه وتؤثر في مزاجه، أخيرا وليس آخرا هي كمية الضوضاء العالية داخل الطائرة (صوت المحركات والهواء). هذه الأسباب كثيرة وكفيلة بجعل الطفل يدخل في نوبة بكاء.



يمكن تفادي هذه الحالة أو الحد منها باتباع أحد هذه النصائح والتي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الاكتفاء بإطعام الأطفال كمية قليلة من الطعام قبل الرحلة، وعدم الوصول إلى مرحلة الشبع عن طريق تناول بعض الأطعمة في صالة المغادرة، وهذه النصيحة تشمل البالغين أيضا. ارتداء الأطفال ملابس ليست بالثقيلة ولا بالخفيفة، لتفادي الانزعاج من برودة الطائرة. شراء بعض الألعاب البسيطة الجديدة له والتي تشغله عن الألم وعن أي مؤثر آخر يكدر المزاج. شراء بعض حلوى البلع والمص، والتي لها دور كبير في تهدئة ألم الأذن وقت الإقلاع والهبوط وفي نفس الوقت محبوبة ومسلية بالنسبة للأطفال.



أما بالنسبة للأم التي تَشعُر بالإحباط والحزن والإحراج في نفس الوقت، والتي أقترح عليها بعد أن عرفت هذه الأسباب، تجاهل تلك النظرات القاسية والعبارات المستفزة، والتركيز على تهدئة طفلها بقدر المستطاع، والاعتذار لمن حولها. وللأب دور كبير في تهدئة الطفل أيضا، إذ يمكنه حمله والمشي به إلى مؤخرة الطائرة، متحدثا معه بلطف وابتسامة وبضمه إلى صدره.



المفترض من بقية الركاب التحلي بالصبر وتقديم المساعدة إن أمكن للوالدين، فتقديم المساعدة بحد ذاته هو عملية رفع لمعنويات والدة الطفل، وأما بالنسبة لبعض الركاب والذين ليس من طبعهم تقديم المساعدة والصبر أقول لهم: اكفوا الناس شركم.



لماذا يبكي الطفل داخل الطائرة؟



1 الألم الجسدي

  • زيادة نسبة الهواء داخل الأمعاء 20 %

  • ألم حاد في الأذن (عند الإقلاع والهبوط تحديدا)


2 المزاج العام


  • برودة الطائرة

  • الشعور بعدم الراحة عند النوم

  • الخوف بسبب ضيق المكان والغرباء


للحد من نوبة بكاء الطفل



1 إطعامه كمية قليلة من الطعام قبل الرحلة

3 شراء بعض الألعاب الجديدة له وبعض حلوى البلع والمص

2 ارتداء الطفل ملابس مناسبة (ليست بالثقيلة ولا بالخفيفة)



[email protected]